الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

انطلاق رحلة بايدن الأوروبية.. هل ينجح في إصلاح العلاقات بعد حقبة ترمب؟

انطلاق رحلة بايدن الأوروبية.. هل ينجح في إصلاح العلاقات بعد حقبة ترمب؟

Changed

الرئيس الأميركي
توجّه الرئيس الأميركي إلى بريطانيا في أول رحلة خارجية له (أرشيف - غيتي)
قال مستشار الأمن القومي الأميركي: إن بايدن يأمل في أن تعزز اجتماعاته مع مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي الشعور بوحدة الحلفاء قبل أن يتوجه لاجتماعه مع بوتين.

توجه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى بريطانيا، اليوم الأربعاء، في أول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه.

وتستغرق الرحلة ثمانية أيام وتهدف لإعادة بناء العلاقات عبر الأطلسي، التي توترت خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، وإعادة صياغة العلاقات مع روسيا.

وتمثل الجولة اختبارًا لقدرة الرئيس الأميركي على إدارة وإصلاح العلاقات مع الحلفاء الرئيسيين الذين أصيبوا بخيبة أمل من الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب، وانسحابه من معاهدات دولية.

وقال بايدن، في مقال رأي نشر في صحيفة "واشنطن بوست": "هل ستثبت التحالفات والمؤسسات الديمقراطية التي شكلت جانبًا كبيرًا من القرن الماضي قدرتها على مواجهة التهديدات والعداوات في العصر الحديث؟ أعتقد أن الإجابة هي نعم. لدينا فرصة لإثبات ذلك هذا الأسبوع في أوروبا".

وسيكون اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 16 يونيو/ حزيران الجاري في جنيف تتويجًا للرحلة، وفرصة لإثارة مخاوف الولايات المتحدة مباشرة مع بوتين بشأن الهجمات الإلكترونية، ومواجهات موسكو مع أوكرانيا، ومجموعة أخرى من القضايا.

برنامج الزيارة

ستكون المحطة الأولى لبايدن في قاعدة ميلدنهال شرقي بريطانيا، حيث سيتحدث فيها الرئيس إلى أفراد من القوات الجوية الأميركية.

وسيتوقف بايدن بعدها في قرية سانت إيفز الساحلية في كورنوال الإنجليزية، حيث سيشارك في قمة مجموعة السبع.

ومن المتوقع أن تهيمن على الاجتماع قضايا التجارة والمناخ ودبلوماسية اللقاحات ومبادرة لإعادة بناء البنية التحتية في دول العالم النامي.

ويرى مسؤولون أميركيون في هذه المبادرة وسيلة لمواجهة نفوذ الصين المتنامي.

وسيلتقي بايدن مع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، غدًا الخميس، في كورنوال، في محاولة لضخ دماء جديدة في "العلاقة الخاصة" بين البلدين، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وبعد انتهاء قمة مجموعة السبع، التي تستغرق ثلاثة أيام، سيزور بايدن وزوجته جيل الملكة إليزابيث في قلعة وندسور.

بعد ذلك يتوجه إلى بروكسل لإجراء محادثات مع قادة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع أن تتركز المحادثات على روسيا والصين والقضية التي تفرض نفسها دومًا المتمثلة في زيادة مساهمة دول الحلف في تكاليف الدفاع المشترك.

القمة مع بوتين

وفي محطته الأخيرة في جنيف، سيعقد بايدن لقاء، قد يكون الأصعب خلال الجولة، مع بوتين.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان للصحافيين: إن بايدن يأمل في أن تعزز اجتماعاته مع مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي الشعور بوحدة الحلفاء قبل أن يتوجه لاجتماعه مع بوتين.

ومن غير المتوقع أن تسفر القمة عن تطورات كبيرة. وقال سوليفان: إن بايدن سيضغط على بوتين في الأمور التي تمثل أولوية للولايات المتحدة.

ويتفاوض الجانبان بشأن عقد مؤتمر صحافي مشترك للرئيسين.

ومن أوكرانيا إلى بيلاروسيا ومصير المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني والهجمات الإلكترونية، يتوقع أن تكون المناقشات بين الرئيسين صعبة.

ويصر البيت الأبيض الذي يطلق بالتناوب رسائل تصالحية وتحذيرات على أن سقف توقعاته منخفض. ويتمثل هدفه الوحيد المطروح في جعل العلاقات بين البلدين أكثر "استقرارًا وقابلية للتكهن" بتطورها.

بعض التشكيك

ومع ذلك، ترى سوزان مالوني من معهد بروكينغز للأبحاث، ومقره واشنطن، أن الحلفاء "سيتلقون الكلمات المطمئنة من بايدن مع بعض التشيكك".

وأضافت أن استعداد بايدن لإعادة الاتصال بالحلفاء يجب أن يتغلب ليس على ندوب السنوات الأربع الماضية فحسب، بل وعلى الأسئلة العالقة حول صحة الديمقراطية الأميركية.

وحول استعدادات الرئيس بايدن لهذه الرحلة، قالت الناطقة باسمه جين ساكي إنه "يستعد لها منذ خمسين عامًا"، في إشارة إلى الحياة السياسية الطويلة للرئيس الذي يبلغ من العمر 74 عامًا وأصبح في 1972 عضوًا في مجلس الشيوخ عندما كان يبلغ 29 عامًا.

أزمة اللقاحات

ويواجه البيت الأبيض انتقادات شديدة بسبب تأخره في تقاسم اللقاحات المضادة لكوفيد-19 مع بقية العالم، ويحاول الآن تولي قيادة هذا الملف.

ويؤكد جو بايدن أن الولايات المتحدة مصممة على العمل على التطعيم الدولي "بشعور ضرورة الأمر نفسه الذي عملنا به في بلدنا".

وأعلنت واشنطن مؤخرا أن 75% من ثمانين مليون جرعة من اللقاحات الموعودة للدول الأجنبية بحلول نهاية يونيو/ حزيران سيتم توزيعها عبر برنامج "كوفاكس"، الذي وُضع لضمان توزيع عادل للقاحات وخصوصًا في الدول الفقيرة.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close