الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

من "مسيرة الأعلام" إلى "الشيخ جراح".. إسرائيل "مستنفرة" وسط الضغوط

من "مسيرة الأعلام" إلى "الشيخ جراح".. إسرائيل "مستنفرة" وسط الضغوط

Changed

تُطرَح تساؤلات حول مسار تشكيلة الحكومة في إسرائيل وحظوظ نتنياهو في التأثير على حصولها على الغالبية وتأثير ذلك على العلاقة مع الولايات المتحدة.

تتسارع التطورات في الداخل الإسرائيلي، على وقع الخلافات المتفاقمة ذات الصلة بتشكيل الحكومة الجديدة، التي قد تطيح برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسط مساعٍ لا تزال مستمرّة لإعادة خلط الأوراق.

وفي هذا السياق، كان لافتًا قرار الشرطة الإسرائيلية إلغاء مسيرة الأعلام المقرّرة التي كان مستوطنون ينوون تنظيمها نحو المسجد الأقصى يوم الخميس المقبل في القدس المحتلة، وذلك بعد اجتماع مع منظمي هذه المسيرة.

جاء ذلك في الوقت الذي أبلغ فيه المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية المحكمة العليا بأنّه قرر عدم التدخل والمثول أمامها بخصوص قضية تهجير أهالي حي الشيخ جراح.

وكانت المحكمة العُليا قد أجّلت جلستها للنظر في التماس بخصوص تهجير العائلات الفلسطينية، بناءً على طلب من المستشار القضائي قبل حوالي شهر.

وبالتوازي مع كلّ هذه التطورات، أعلن رئيس الكنيست الإسرائيلي أنّ رئيس حزب هناك مستقبل يائير لابيد؛ أبلغه بتمكّنه من جمع الأصوات اللازمة لتشكيل حكومة يتناوب على رئاستها مع نفتالي بينيت، مشيرًا إلى أنّ الجلسة ستكون يوم الإثنين المقبل.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في وقت سابق إن الحكومة التي يسعى بينيت لتشكيلها ستكون ضعيفة أمام الضغوط الأميركية فيما يتعلق بالاستيطان والملف النووي الإيراني، في إشارة لضغوط إدارة بايدن على إسرائيل لتثبيت التهدئة.

إزاء ذلك، تُطرَح تساؤلات حول مسار تشكيل الحكومة في إسرائيل وحظوظ نتنياهو في التأثير على حصولها على الغالبية لتصبح ناجزة، وتأثير كل ذلك على العلاقة مع الولايات المتحدة، وكيف يمكن أن يرسم المشهد المقبل.

قوى اليمين مستنفَرة استنفارًا كاملًا

يربط أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة حيفا محمود يزبك كلّ التطورات المتلاحقة بمسار تشكيل الحكومة الإسرائيلية، متحدّثًا عن محاولة من قبل حزب الليكود ونتنياهو بالذات لضعضعة التحالف المناهض له.

ويشير يزبك، في حديث إلى "العربي"، من حيفا، إلى أنّ نتنياهو يعتقد أنّ تأجيل الإعلان رسميًا عن الحكومة يعطيه فرصة للضغط على مكوّنات الائتلاف المناهض له، في ظلّ وجود مساعٍ حثيثة لخلق أجواء تؤدي لعدم تشكيل الحكومة.

ويعتبر أنّ السعي إلى تنظيم "مسيرة الأعلام" يندرج ضمن هذه الأجواء، موضحًا أنّ المقصود من كلّ ذلك هو "استفزاز الفلسطينيين بشكل عام، والمقدسيين بشكل خاص، وبالتالي خلق نوع من الجو المتوتر، الذي قد يصل إلى مرحلة الحرب أو الصراع العنيف".

ويلفت إلى أنّ البعض من أحزاب اليمين يعتقدون أنّه يمكن خلط الأوراق من جديد إذا حصل عنف متجدد في المنطقة، لا سيّما أنّ وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة كان ضعيفًا نوعًا ما، وهشّا إلى حدّ بعيد.

ويشدّد يزبك على أنّ قوى اليمين الآن مستنفَرة استنفارًا كاملًا في الشوارع وأمام بيوت أعضاء الكنيست، في مسعى لمنع تشكيل الحكومة الجديد، مسجّلًا في الوقت نفسه وجود خوف حقيقي من أن يقوم شخص ما بتصرف عنيف قد لا تُحمَد عقباه، علمًا أنّ جهاز الشاباك حذر من ذلك بشكل واضح.

هل تنجح إدارة بايدن في إطلاق مبادرة للسلام؟

من جهته، يلفت رئيس مركز السياسة الأمنية غريد فليتز إلى أنّ ميزة التحالف الإسرائيلي الذي يتشكّل اليوم هي أنّه يناهض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ويشير فليتز، في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، إلى أنه "غير واثق من أنّ علاقة نتنياهو كانت إيجابية تمامًا بإدارة بايدن".

ويعرب عن اعتقاده بأنّ مواقف الرئيس المنتظر لتشكيل الحكومة قد تكون أكثر تشددًا إزاء بعض الملفات، مرجّحًا كذلك "أن نشهد سياسات داخلية مختلفة".

ويلفت فليتز إلى أنّ "هناك الكثيرين في إدارة بايدن لا تروق لهم تلك العلاقة الوطيدة التي جمعت نتنياهو بالرئيس السابق دونالد ترمب"، ولكنه يشير إلى أنّ "هذا أيضًا يُقارَن بموقف آخر لإدارة بايدن التي تبدي مزيدًا من المرونة إزاء الفلسطينيين".

ويعتبر أنّ "إدارة بايدن تحاول إطلاق مبادرة للسلام في الشرق الأوسط"، لكنّه يردف قائلًا: "لست واثقًا من مدى وجود تعاون في إسرائيل إزاء هذه النقطة".

ويشدّد على أنّ نتنياهو ما زال ممسكا بمقاليد الأمور وسيحاول استخدام مختلف المستويات الحكومية من أجل الضغط على الحكومة المزمعة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close