الخميس 28 مارس / مارس 2024

المشهد العراقي.. تصاعد التوتر مع الحشد الشعبي بعد اعتقال مصلح

المشهد العراقي.. تصاعد التوتر مع الحشد الشعبي بعد اعتقال مصلح

Changed

أُفرج عن قاسم مصلح بعد تصاعد الضغوط والوساطات، لكن المواجهة بين الفصائل المسلحة ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ظهرت إلى العلن.

لا تزال تداعيات اعتقال القوات الأمنية العراقية لأحد قادة الحشد الشعبي واقتحام عناصره المنطقة الخضراء تتفاعل على الساحة السياسية، فيما أعلنت الخارجية الأميركية عن سخطها بشأن مواجهة متظاهرين سلميين بـ"التهديد والعنف الوحشي"، خلال الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة بغداد، الثلاثاء الماضي.

واستدعت لجنة تقصي الحقائق في البلاد، 112 ضابطًا منتسبًا للقوى الأمنية العراقية، للتحقيق في أحداث مظاهرات العامين الماضيين.

وخلال العامين الماضيين، واجه عدد من العراقيين الموت في كل مرة أرادوا فيها التظاهر. وقبل أيام قُتل عدد من العراقيين خلال احتجاجات على اغتيالات غيّبت رفاقًا لهم.

وتثير صورة العنف والقتل، التي بدت متلازمة لفعل التظاهر في العراق، قلق وسخط واشنطن. وعلّق المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس بالقول: "خرج المتظاهرون للمطالبة بالإصلاح، فقوبلوا بعنف وحشي".

من جهة أخرى، نقل مراسل "العربي" عن مصدر أمني أن القوات الأمنية تمكنت من تفكيك منصة لإطلاق الصواريخ في منطقة حي الجهاد غربي بغداد.

وأكّد المصدر أنّ المنصة كانت معدّة لاستهداف مطار بغداد الدولي الذي يضم قاعدة فيكتوريا العسكرية الأميركية.

تداعيات الصراع الداخلي

وفي الوقت نفسه، ترسل الإدارة الأميركية إشارات ترحيب لمحاولة الحكومة العراقية محاسبة المتورطين. لكن المحاسبة في العراق قد تعني جرّ البلاد إلى الصراع، حيث طوّقت عناصر الحشد الشعبي المنطقة الخضراء، بعد اعتقال قاسم مصلح أحد قادته البارزين بتهمة استهداف نشطاء مدنيين.

وأُفرج عن مصلح بعد تصاعد الضغط وبدء الوساطات. لكن المواجهة التي ظلّت متوارية لشهور بين الفصائل المسلحة ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي تكشّفت، حيث وقفت قوات من الحشد وجهًا لوجه أمام القوات الحكومية، ليعود السؤال عن السلاح المتفلّت والدولة المغيّبة في أوساط العراقيين مرّة أخرى.

واجتمعت الرئاسات الأربعة في البلاد، وقالت في بيان موحّد: "إن ما حصل هو تعد على هيبة الدولة وستكون له تداعيات خطيرة".

من جهته، ردّ هادي العامري، رئيس تحالف الفتح، بأن "الحشد الشعبي جزء من الدولة، والاعتقالات التي مسّت قادته غير قانونية، وهي التي تمس بهيبة الدولة واستقرارها". 

القتل الممنهج والتغاضي عن القتلة

في هذا السياق، يرى الباحث السياسي فاضل أبو رغيف أن "الأحجية" بدأت في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2019، حينما أخطأت الحكومة السابقة بالتعاطي مع متظاهرين أمام إحدى الوزارات، وتم رش المياه الساخنة عليهم، كما تفاقم الموضوع بسبب التعاطي السيئ يومها مع النساء.

ويقول أبو رغيف في حديث إلى "العربي": إنّ الدولة لم تتعاطَ من منطلق الحرص على المتظاهرين، و"هو ما دفع بالمواطنين المهمشين، والذين تم إقصاء حقوقهم، للخروج إلى الشارع".

ويضيف: "ما فاقم الوضع هو عمليات القتل الممنهج للمتظاهرين والتغاضي عن قتلتهم".

ويشير أبو رغيف إلى الدعوات القائمة للكشف عن "الجناة" عبر عدد من اللجان التي تشكلت لهذا الغرض.

ويصف الموقف الأميركي بـ"المبهم والذي يضم الكثير من التأويلات". ويقول: "إذا تدخل الجانب الأميركي تدخلًا بريًا، فسيتعقد المشهد بفعل الردود التي قد يولّدها".

ويعتبر أن أعمال العنف تتصاعد كلّما اقترب موعد الاستحقاقات الانتخابية، مشددًا على أهمية مشاركة المتظاهرين في العملية الانتخابية وانخراطهم في النظام، لتجنب المزيد من المشاكل في البلاد.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close