الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

بلينكن يختتم جولته الشرق أوسطية.. هل عكست تغيّرًا في الموقف الأميركي؟

بلينكن يختتم جولته الشرق أوسطية.. هل عكست تغيّرًا في الموقف الأميركي؟

Changed

يبدو ما أعلنه بلينكن خلال زيارته إلى المنطقة افتراقًا عن سياسات ترمب بهذا الشأن، فهل هناك تغيّر جوهري فعلًا في التعاطي الأميركي مع القضية الفلسطينية؟

ترجمت زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة عودة اهتمام واشنطن إلى الملف الفلسطيني بعد الحرب على غزة.

وتنقل بلينكن من إسرائيل إلى رام الله فالقاهرة، فعمان لبحث سبل تثبيت وقف إطلاق النار في القطاع وإعادة إعماره. 

وكان مهندس السياسة الخارجية الأميركية أعلن عن استئناف تقديم المساعدات للفلسطينيين ودعم وكالة غوث اللاجئين والعمل على إعادة افتتاح القنصلية الأميركية في القدس المحتلة.

وهذه الخطوات تبدو افتراقًا عن سياسات الرئيس السابق دونالد ترمب بهذا الشأن، ما يطرح تساؤلات عمّا إذا كان هناك تغيّر جوهري فعلًا في التعاطي الأميركي مع القضية الفلسطينية أم هي عودة الإدارة الديموقراطية إلى السياسة الأميركية التقليدية؟.

"بداية أميركية جديدة"

يؤكد المستشار في الحزب الديموقراطي كريس ليبتينا، أن كلام بلينكن خلال زيارته إلى المنطقة عن سعي الولايات المتحدة لإعادة إطلاق التسوية على أساس حل الدولتين يعني الحديث عن بداية أميركية جديدة مختلفة عن سياسة الإدارات السابقة. 

ويشرح أن ترمب كان منحازًا لطرف واحد وهو إسرائيل، وكان منحازًا تمامًا لنتنياهو، وأخطأ عندما آمن بأنه سيزيد دعمه بين الناخبين اليهود وهذا الأمر لم يحصل".

ويعتبر أن "كل اتفاقيات أبراهام التي تحدث عنها ترمب واستراتيجيته السياسية انهارت".

إلى ذلك، يشير ليبتينا إلى أنه "ربما من الصحيح أن إدارة بايدن لا تتفق مع كل ما قام به نتنياهو، لا سيما عندما يتعلق الموضوع بالمستوطنات، إلا أن المشكلة مع حماس تبقى وهي نقطة مهمة جدًا وستكون مشكلة لإدارة بايدن، التي ستحاول الوصول إلى حل الدولتين أو إعادة طرح حل الدولتين".

ويشرح أن "إدارة بايدن، حتى وإن كانت تعارض بعض الأشياء التي قامت بها إسرائيل أو ما قامت به حكومة نتنياهو واعتبرته انتهاكًا لحقوق الإنسان، فإن حماس هي أكبر منتهك لحقوق الانسان في المنطقة وهذا ليس فقط بالنسبة لبايدن بل بالنسبة لطريقة التفكير الأميركية".

ويلفت إلى أنه "من الصعب جدًا أن نفكر بحالة حيث تكون لحماس أعذار بالنسبة للطريقة التي تدير بها غزة وسياساتها ضد الناس فيها، من الذين لا يتفقون معها". وقال: "هذا يناقض ما يؤمن به الأميركيون على أنه أخلاقي".

"لا نريد كلامًا بل تغييرًا"

بدورها، تقول الناشطة السياسية الفلسطينية زينة عشراوي "نحن كناشطين في أميركا لا نريد كلامًا بل تغييرًا جذريًا في السياسة الأميركية؛ الدفاع عن الفلسطينيين ووقف تمويل إسرائيل ليس فقط بالمال بل أيضًا بالسلاح".

وتضيف: "مع ما يحدث حاليًا في الكونغرس، نأمل أن يحصل هذا التغيير قريبًا".

وتشير إلى أن كلام بايدن عن إعادة تمويل "الأنروا" وإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس "لا يكفي، لأنه يعطي في الآن عينه إسرائيل حق الدفاع عن النفس".

وترى أنه لا يحق للولايات المتحدة أن تحدد ما إذا كان هناك دولة واحدة أم دولتين، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني هو من يقرر. وتوضح أن الوضع على الأرض لا يسمح لدولتين حاليًا.

وتعتبر أن الحديث عن دولتين والقرار الأميركي الذي يدعم الدولتين هو فقط لإعطاء إسرائيل فرصة لنهب الأراضي ومواصلة اضطهاد الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس وكامل فلسطين.

وتقول إنه مع وجود التقدميين في الكونغرس نعمل سويًا أيضًا على تغيير تفكير الشعب الأميركي، مشيرة إلى أنه بات بإمكان الأميركيين أن يسمعوا من الفلسطينيين مباشرة.

"نفاق يجب فضحه"

من ناحيته، يعتبر أستاذ الدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت غسان الخطيب أن الرسميين الأميركيين الذين جاؤوا إلى المنطقة لم يأتوا لأغراض سياسية بعيدة المدى أو إعادة مسار سياسي في المنطقة، بل لتثبيت وقف إطلاق النار الذي تم الوصول إليه أخيرًا والحديث عن إعادة الإعمار.

ويشير إلى أن "إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس هي خطوة إلى الأمام؛ وإن كانت ليست خطوة ثورية لأنها أعادتنا إلى ما كانت عليه الأمور ـ تقريبًا وليس بالكامل ـ قبل إدارة ترمب". 

وإذ يرى أن هذه "خطوة إيجابية من الإدارة الأميركية"، يؤكد أنها ليست كافية على الإطلاق، وهي عودة إلى السياسات الأميركية ما قبل ترمب المنحازة بنيويًا أصلًا لإسرائيل".

ويوضح أن التقييم الفلسطيني العام للموقف الأميركي سلبي لأن عودة السياسة الأميركية إلى ما كانت عليه قبل ترمب أفضل من بقاء السياسة ترمبية، ولكن ليس بكثير، لأن السياسات السابقة هي التي كانت مسؤولة عن دعم إسرائيل والاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والاستيطان..

ويرى أن التجربة السابقة أشارت إلى أن مقتل العملية السياسية الأساسي كان الولايات المتحدة؛ رعايتها لعملية السلام بطريقة منحازة بنيويًا لإسرائيل بدرجة فاقعة هو المسؤول الأول عن فشل هذه التجربة وتمكين إسرائيل والإضرار بمصالح الشعب الفلسطيني".

ويردف: "سبب آخر لضرورة الامتناع عن مثل هذا الأمر هو أن إسرائيل لم تعد في وارد هذه العمليات السياسية أو حل الدولتين أو المفاوضات".

وإذ يعتبر أن إسرائيل "غادرت مربع التسوية منذ مدة"، يلفت إلى أن التركيبة في إسرائيل سواء من حيث النخبة الحاكمة أم الرأي العام، لم يعد على الإطلاق في وارد هذه المسائل، وهم بصدد هضم ما ابتلعوه من أراضٍ فلسطينية عن طريق الاستيطان.

ويشدد على أنه "إذا كانت أميركا معنية بحل الدولتين، هناك ترجمة وحيدة لذلك، وهي عبر منع إسرائيل من توسيع المستوطنات، وطالما هي لا تفعل ذلك، فإن كل حديث منها عن تسوية أو دولتين هو نفاق يجب فضحه". 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close