الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

تصريحات "حميدتي" تثير الجدل.. "خارطة جديدة" للمعادلة في السودان

تصريحات "حميدتي" تثير الجدل.. "خارطة جديدة" للمعادلة في السودان

Changed

النائب الأول لرئيس المجلس السيادي الانتقالي في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي"
النائب الأول لرئيس المجلس السيادي الانتقالي في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي" (غيتي)
بعد مرور عامين على ثورة ديسمبر ما زالت مطالب الشعب معلقة، في ضوء أزمات متزايدة في الاقتصاد والسياسة، في وقت لا يوحي المناخ الحالي بإمكانية تجاوزها قريبًا.

تتفاعل داخل المنظومة السياسية في السودان تصريحات النائب الأول لرئيس المجلس السيادي الانتقالي في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وسط تساؤلات عن "خارطة جديدة" للمعادلة في البلاد قيد الدرس.

ففي تصريحات وُصِفت بـ"المثيرة للجدل"، حذّر "حميدتي" من تفاقم الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في السودان. وأشار إلى أنّ التغيير الذي تمّ في 11 أبريل/ نيسان 2019 لم يتحقق منه سوى عزل البشير دون تغيير في بقية الأوضاع في البلاد.

هل انعدمت الثقة بين المكونات العسكرية نفسها؟

ويبدو أنّ الخلاف لم يعد داخل المجلس السيادي بين المكونين العسكري والمدني فحسب، بل امتدت آثاره بين المكونات العسكرية نفسها.

ويرى مجلس شركاء الفترة الانتقالية في ذلك انعكاسًا لما تشهده الساحة السياسية من انعدام للثقة بين أطرافها.

ويوضح عضو مجلس شركاء الفترة الانتقالية حيدر الصافي، في حديث إلى "العربي"، أنّ فقدان الثقة ما زال المناخ الذي يسود التجمع السياسي بكل مكوناته.

القوات المسلحة "تتذمر" من الأداء "الفاشل جدًا" للحكومة

ولم يكن الشارع السوداني بمعزل عن تصريحات "حميدتي" وانعكاساتها السياسية؛ فالحكومة في حسابات الشارع ما زالت بعيدة عن مطالب الثورة، في حين تتطلب التحديات أمامها التوافق السياسي بالحد الأدنى.

ويرى الباحث في الشؤون السياسية أبو بكر عبد الرازق، في حديث إلى "العربي"، أنّ حديث حميدتي قد تكون له أكثر من دلالة، مشيرًا إلى أنّ القوات المسلحة مثلها مثل بقية الشعب تتذمر من الأوضاع الاقتصادية الموجودة وتتذمر من الأداء الفاشل جدًا للحكومة الانتقالية.

وبعد مرور عامين على ثورة ديسمبر ما زالت مطالب الشعب معلقة، في ضوء أزمات متزايدة في الاقتصاد والسياسة، في وقت لا يوحي المناخ الحالي بإمكانية تجاوزها في المدى المنظور.

اتفاق على الفشل.. ومحاولة للتبرؤ منه

ويرى رئيس تحرير صحيفة التيار السودانية عثمان ميرغني أنّ الوضع العام يؤشر إلى حدوث فشل، "وفي مثل هذا الوضع يحتاج الشركاء إلى إبداء الحيثيات التي يعتمدون عليها في تبرير هذا الفشل".

ويوضح ميرغني، في حديث إلى "العربي"، من الخرطوم، أنّ "معظم هذه الحيثيات تنصب في توجيه أصابع الاتهام للشركاء الآخرين في العملية السياسية"، لا سيّما وأنّهم يشتركون في أن النتيجة النهائية التي وصلت إليها البلاد هي الفشل.

ويلفت إلى أنّ رئيس الوزراء عبد الله حمدوك سبق "حميدتي" في بيانه قبل يومين حيث حمّل المكوّن العسكري نتيجة عدم إكمال شوط العدالة.

"متغيرات" على المعادلة ستنشأ في القريب العاجل

ويشير إلى أنّه يفترض أن تكون الأجواء الآن أجواء انتخابات لكن أجواء الانتخابات تختلف، موضحًا أنّ "الذي يحدث الآن ليس استقطاب أصوات إنما محاولة للتبرؤ من الواقع الموجود للآن".

لكنّ ميرغني يتحدّث في المقابل عن "محاولة الآن لوضع خارطة جديدة للمعادلة التي تربط بين المكون العسكري باعتباره واحدًا والعملية السياسية"، كاشفًا عن "متغيرات ستنشأ في القريب العاجل".

إلا أنّه ينبّه إلى أنّ هذه المحاولة "فيها الكثير من المحاذير والتوترات والحسابات غير المرئية للناس".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close