الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

"نادٍ للأثرياء" ببعد سياسي.. ما هي مجموعة السبع وكيف تطورت منذ عام 1975؟

"نادٍ للأثرياء" ببعد سياسي.. ما هي مجموعة السبع وكيف تطورت منذ عام 1975؟

Changed

رئيس الوزراء الايطالي ألدو مورو، ورئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون، والرئيس الأميركي جيرالد فورد، والرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان، والمستشار الألماني هيلموت شميدت، ورئيس الوزراء الياباني تاكيو ميكي، في أول قمة للدول الستة عام 1975 (غيتي)
رئيس الوزراء الايطالي ألدو مورو، ورئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون، والرئيس الأميركي جيرالد فورد، والرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان، والمستشار الألماني هيلموت شميدت، ورئيس الوزراء الياباني تاكيو ميكي، في أول قمة للدول الستة عام 1975 (غيتي)
تعرّضت المجموعة لانتقادات لكونها مجرد "ناد للأثرياء"؛ فهي لا تضمّ أي دولة إفريقية أو دولة من أميركا اللاتينية أو أيًا من دول جنوب الكرة الأرضية.

بدأت مجموعة الدول الصناعية السبع، اليوم الجمعة، أول قمة لها منذ حوالي سنتين، تستمر حتى الأحد، على الساحل الإنكليزي في منتجع كاربيس باي البحري قرب مدينة سانت إيف البريطانية.

وتبحث القمة الحالية عددًا من القضايا، بينها التصدّي لفيروس كورونا، وتوفير اللقاحات عالميًا، والانتعاش الاقتصادي بعد الوباء، ومواجهة الصعود الاقتصادي للصين، والسياسات الضريبية، وقضية الطاقة والتغير المناخي، قبل أشهر من قمة المناخ التي تعقد في غلاسكو في اسكتلندا في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وتُشكّل القمة مناسبة لمضيفها رئيس الوزراء البريطاني المحافظ بوريس جونسون بأن يشيد باستراتيجيته لما بعد "بريكست"، من أجل "بريطانيا عالمية" تهدف إلى إعطاء بعد دولي للمملكة المتحدة.

وبين أولويات الرئاسة البريطانية أيضًا تعزيز التعاون التجاري والعمل المتعدد الأطراف بعد سنوات دونالد ترمب الصاخبة، وكذلك وصول الفتيات إلى التعليم.

ما هي مجموعة السبع؟

مجموعة السبع، هي تجمّع غير رسمي، يضمّ أكبر سبع دول اقتصادية عالمية تنسّق في ما بينها للحفاظ على مصالحها وريادتها الاقتصادية، قبل أن توسّع نطاق عملها إلى جانب الاقتصاد.

وتدعي المجموعة أنها تقوم على مبادئ وقيم الحرية، وحقوق الإنسان، والتنمية المستدامة، وحكم القانون، والرخاء، والديمقراطية. ونظرًا لكونها تجمّعًا غير رسمي، فإن قراراتها لا تُعتبر إلزامية.

وتضمّ المجموعة: الولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، واليابان، وإيطاليا، وكندا. وعلى الرغم من أنها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تُعدّ الصين الغائب الأبرز عن المجموعة، لأن ثرواتها تُعدّ أقل نسبيًا من أعضاء مجموعة الدول السبع، وفقًا لحساب نصيب الفرد من ثروات البلاد.

وتتناوب كل دولة من الدول السبع على رئاسة المجموعة لعام واحد، على أن تستضيف الدولة التي ترأس المجموعة القمة السنوية التي تمتدّ ليومين على أراضيها.

فاليري جيسكار ديستان والقمة الأولى

في عام 1975، اقترح الرئيس الفرنسي آنذاك فاليري جيسكار ديستان نقل التقليد الذي كان يعتمده وزراء المال عبر اجتماعهم، إلى مستوى القادة لحلّ المسائل النقدية الشائكة.

وكانت القمة المؤسسة لما صارت تعرف بـ"مجموعة السبع" لاحقًا قد ضمّت ست دول، هي فرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا وأميركا وألمانيا الغربية، وقد اجتمع زعماء الدول في رامبوييه بفرنسا، "لتبادل الأفكار والحلول المحتملة" لأزمة الاقتصاد العالمي، عقب أول صدمة نفطية إثر حظر نفط أوبك".

