الخميس 28 مارس / مارس 2024

التوتر مع الحشد الشعبي.. هل يدخل العراق فصلًا جديدًا من العنف المسلّح؟

التوتر مع الحشد الشعبي.. هل يدخل العراق فصلًا جديدًا من العنف المسلّح؟

Changed

تفتح هذه التطورات الباب امام احتمالات الصدام، وانفراط عقد التوازن القائم بين الميليشيات والقوات الحكومية، وإدخال العراق في فصل جديد من الفوضى والعنف.

تواصل الحكومة العراقية تعزيز قواتها في المنطقة الخضراء وسط بغداد التي تضمّ مقارّ حكومية وأخرى لبعثات دبلوماسية. 

وأمر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بتحريك اللواء الأول من القوات الخاصّة في الجيش العراقي إلى المنطقة الخضراء لبسط الأمن، بعد تصاعد التوتر مع قوات الحشد الشعبي التي حاولت اقتحام المنطقة احتجاجًا على اعتقال القيادي في الحشد قاسم مصلح.

وتقدّمت القوات الخاصة المؤلفة من عناصر النخبة من قوات الجيش العراقي، إلى وسط بغداد بعد تحذير شديد اللهجة من وزير الدفاع جمعة عناد.

وقال عناد: "الحشد الشعبي لا يخيف دولة ولا جيشًا. الجيش العراقي لديه قدرات عالية". ويأتي هذا التصريح على خلفية استعراض الحشد الشعبي مظاهر القوة العسكرية في تحدٍ صريح لسلطة الدولة.

وهدّد الحشد باقتحام المنطقة الخضراء إن لم يتم الإفراج عن مصلح. كما ارتفعت لهجة التحدي من قبل السلطات الرسمية ومؤسساتها؛ وهو ما دفع القوات الأمنية الى الانتشار لبسط الأمن على مداخل بغداد.

وتفتح هذه التطورات الباب أمام احتمالات الصدام، وما تحمله معها من توسّع المواجهة، وانفراط عقد التوازن القائم بين الميليشيات والقوات الحكومية، وإدخال العراق في فصل جديد من الفوضى والعنف المسلح.

وبين استعادة هيبة الدولة والإبقاء على نفوذ الميليشيات، انقسمت التيارات السياسية بين رافضة لخطوة الكاظمي في تطويق الحشد الشعبي، ومؤيدة لها لا سيما مع ارتفاع الأصوات الداعية لحلّ الميليشيات، بعد انتهاء مهمة القضاء على تنظيم "الدولة" في العراق.

الكاظمي في موقف صعب

وقال حمزة مصطفى، الباحث السياسي من بغداد، لـ"العربي": إنها المرة الأولى التي تستطيع فيها الحكومة العراقية أن تُثبت أنها قادرة على المواجهة، لكن في المقابل هناك تساؤلات حول مدى ثبات الهدنة بين الأطراف والقائمة على فرض هيبة الدولة وإعادة توصيف مفهوم وجود الحشد الشعبي على اعتبار أنها قوة تابعة للدولة وللقائد العام للقوات المسلحة.

وأشار إلى أن الحشد الشعبي مؤسسة رسمية تابعة للدولة ونفت إصدارها أي بيان تحذيري للقوات العراقية، لكن هناك فصائل غير تابعة للحشد الشعبي وتصنّف نفسها على أنها "مقاومة" للوجود الأميركي في العراق، هي التي حاصرت المنطقة الخضراء.

وأضاف أن الحكومة، في المقابل، تمسّكت بعملية اعتقال مصلح، وتمسكت بقرار القضاء، ولم تخضع للضغوط.

وشدّد مصطفى على أنّ الكاظمي في موقف صعب حاليًا، وهو محقّ بالخطوة التي قام بها، فهو لا يريد مواجهة أطراف عراقية، ولا ينظر للأمر من ناحية الفعل وردّ الفعل، ولديه قدرة على الصمود ويتصرّف بعقلانية لتجنّب الاصطدام مع الطرف الآخر.

وأشار إلى أن الكاظمي يحاول جاهدًا عبر وسطاء أن يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، لأنه يريد أن يعزل الحشد الشعبي بصفته هيئة مستقلة حصلت على الاعتراف بوجودها دستوريًا عن الفصائل التي تحاول أن تظهر أنها تتمتع بالكلمة الفصل في الأزمة العراقية.

وأوضح أن هناك جهات من الحشد الشعبي والفصائل المسلحة بدأت تنسجم مع طرح الكاظمي لتجنّب أي صدام قد يؤدي إلى خسائر بين الطرفين.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close