السبت 20 أبريل / أبريل 2024

لابيد على درب الإطاحة بنتنياهو .. هل يفعلها كاتب الروايات البوليسية؟

لابيد على درب الإطاحة بنتنياهو .. هل يفعلها كاتب الروايات البوليسية؟

Changed

يسعى لابيد البالغ من العمر 57 عامًا، للإطاحة ببنيامين نتنياهو بعد أن تمكن من جمع الأصوات اللازمة لتشكيل ائتلاف حكومي (غيتي)
يسعى لابيد البالغ من العمر 57 عامًا للإطاحة ببنيامين نتنياهو بعد أن تمكّن من جمع الأصوات اللازمة لتشكيل ائتلاف حكومي (غيتي)
يتبنى لابيد رؤية ليبرالية للاقتصاد والفصل بين الدين والدولة، ويدافع عن الطبقة الوسطى ويتبنى محاربة الفساد الذي اتُهم به نتنياهو. 

ترجح كفة يائير لابيد، الرجل حديث العهد في السياسة، لتولّي رئاسة الحكومة في إسرائيل. فمن عُرف نجمًا على شاشات التلفزة يكاد يبلغ أعلى هرم السياسة والقرار.

ولابيد البالغ من العمر 57 عامًا، كان حتى الأمس القريب زعيم المعارضة الإسرائيلية الوسطي، ويسعى الآن للإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد أن تمكن من جمع الأصوات اللازمة لتشكيل ائتلاف حكومي.

شهرة كبيرة

بالعودة إلى سيرته، عمل لابيد في صحيفتَي "معاريف" و"يديعوت أحرنوت" ما سمح له بتحقيق شهرة كبيرة عززها ببرنامج تلفزيوني.

ومارس نشاطات وهوايات متفرّقة كالملاكمة وفنون القتال، وكتب روايات بوليسية ومسلسلات تلفزيونية.

ثم في عام 2012، اعتزل العمل الصحفي وأسّس حزبه "يشن عتيد"، الذي يعني في العربية "هناك مستقبل".

وخاض الانتخابات التشريعية في مارس/ آذار عام 2020 ضمن الائتلاف الوسطي أزرق أبيض، لكنه سرعان ما انسحب منه بعد إبرام الأخير اتفاقًا مع حكومة نتنياهو ليصبح بعدها زعيمًا للمعارضة.

ويتبنى الرجل الصاعد في السلطة رؤية ليبرالية للاقتصاد والفصل بين الدين والدولة، ويدافع عن الطبقة الوسطى ويتبنى محاربة الفساد، الذي اتُهم به رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو. 

ويريد حزب "هناك مستقبل" إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، لكن في إطار اتفاق يسمح لهم بالاحتفاظ ببعض الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة والقدس.

سباق حواجز

ويشير مراسل "العربي" في القدس أحمد دراوشة إلى أن الطريق إلى إخراج نتنياهو من مقرّ إقامته هو أشبه بسباق حواجز.

ويوضح أن حكومة لابيد ـ بينيت تخطت بالأمس الحاجز الأول، لكن أمامها عدة حواجز لتخطيها؛ وربما يكون الأقرب استبدال رئيس الكنيست. 

ويوضح أن الرئيس الحالي للكنيست من حزب نتنياهو، وهناك خشية من أن يقوم بعرقلة إدخال التصويت على الحكومة أو تأجيله حتى الأسبوع ما بعد المقبل.

ويلفت إلى أن نتنياهو يريد استغلال عامل الوقت هذا بشكل كبير جدًا، مشيرًا إلى أنه استدعى اليوم رؤساء المستوطنات إلى مقر إقامته، من أجل بدء خطة للضغط على المستوطنين الموجودين في الأحزاب المكونة للحكومة الجديدة مثل: "يمينا" و"أمل جديد"، اللذين يعبّران عن يمينيين.

ويضيف أن الضغط يتركز باتجاه هذين الحزبين تحديدًا لشق عناصر منهما لتصوّت ضد الحكومة، عند التصويت لنيل الثقة يوم الإثنين ما بعد المقبل.

وبحسب مراسل "العربي"، فإن التقديرات تشير إلى أن هذه الحكومة ستركز بالأساس على الأمور الداخلية، والنهوض بالاقتصاد والقضايا اليومية التي تهم الإسرائيليين".

ويردف: "هناك توصيف بأن هذه الحكومة ستركز على الأمور المدنية وليس العسكرية أو السياسية نظرًا للفجوات الأيديولوجية التي تجمع بين أحزاب الائتلاف".

ويضيف: "ربما نرى استمرارًا لسياسات نتنياهو فيما يتعلق بالحفاظ على الوضع القائم في قطاع غزة".

"لا فرق" 

بدوره، يشير مراسل "العربي" في غزة عبد الله المقداد إلى أن لنتنياهو سجلًا حافلًا سيئًا مع القطاع، مذكرًا بالحروب والحملات العسكرية التي شنّها ضده.

ويوضح أن الفصائل الفلسطينية لا فرق لديها أكانت الحكومة الإسرائيلية يمينية أم يسارية، فبالنسبة لها الكل واحد وله أياديه الملطخة بالدماء، والمهم هو أن يكون هناك بالفعل سياسة إسرائيلية جديدة تستند بالأساس على رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وتحسين الواقع المعيشي للسكان فيه، والبدء بالفعل بتسهيل عملية إعادة الإعمار. 

ويقول: "إن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة لم تصدر أي موقف، وهي على ما يبدو بانتظار اكتمال المشهد الإسرائيلي وأداء الحكومة الإسرائيلية اليمين الدستوري بعد أيام".

"أسوأ من نتنياهو"

من ناحيته، ينقل مراسل "العربي" من رام الله عميد شحادة عن وزارة الخارجية الفلسطينية قولها: من المبكر جدًا الحديث عن الموقف من تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة قد تطيح بنتنياهو، قبل أن يكون هناك مصادقة من الكنيست على تشكيل هذه الحكومة، وقبل فهم بأي اتجاه ستذهب ممارساتها؛ من حيث إذا ما كانت مختلفة عن حكومة نتنياهو أم لا.

ويتحدث المراسل من رام الله عن نوع من الإحباط في الخارجية الفلسطينية؛ حيث تعتبر أن في هذه الحكومة من هم أسوأ من نتنياهو وأشد يمينية منه، وأن المتنافسين على الحكومة الإسرائيلية كانوا يقدمون أنفسهم للجمهور على أنهم أكثر يمينية من الآخرين.

ويلفت إلى أن السلطة الفلسطينية تتعامل بشكل عام مع أي حكومة إسرائيلية جديدة بالطلب منها الالتزام بالاتفاقيات وحل الدولتين.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة