الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

تطورات متسارعة في اليمن.. هل يطيح "التصعيد" بجهود "التسوية"؟

تطورات متسارعة في اليمن.. هل يطيح "التصعيد" بجهود "التسوية"؟

Changed

تسبب الصراع في اليمن في أزمة إنسانية تقول الأمم المتحدة إنها الأكبر في العالم (غيتي)
تسبب الصراع في اليمن بأزمة إنسانية تقول الأمم المتحدة إنها الأكبر في العالم (غيتي)
تسعى الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس جو بايدن لإحراز تقدم في جهود الأمم المتحدة الرامية لتخفيف الأزمة الإنسانية الشديدة باليمن، وإنهاء الحرب.

تتسارع التطورات على مختلف الجبهات في اليمن، ميدانيًا وسياسيًا، مع إعلان التحالف بقيادة السعودية "توقفه" عن شنّ العمليات، في مقابل استمرار التصعيد العسكري من قبل جماعة الحوثي.

وفي هذا السياق، لقي ثمانية أشخاص على الأقل حتفهم في انفجارات هزت مدينة مأرب اليمنية، ووصفها وزير الإعلام بأنها ناجمة عن ضربات صاروخية وهجمات بطائرات مسيرة من جانب قوات جماعة الحوثي التي تحاول السيطرة على المحافظة الغنية بالغاز.

وقدر العدد الأولي للقتلى بثمانية أشخاص بينهم نساء وقال: إن 27 شخصًا أصيبوا بجراح. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرَين طبيَين قولهما: إن المستشفى استقبل خمسة قتلى وأكثر من 15 جريحًا.

ولم يصدر تأكيد من جانب حركة الحوثي المتحالفة مع إيران، والتي شنّت هجومًا لانتزاع السيطرة على آخر معقل للحكومة المعترف بها دوليًا في شمال البلاد.

وتضغط الأمم المتحدة، مدعومة من الولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ولكي يوقف الحوثيون هجومهم على مأرب التي تستضيف زهاء مليون نازح.

مطار صنعاء ورقة حاسمة في المفاوضات

جاء ذلك في وقت أعلن التحالف بقيادة السعودية في اليمن تعليق أيّ هجمات قرب صنعاء وأي مدن أخرى لأنه يريد إيجاد أرضية سياسية وتسوية سلمية في اليمن.

من جانب آخر، بدأت الإدارة التابعة لجماعة الحوثي أعمال تجديد في مطار صنعاء في إطار استعدادها لاحتمال معاودة فتحه.

وكانت الجماعة وضعت هذا المطار ورقة حاسمة على كل طاولات المفاوضات منذ عام 2015، فهو مطار استهدف من خلاله التحالف الجماعة مرارًا، معلّلًا ذلك بأنه منشأة استُخدِمت لتهريب الأسلحة.

عقوبات أميركية جديدة تستهدف جماعة الحوثي

وفي سياق آخر، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أفراد وصفتهم بأنهم أعضاء في شبكة تهريب تجمع ملايين الدولارات لصالح جماعة الحوثي اليمنية وذلك للضغط على الحركة الموالية لإيران للقبول بوقف إطلاق النار والمشاركة في محادثات سلام.

وتسعى الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس جو بايدن لإحراز تقدم في جهود الأمم المتحدة الرامية لتخفيف الأزمة الإنسانية الشديدة باليمن، وإنهاء الحرب التي يخوضها الحوثيون ضد الحكومة والتحالف العسكري بقيادة السعودية.

وجدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الدعوة للحوثيين للقبول بوقف إطلاق النار في كافة أنحاء البلاد واستئناف المحادثات الرامية لتسوية سياسية تنهي الحرب.

"إعلان وقف إطلاق نار من طرف واحد"

ويؤكد الباحث السياسي عادل دشيلة أنّ ما حصل في الساعات الماضية قد يكون بمثابة إعلان لوقف إطلاق النار من طرف واحد أي من قبل التحالف، خصوصًا أنّ السعودية كانت قد أطلقت مؤخرًا مبادرة سياسية ورحّب بها المجتمع الدولي.

ويشير دشيلة في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، إلى أنّ الكرة في ملعب جماعة الحوثي بعد أن أعطيت كل ما كانت تطالب به في المرحلة الماضية من خلال فتح مطار صنعاء الدولي، والبدء بالمعالجات الإنسانية، وفتح ميناء الحُدَيدة.

ويلفت إلى أنّ الحوثيين بدلًا من القيام بخطوات على الأرض من خلال وقف إطلاق النار، استهدفوا مدينة مأرب المكتظة بالأبرياء بالصواريخ الباليستية؛ ما يعني أنّ الحركة الحوثية ما زالت تعوّل على الحسم العسكري.

إغراءات أميركية ورسائل أمنية للحوثيّين

ويتحدّث دشيلة عن إغراءات أميركية قد يكون حملها الوفد العُماني في زيارته الأخيرة إلى صنعاء، ولكنّه يشير أيضًا إلى رسائل أمنية للحركة الحوثية، لا سيّما بعد التصريحات الأميركية القوية تجاه جماعة الحوثية وتحميلها مسؤولية فشل إيجاد تسوية في اليمن.

ويعتبر دشيلة أنّ على الحركة الحوثية أن تدرك أن الإدارة الأميركية تراقب الوضع ولن تقبل بالخروج إلا بوجود تسوية سياسية.

لكنّه يلخص إلى أنّ الحركة الحوثية "على ما يبدو لم تلتقط الرسالة الأميركية وهو ما جعل الأميركيين اليوم يدرجون بعض الأسماء والشخصيات في إطار قائمة الإرهاب".

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close