الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

خلافات في معسكر "التغيير".. هل تنجح مناورات نتنياهو في إجهاض حكومة لابيد؟

خلافات في معسكر "التغيير".. هل تنجح مناورات نتنياهو في إجهاض حكومة لابيد؟

Changed

تتجه إسرائيل نحو المزيد من الاستقطاب والصراعات الداخلية، مع استماتة نتنياهو في العمل من أجل إفشال حكومة لابيد.

دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جميع أعضاء الكنيست لعدم منح الثقة لحكومة الائتلاف التي شكّلها زعيم المعارضة يائير لابيد، واصفًا إياها بالحكومة "اليسارية الخطرة".

وكان لابيد أعلن نجاحه في تشكيل حكومته بمشاركة ثمانية أحزاب. وينتظر زعيم حزب "هناك مستقبل" حصول حكومته على ثقة الكنيست؛ أي تأييد 61 نائبًا من أصل 120.

ويُعتبر التصويت على الثقة "طوق نجاة" لنتنياهو أيضًا، في حال فشل الائتلاف الجديد في تجنيد أصوات أعضاء الكنيست.

وشرحت هنيدة غانم، مديرة المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) لـ"العربي"، أن "المجتمع الإسرائيلي يتجه نحو المزيد من الاستقطاب والصراعات الداخلية، اذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن نتنياهو يستميت من أجل إفشال حكومة لابيد".

وفي هذا الإطار، يتجه نتنياهو إلى زيادة الضغط على حزب "يمينا" برئاسة نفتالي بينيت بحثًا عن منشقين، من منطلق "أن أي يميني يجب أن لا ينضمّ إلى حكومة يسارية خطيرة".

وبدأت الخلافات تبرز بين معسكر أحزاب "التغيير"، وتحديدًا في قضية عزل رئيس الكنيست الحالي ياريف ليفين من حزب "ليكود"، لتعجيل إجراءات منح الثقة للحكومة.

وبعد جمع التواقيع، تراجع نير أورباخ  من حزب "يمينا" عن توقيعه لتغيير رئيس الكنيست، ما يرجّح عودته إلى حزب "ليكود"، وفق وسائل إعلام إسرائيلية؛ الأمر الذي يضع مستقبل الحكومة الجديدة على المحك.

ورجّح رازي النابلسي، الباحث في مركز "مسارات"، في حديث إلى "العربي"، ألَّا تصمد هذه الحكومة طويلًا لأن "جوهر تشكيلها يقوم على استبدال نتنياهو".

ووَصف النابلسي الائتلاف بـ"الهشّ" مع وجود أحزاب غير متجانسة في أجندتها السياسية، وبأنه "تحالف مؤقت لاستبدال نتنياهو" الذي يستمرّ في الحكم منذ عام 2009.

ومن المؤكد أن نتنياهو لن يستسلم بسهولة وسيواصل الضغط واستغلال تناقضات أحزاب معسكر التغيير حتى إفشال الائتلاف الجديد.

حكومة أكثر تطرّفًا

ويقول محمد وتد، الباحث المختصّ بالشأن الإسرائيلي: إن نتنياهو يناور ويراوغ من أجل إفشال الحكومة الجديدة، لكنّه "حرق كافة الأوراق مع معسكر اليمين".

ويضيف في حديث إلى العربي، أنه على الرغم من أن أغلبية أعضاء الكنيست هم من معسكر اليمين، إلا أن هذا المعسكر فشل في تأليف حكومة بسبب نتنياهو.

ويعتبر أن استمرار هذه الحكومة مرتبط باستمرار نتنياهو في المشهد السياسي الإسرائيلي، إذ إن هذه الحكومة "غير متجانسة وشُكّلت على أساس الإطاحة بنتنياهو، لكنّ أحزابها لا تختلف عن أجندة حزب "ليكود" فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وفي هذا الإطار، يشرح وتد أن هذه الحكومة ستُعالج الأزمات الداخلية الإسرائيلية، لكنّها في المقابل، ستكون "أكثر تشدّدًا وتطرّفًا في القضية الفلسطينية، ولا يُمكن حتى الحديث عن عودة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close