الجمعة 12 أبريل / أبريل 2024

تأجيل الحوار الفلسطيني في القاهرة.. خلاف على الأولويات أم إعادة ترتيبها؟

تأجيل الحوار الفلسطيني في القاهرة.. خلاف على الأولويات أم إعادة ترتيبها؟

Changed

أرجأت السلطات المصرية المحادثات الفلسطينية في القاهرة إلى أجل غير مسمّى، بعد أن كان من المفترض أن يؤسّس الحوار الفلسطيني لأرضية مشتركة تُنهي حالة الانقسام.

فجأة، أرجأت السلطات المصرية المحادثات الفلسطينية في القاهرة إلى أجل غير مسمّى. وكان من المفترض أن يؤسّس الحوار الفلسطيني لأرضية مشتركة تُنهي حالة الانقسام، لكنّه تعثّر لموانع كثيرة، في مقدمتها الرؤية لمستقبل "منظمة التحرير الفلسطينية"، وإعادة إعمار قطاع غزة.

ويبدو أن الانقسام بين الفصائل الفلسطينية "شاسع وغير مؤقت". إذ تريد السلطة الفلسطينية حكومة وحدة وطنية، ولكن وفق بنود اتفاق أوسلو نفسه، وهي لا تريد أن يتحوّل فشل العدوان على غزة إلى ورقة ضغط توظّفها حركة حماس في تحسين موقعها التفاوضي ضمن جلسات الحوار الفلسطيني.

أما بالنسبة لـ"حماس"، فالأولويات مختلفة. حيث ترى الحركة أن الأوان قد آن لإعادة بناء "منظمة التحرير الفلسطينية"، هي تريد أن تحجز موقعًا لها فيها.

وحوّلت الحرب على غزة، مصر إلى وسيط مقبول. ولا ينحصر سعي القاهرة في إنجاح المحادثات بين الفلسطينين، بل يتعداه إلى كسب تسوية أخرى بين الإسرائيليين و"حماس" في غزة وهي صفقة تبادل الأسرى.

"اتفاق على مسار سياسي"

وقال أسامة حمدان، القيادي في حركة "حماس" من بيروت، إن حركتي "فتح" و"حماس" اتفقتا في لقاء ثنائي عُقد في القاهرة على مسار سياسي يُعيد ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، على أساس الشراكة والمشاركة الكاملة، وسيعود الطرفان إلى قياداتهما لمناقشة هذا المسار الذي سيُشكّل لطمة للعدو الاسرائيلي.

وأضاف حمدان لـ"العربي" أن معطيات معركة "سيف القدس" من وحدة وتفاهم شعبي ضمن فصائل المقاومة، بالإضافة إلى إعادة إعمار غزة تفرض نفسها على الحوار الفلسطيني، مشيرًا إلى أن إعادة ترتيب الأولويات "لا يعني الخلاف على التفاصيل التي سبق أن اتفق عليها الطرفان قبل تعطيل الانتخابات".

وأكد أن الطرفين "لا يبحثان في اتفاق جديد، بل يسعيات إلى ترتيب أولويات فرضتها الظروف الحالية".

وأشار إلى أن أجواء اللقاءات في القاهرة كانت "إيجابية وهناك تفهّم من قبل الطرفين لهذه المعطيات والأولويات"، مضيفًا أن الدعوة المصرية "لا تزال قائمة لكنّ موعدها بحاجة إلى تثبيت بناء على الأفكار الجديدة المطروحة والنقاشات مع الفصائل الأخرى".

"قطعنا شوطًا كبيرًا في محادثات القاهرة"

بدوره، قال منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي بمفوضية التعبئة لحركة "فتح" من نابلس، إن الأمور "إيجابية بين الطرفين اللذين يرفضان أن تكون القضية الفلسطينية رهينة بيد الاحتلال أو الانتخابات أو إصلاح منظمة التحرير".

وأكد الجاغوب لـ"العربي" أن "الشعب الفلسطيني أكبر من فصائله، وهو أجبر الفصائل على أن تكون موحدة في خندق واحد بهدف واحد هو إقامة دولتنا وإنهاء الانقسام".

وأوضح أن الحركتين "قطعتا شوطًا كبيرًا" في محادثات القاهرة، و"ستُبنى المواقف بناء على التوافق، فلا طرف يُمكنه أن يفرض على الآخر مواقفه".

"تغيّر في الأولويات"

من جهته، شرح الدكتور حسن نافعة، استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن هناك حرصًا من قبل الحركتين على عدم التصعيد وعدم تعميق الخلافات، وانتهاز هذه الفرصة الفريدة المتاحة حاليًا، وعدم إضاعتها .

لكنّه في المقابل، تحدّث لـ"العربي" عن تغيّر في الأولويات بين الحركتين، وتعثّر المصالحة مع قرار السلطة الفلسطينية بتأجيل الانتخابات.

وأكد أن أيًا من الدول أو الأطراف لا يُمكنها أن تُملي على الأطراف الفلسطينية صيغة معينة للوحدة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close