الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

"الأسد الإفريقي 2021".. تساؤلات ترافق "أكبر مناورة" أميركية-مغربية قرب الصحراء

"الأسد الإفريقي 2021".. تساؤلات ترافق "أكبر مناورة" أميركية-مغربية قرب الصحراء

Changed

تمّ اختيار قاعدة "جرير لبوحي" للتدريب في إطار مناورات "الأسد الأفريقي".
تمّ اختيار قاعدة "جرير لبوحي" للتدريب في إطار مناورات "الأسد الأفريقي". (تويتر)
تثير المناورات تساؤلات بعد أشهر قليلة من الاعتراف الأميركي بالسيادة المغربية على الصحراء، وتحديدًا أماكن التدريب في المنطقة المتنازع عليها مع البوليساريو.

في السابع من يونيو/ حزيران الجاري، بدأ المغرب والولايات المتحدة مناورات "الأسد الإفريقي 2021، قرب إقليم الصحراء، والتي من المقرر أن تنتهي في 18 يونيو. وتُثير هذه المناورات الأضخم في القارة، تساؤلات حول دلالتها الزمانية والمكانية.

وخلال الإعلان عن بداية المناورات، قال الميجور جنرال الأميركي أندرو روهلينغ إنها "أكبر مناورة عسكرية أميركية في هذه القارة".

من جهته، اعتبر قائد منطقة الجنوب المغربي الجنرال بلخير الفاروق أن هذا التمرين وصل بلا شك إلى درجة من النضج، تشهد على متانة علاقات التعاون بين جيشي البلدين".

وفي إشارة إلى "تطوّر الجغرافيا السياسية العالمية"، أكد الضابط في القوات المسلحة الملكية المغربية على الحاجة إلى عمل عسكري "متعدّد الجنسيات" لمواجهة "التهديدات المختلطة التي تدعو إلى أساليب عمل متقنة".

وبحسب بيان صادر عن قيادة القوات الأميركية في إفريقيا (أفريكوم)، سيُجري الجيشان تدريبات جوية تُشارك فيها "قاذفات ومقاتلات وأجهزة إمداد (جوية) مغربية وأميركية"، بالإضافة إلى مناورات بحرية تشمل "تمرين رماية بحرية" بين أساطيل البلدين.

في المنطقة المتنازع عليها مع البوليساريو

اعتبرت مجلة "جون افريك" أنه بخلاف هذه الاعتبارات التكتيكية، تفتح المناورات المجال أمام تفسيرات مختلفة بعد أشهر قليلة من الاعتراف الأميركي بالسيادة المغربية على الصحراء، وتحديدًا حول مسألة الأماكن المختارة للتدريبات، في المنطقة المتنازع عليها مع البوليساريو.

وشرح الكولونيل الأميركي رايان ديلون لمجلة "جون افريك" أنه على مدى أسبوعين، تجمّع أكثر من 7000 جندي من الدول المشاركة لإجراء تدريبات مشتركة في أكادير، وتفنيت، وطانطان، وجرير لبوحي، وتفراوت، وبن جرير والقنيطرة.

وأضاف أنه تمّ اختيار قاعدة "جرير لبوحي" للتدريب في إطار مناورات "الأسد الإفريقي 2020" التي تمّ إلغاؤها، "لكننا ما زلنا نخطط لاستخدامها في هذا التمرين".

وتقع القاعدة على بعد حوالي 6 كيلومترات من الحدود مع الصحراء، و100 كيلومتر من تندوف في الجزائر، حيث أقامت جبهة البوليساريو معسكراتها.

بدوره، قال مصدر من "أفريكوم" لـ "جون افريك": "درس المهندسون الأميركيون والمغاربة عددًا كبيرًا من المواقع، وعملوا معًا بشكل وثيق لتحديد الأفضل لضمان نجاح مناورات الأسد الإفريقي 2021".

ووفقًا للجيش الأميركي، فإن "قرار اعتماد قاعدة جرير لبوحي اتُّخذ في صيف 2020، وبالتالي "فلا صلة بين اعتراف ترمب بالطابع المغربي للصحراء واختيار المواقع".

وقال روهلينغ: "سيتولّى مقر قوة المهام المشتركة للتمرين في أكادير قيادة ومراقبة جميع التمرينات الجوية والبرية والبحرية المنتشرة في الدول الثلاث المضيفة، وفي مياه شمال الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط".

 ووفقًا للجنرال المغربي بلخير الفاروق، فإن "مفهوم التبادل اللغوي والاستراتيجي والإجرائي" هو محور التمرين.

"رسالة للقوات المعادية"

واعتبرت المجلة أنه "إذا كان الهدف الذي أظهره الجنرالان الأميركي والمغربي، هو تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، فإن العديد من القضايا الجيوسياسية الإقليمية تلعب دورًا أيضًا، إذ تُشارك 21 دولة في التدريبات كعضو مراقب، منها السنغال، وتونس، وكندا، والبرازيل، وإيطاليا، وهولندا، وبريطانيا".

وأكدت المجلة أن مصر وليبيا ستُشاركان في المناورات، لكن "لم يتمّ حسم تمثيل البلدين على أرض الواقع أو الاكتفاء بالمراقبة عن طريق الفيديو".

ومصر والمغرب هما الدولتان الوحيدتان في شمال إفريقيا، اللتان تحافظان على علاقات رسمية مع إسرائيل، الحليف المركزي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وفي ما يتعلّق بالأزمة الليبية، تُحاول الرباط لعب دور الوسيط، لا سيما من خلال اللقاءات المختلفة التي عُقدت في الأشهر الأخيرة في بوزنيقة، برعاية وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.

من جهتها، تنظر الولايات المتحدة بعدائية إلى وجود مرتزقة "فاغنر" الروس في المنطقة. وشرح الكولونيل الأميركي رايان ديلون لمجلة "جون افريك" أن "من واجب واشنطن أن تبعث رسائل إلى قوى أو دول معادية لحلفائها في المنطقة. فمن الضروري دائمًا تحسين موقعنا الدفاعي الاستراتيجي".

وأضاف أن "التحدي الأكبر كان العمل في بيئة متدهورة (بسبب وباء كورونا)، لكن كجنود، يجب أن نكون دائمًا مستعدين لتنفيذ مهمتنا".

ويعتبر المغرب إقليم الصحراء جزءا لا يتجزّأ من ترابه الوطني، ويسيطر على 80 في المئة من أراضيها، ويقترح منحها حكمًا ذاتيًا موسّعًا تحت سيادته. في حين تطالب جبهة "بوليساريو" منذ سنوات بإجراء استفتاء تقرير مصير بموجب اتفاق وقف إطلاق نار وُقّع عام 1991 برعاية الأمم المتحدة بعد حرب استمرت 16 عامًا.

ويمتد إقليم الصحراء على مساحة 266 ألف كيلومتر مربع على ساحل المحيط الأطلسي بين المغرب وموريتانيا والجزائر، يخترقه "جدار دفاعي"، كما تسميه السلطات المغربية، من الشمال نحو الجنوب على طول 2700 كيلومتر. ويقطن المنطقة، الغنية بثروة فوسفاطية، أكثر من نصف مليون شخص، بينما تعد سواحلها غنية بالسمك.

المصادر:
جون افريك

شارك القصة

تابع القراءة
Close