الخميس 28 مارس / مارس 2024

حراك مكثّف.. هل يعيد بلينكن "ترميم" العلاقات الفلسطينية الأميركية؟

حراك مكثّف.. هل يعيد بلينكن "ترميم" العلاقات الفلسطينية الأميركية؟

Changed

أنتوني بلينكن ومحمود عباس
التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله (غيتي)
يتحدّث الباحث السياسي جهاد حرب لـ"العربي" عن اهتمام أميركي جديد بالشرق الأوسط بعد محاولة الانكفاء من قبل إدارة جو بايدن عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

لا تزال جولة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تستقطب الاهتمام، لا سيّما وأنّها الأولى له في المنطقة، وقد بدأها من إسرائيل حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدًا على "حقّ" إسرائيل في "الدفاع عن نفسها"، إلى جانب "التزام" واشنطن بأمنها.

وشملت زيارة بلينكن أيضًا رام الله حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأعلن أنّ إدارة الرئيس جو بايدن ستعمل على إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس المحتلة المسؤولة عن العلاقات مع الفلسطينيين، موضحًا أنّها طريقة مهمّة للتعامل وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني.

وأضاف بلينكن أنّ الإدارة الأميركية ستبلّغ الكونغرس نيّتها تقديم 75 مليون دولار إضافية للتنمية والمساعدة الاقتصادية للفلسطينيين خلال عام 2021، فيما أشاد عباس بالمواقف الأميركية، في تصريحات قد تكون الأولى من نوعها منذ سنوات.

هل تفضي التحركات الدبلوماسية إلى مبادرة سياسية؟

وتزامنت جولة بلينكن مع حراك دبلوماسي مكثّف شهدته الأروقة الفلسطينية، حيث وصل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى رام الله، بعد يوم واحد من قدوم نظيره المصري سامح شكري، في ظلّ ما يُحكى عن "تنسيق" بين الدولتين لمواكبة المرحلة الحالية.

وفي حين تتمحور التحركات الدبلوماسية المكثفة في المنطقة على العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، تحت عنوان شبه ثابت هو إعادة إعمار القطاع وتثبيت وقف إطلاق النار، تُطرَح علامات استفهام بالجملة عما إذا كانت هذه التحركات ستفضي إلى مبادرة سياسية أم لا.

اهتمام أميركي جديد بالشرق الأوسط

من جهته، يتحدّث الكاتب والباحث السياسي جهاد حرب عن اهتمام أميركي جديد - إذا جاز التعبير - بمنطقة الشرق الأوسط بعد محاولة الانكفاء من قبل الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والاهتمام بالجوانب الداخلية.

ويلفت حرب، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ الإدارة الأميركية، من خلال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، تؤكد على خيار حلّ الدولتين باعتباره الحلّ الأمثل والوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ويشير إلى بعض تصريحات بلينكن، حول الإعلان عن إعادة افتتاح القنصلية الأميركية، فضلًا عن مطالبة الإسرائيليين بعدم إجراء تغييرات في مدينة القدس سواء في حي الشيخ جرّاح أو المسجد الأقصى، معتبرًا أنّها "تشجّع الفلسطينيين على بدء محادثات أو لترميم العلاقة الفلسطينية الأميركية التي انقطعت في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب".

"إنجاز سياسي" بحجم التضحيات الفلسطينية

ويؤكد حرب أنّ الفلسطينيين يتطلعون لتدخل دولي مهم لتثبيت التهدئة وإعادة الإعمار، لكنّه يلفت إلى وجوب أن يتّحد الفلسطينيون خلف حكومة واحدة انتقالية قادرة على الإشراف على إعادة الإعمار وإنهاء الانقسام.

ويحذر من أنّه، من دون هذه الحكومة، فإنّ كل التضحيات التي قُدّمت "ستكون غير مجدية"؛ بمعنى "أننا لن نجد إنجازًا سياسيًا يتوافق ويتواءم ويكون بحجم التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني سواء في القدس أو غزة أو الضفة الغربية أو أراضي 48".

ويخلص الباحث السياسي إلى "أننا نحتاج إلى حكومة تكون قادرة على الإشراف على عملية إعادة الإعمار، وكذلك إنهاء الانقسام، وفي الوقت نفسه فك الحصار عن قطاع غزة"، وبالتالي تسهم في "تهيئة الظروف لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وحصد إنجازات سياسية بحجم التضحيات التي قدمها الفلسطينيون".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close