رئيس الجمهورية الفرنسية فاليري جيسكار ديستان في مؤتمر صحافي خلال القمة في نوفمبر 1975 (غيتي)
رئيس الجمهورية الفرنسية فاليري جيسكار ديستان في مؤتمر صحافي خلال القمة في نوفمبر 1975 (غيتي)

وانضمت كندا إلى المجموعة في العام التالي، أي في العام 1976. وإثر توتر العلاقات بين الشرق والغرب في الثمانينيات، أصبح لاجتماعات المجموعة بعد سياسي أكثر منه اقتصادي.

وتبنّت قمة ويليامزبرغ (الولايات المتحدة) عام 1983، وللمرة الأولى، إعلانًا بشأن الأمن في أوروبا، حمله الرئيس الأميركي رونالد ريغان رغم تحفّظات الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران.

انضمام روسيا ثمّ تعليق عضويتها

مع تفكّك الاتحاد السوفياتي في نهاية 1991، تغيّرت المعطيات وشاركت روسيا، التي كانت مجرد دولة مدعوة إلى قمة عام 1992.

وبين عامي 1998 و2014، حملت المجموعة اسم "مجموعة الثماني" بعد انضمام روسيا إليها؛ قبل أن تُعلَّق عضويتها عام 2014 على خلفية ضمّها شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها، وفرض عقوبات على موسكو. وعلى الأثر، أُلغيت قمة "مجموعة الثماني" التي كانت مقررة في تلك السنة في روسيا. وعادت مجموعة الثماني لتصبح "مجموعة السبع" مجددًا.

ورغم أن ترمب أبدى تأييده لعودة روسيا إلى مجموعة "الثماني"، إلا أن دعوته لم تلق دعمًا واسعًا في صفوف حلفائه.

نادٍ للأثرياء

في عام 1999، في فترة أزمات مالية متتالية، تعرّضت المجموعة لانتقادات لكونها مجرد "ناد للأثرياء"؛ فهي لا تضمّ أي دولة إفريقية أو دولة من أميركا اللاتينية أو أيّا من دول جنوب الكرة الأرضية.

وهكذا، اجتمعت القوى الكبرى مع دول ناشئة بينها الصين، والهند، والبرازيل وجنوب إفريقيا، في شكل جديد ضمن "مجموعة العشرين".

في أغسطس/ آب 2019، عُقدت آخر قمة لمجموعة السبع في بياريتز في فرنسا على خلفية توترات بين الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب وحلفائه.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع زوجة الرئيس الفرنسي بريجيت ماكرون ضمن لقاء لقادة مجموعة السبع في بياريتز في فرنسا، في اليوم الثاني للقمة في أغسطس 2019 (غيتي)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع زوجة الرئيس الفرنسي بريجيت ماكرون ضمن لقاء لقادة مجموعة السبع في بياريتز في فرنسا، في اليوم الثاني للقمة في أغسطس 2019 (غيتي)

وأُلغيت قمة عام 2020 في الولايات المتحدة بسبب الأزمة الصحية العالمية الناجمة عن وباء كوفيد-19.

ورغم الانتقادات التي تُوجّه إلى المجموعة باعتبارها "نادٍ للأثرياء"، حقّقت المجموعة بعض النجاحات كإنشاء صندوق دولي لمكافحة أمراض الأيدز والسل والملاريا، وتفعيل اتفاقية المناخ الموقّعة في باريس في 2016، رغم تقديم واشنطن طلب الانسحاب من الاتفاقية.

توترات ومظاهرات

وإذا كانت اجتماعات مجموعة السبع تنتهي، في غالب الأحيان ببيان مشترك، فإن الأجواء بين الدول الأعضاء تكون أحيانًا متوترة؛ كما حصل عام 2018 في كندا، حين رفض دونالد ترمب توقيع بيان القمة الختامي رغم قبوله بمضمونه.

ورافقت القمم السابقة لمجموعة السبع، احتجاجات ومظاهرات، شارك فيها ناشطون من منظمات بيئية ويسارية، وسط مراقبة مشددة من الشرطة.

وفي عام 2001، شهدت قمة جنوى في إيطاليا مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وناشطين مناهضين للعولمة، قُتل فيها الشاب كارلو جولياني إثر إصابته برصاصة في الرأس، أطلقها رجل درك، وأصيب 500 شخص بجروح.

المصادر:
العربي، صحافة أجنبية

شارك القصة

تابع القراءة
Close