الخميس 28 مارس / مارس 2024

انتهاكات الاحتلال في القدس.. ترقّب لمسيرة الأعلام وتحذير من "اشتعال الجبهات"

انتهاكات الاحتلال في القدس.. ترقّب لمسيرة الأعلام وتحذير من "اشتعال الجبهات"

Changed

حي الشيخ جراح
تقوم شرطة الاحتلال بحملات اعتقال للفلسطينيين في القدس المحتلة (غيتي)
دفع الوضع المتأزّم في فلسطين بشكل عام وفي القدس بشكل خاص المسؤولين الأمنيين في إسرائيل إلى إطلاق تحذيرات من انفجار الوضع.

تعيش مدينة القدس المحتلة على صفيح ساخن؛ فمن جهة، تشدد قوات الاحتلال حصارها على الفلسطينيين في المدينة، ومن جهة أخرى تتحضر بعض الجماعات المتطرفة لما يسمى بـ"مسيرة الأعلام" يوم الخميس المقبل؛ ما قد يؤدي إلى مواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأصيب أمس الأحد 11 شخصًا، خلال تفريق شرطة الاحتلال لاحتجاجات تضامنية مع الناشطَين محمد ومنى الكرد من حي الشيخ جرّاح في القدس، اللذَين تم توقيفهما بعد اقتحام منزلهما في الحي، قبل أن يتم الإفراج عنهما مساءً.

أسبوع متوتر في القدس

وفي هذا السياق، يوضح مراسل "العربي" في القدس أحمد دراوشة أن هذا الأسبوع سيكون متوترًا في المدينة، مع توقعات باستفزازات سيقوم بها المستوطنون الإسرائيليون أثناء تنظيمهم لمسيرة الأعلام.

ويلفت المراسل إلى أن المخابرات الإسرائيلية حذّرت الحكومة من مواجهات على خلفية الاشتباك الداخلي السياسي في البلاد.

وعلى الرغم من التحذيرات من اعتداءات إسرائيلية، إلا أن شرطة الاحتلال تقوم بحملة واسعة لاعتقال الفلسطينيين من بيوتهم، من دون أن تشهد مدينة القدس أي اعتقال لمستوطن واحد، بحسب المراسل.

ويشير إلى وجود دعوات لنقل مسار "مسيرة الأعلام" لكي لا تمر في الأحياء الإسلامية في المدينة.

وكانت منظمات يمينية إسرائيلية متطرفة قد دعت إلى المشاركة في مسيرة "استفزازية" تعتزم تنظيمها في القدس الشرقية يوم الخميس المقبل.

ويُطلق على المسيرة اسم "مسيرة الأعلام"، وتمر من خلال باب العامود، أحد أبواب بلدة القدس القديمة، ثم عبر شوارع البلدة، وصولًا إلى حائط البراق، الذي يُطلق عليه الإسرائيليون اسم "حائط المبكى".

وكان من المقرر تنظيم المسيرة، التي ترفع فيها الكثير من الأعلام الإسرائيلية، الشهر الماضي، تزامنًا مع الذكرى السنوية (بموجب التقويم العبري) لاحتلال القدس الشرقية عام 1967، ولكن جرى تأجيلها إثر الحرب الإسرائيلية على غزة، وفي ظل التوتر الشديد الذي كان يسود مدينة القدس الشرقية وغيرها من المدن.

صراع سياسي

هذا الوضع المتأزم في فلسطين بشكل عام، وفي القدس بشكل خاص، دفع المسؤولين الأمنيين في إسرائيل إلى إطلاق تحذيرات من انفجار الوضع، وأن يؤدي التصعيد إلى إشعال عدة جبهات داخل الأراضي المحتلة.

وتوجّه الاتهامات في إسرائيل لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمسؤوليته عن المسيرة وعن أي استفزاز قد يقوم به المستوطنون ضد الفلسطينيين.

ويرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية رازي نابلسي، في حديث إلى "العربي"، أن نتنياهو مستعد للقيام بأي شيء لإحباط تشكيل الحكومة المنتظرة.

ويشدد نابلسي على أنه "من غير الممكن" أن تقوم إسرائيل بإلغاء المسيرة الإسرائيلية، أو منع أي تصعيد أمني.

وعزز الجيش الإسرائيلي دفاعاته الجوية، قبل أيام من مسيرات الأعلام وسط توقعات بحصول مواجهات في القدس المحتلة وغزة والضفة الغربية.

هذه المخاوف من التصعيد، ترافقت مع تبادل اتهامات بين رئيس حزب "يمينا" نفتالي بينيت ونتنياهو.

واعتبر بينيت أن تداول السلطة أمر طبيعي، مطالبًا رئيس الحكومة الحالي بالتوقف عن التحريض على الأحزاب اليمينية التي تعمل على تشكيل الحكومة المقبلة.

وشدد بينيت على أن "السلطة ليست حكرًا على أحد، كما أن إسرائيل ليست مملكة كي يبقى شخص واحد في الحكم لسنوات".

أما نتنياهو فاعتبر، خلال اجتماع لكتلته في الكنيست، أن الائتلاف الحكومي الحالي هو "تحالف يساري خطير"، متوعدًا بإسقاطه.

ورأى نتنياهو أن الحكومة المقبلة لن تكون قادرة على مواجهة الضغوط الأميركية في موضوع توقيف العمليات الاستيطانية.

دعوة للنفير العام

في هذا السياق، دعت اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" كوادرها والفلسطينيين إلى النفير العام الخميس المقبل للدفاع عن القدس ومواجهة مسيرة المستوطنين المتطرفين.

وحمّلت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تفجّر الأوضاع في القدس، وعموم المناطق الفلسطينية، داعية المجتمع الدولي للتدخل السريع لـ"وقف هستيرية نتنياهو واليمين المتطرف الإسرائيلي ولجم تحركاته في القدس"، التي تهدد بانفجار المنطقة برمتها.

في هذا السياق، يوضح القيادي في الحركة محمد حوراني أن نتنياهو سيستغل أي فرصة لإشعال أي منطقة في الأراضي المحتلة، لكي يبقى في السلطة، واليوم الفرصة متاحة في القدس.

ويوضح حوراني، في حديث إلى "العربي" من رام الله، أن "النفير العام الذي أعلنته حركة فتح هو رسالة لقوات الاحتلال بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام الاعتداءات الإسرائيلية".

ويلفت إلى غياب الضغط الدولي على نتنياهو لوقف العدوان على مدينة القدس وحي الشيخ جرّاح، مؤكدًا أن "الشعب الفلسطيني لن يستسلم، بل سيستمر في الدفاع عن أرضه ومقدساته".

ويؤكد حوراني أن على الفصائل الفلسطينية كلها توحيد جهودها في غزة والضفة والقدس لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، و"يجب تأطير كل ما حصل في الأسابيع الماضية لإنتاج موقف فلسطيني موحد".

استهداف الناشطين والإعلاميين

وبالتزامن مع ممارسات المستوطنين، تشدّ الشرطة الإسرائيلية خناقها على الناشطين في القدس، خصوصًا أولئك الذين يعملون على إظهار القضية الفلسطينية للعالم كله عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.

وعلى الرغم من الإفراج عن محمد ومنى الكرد، إلا أن التوقعات لا تزال قائمة بأن تستمر حملة الإسرائيليين ضد المقدسيين.

ويرى محامي المعتقلين في حي الشيخ جرّاح ناصر عودة، في حديث إلى "العربي"، أن "الحملة تستهدف الناشطين والإعلاميين الذين ينقلون الحقيقة إلى العالم كله".

من جهته، يقول نبيل الكرد، والد منى ومحمد: "إننا نتكلم بلساننا، وهذا هو سلاحنا على عكس المستوطنين الذين ينعمون بحماية جيش الاحتلال".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close