الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

قمة مجموعة السبع.. الألفة لم تبدد الخلافات ومشروع ينافس "الحزام والطريق" الصيني

قمة مجموعة السبع.. الألفة لم تبدد الخلافات ومشروع ينافس "الحزام والطريق" الصيني

Changed

محتج يضرم النيران في قارب في كورنوول حيث يجتمع قادة مجموعة السبع في بريطانيا (غيتي)
محتج يضرم النيران في قارب في كورنوول حيث يجتمع قادة مجموعة السبع في بريطانيا (غيتي)
قال مسؤول أميركي: إن مجموعة الدول الصناعية السبع ستعلن عن مشروع جديد يخصّ البنية التحتية العالمية، ردًا على مبادرة الحزام والطريق الصينية.

يلتقي زعماء الدول السبع الكبار للمرة الأولى منذ عام تقريبًا وجهًا لوجه على الساحل الجنوب الغربي من إنكلترا.

ففي مقاطعة كورنوول، انطلقت أمس الجمعة اجتماعات اليوم الأول من قمة ما يُعرف بـ"مجموعة السبع" التي تستضيفها بريطانيا، وتتناول قضايا تتعلق بمكافحة فيروس كورونا، والأمن الإلكتروني، وكذلك التغيّر المناخي.

وحضر حفل انطلاق القمة الرئيس الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، وأعضاء آخرون من دول مجموعة السبع وممثلون عن الاتحاد الأوروبي.

خلافات لا تُحجب

وبينما لم يتم التطرق إلى التفاصيل بشأن القضايا المطروحة في اجتماعات الزعماء التمهيدية التي عُقدت، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: "من الرائع جدًا أن نلتقي هنا وجهًا لوجه".

وأضاف: "لا تكفي الكلمات للتعبير عن أهمية ذلك. لقد عانت بلداننا جميعًا من تبعات الوباء الذي قد يكون التحدي الأصعب الذي شهدناه طوال حياتنا. وربما أكثر من ذلك".

لكن رغم أجواء الألفة، لم تُحتَجب خلافات المجتمعين؛ حنق أوروبي على بريطانيا الخارجة للتو من عباءة بروكسل، وتململ أميركي من طريقة إدارة جونسون لملف الحدود الأيرلندية، وغضب في الشارع على الجميع من دون استثناء.

فبالتزامن مع انطلاق القمة، خرج مئات المحتجين في الشوارع تعبيرًا عن غضبهم من سياسات الدول الكبرى، لا سيما تلك المتعلقة بمواجهة التغيرات المناخية.

وقالت إحدى المحتجات: "هؤلاء السياسيون المجتمعون يمثلون قادة العالم وليس فقط دولهم. وما نحتاجه هو تمثيل للمواطنين لحل قضايا المناخ والبيئة". وأكدت أن "السياسيين لا همّ لهم سوى الانتخابات؛ يقولون ولا يفعلون".

"جعجعة بلا طحين"

ويُنظر إلى هذه القمة، رغم الانقسام، باعتبارها مؤشرًا لعودة دور مفقود لأكبر تجمع للديمقراطيات الصناعية في العالم.

ويرى مراقبون أن القمة ستكون ناجحة بامتياز إن تمكن المجتمعون من التخلي عن المصلحة الوطنية لصالح نظرة عالمية واسعة. وهذا مطلب ليس بالقليل في ظل حرب المصالح الناعمة بين حلفاء الأمس.

ويشير زاهر عمرين مراسل "العربي" من كورنوول إلى أن اليوم الأول للقمة كان حافلًا بالكثير من الاجتماعات، التي وصفها الكثير من المعلّقين والصحافة المحلية حتى الآن وعلى الطريقة الشكسبيرية بأنها "جعجعة بلا طحين".

حياد كربوني ولقاحات

وبشأن وباء كورونا الذي يتصدر الاهتمام، وعدت الولايات المتحدة بتوفير نصف مليار جرعة، فيما التزمت بريطانيا بمئة مليون أخرى عبر آلية "كوفاكس" العالمية لتشارك اللقاحات.

إلى ذلك، تسعى القمة للتوصل إلى الحياد الكربوني قبل مؤتمر الأمم المتحدة الرئيسي حول المناخ (مؤتمر الأطراف السادس والعشرون) المقرر في نوفمبر/ تشرين الثاني في أسكتلندا.

ويطمح بوريس جونسون إلى "ثورة صناعية خضراء" مع هدف خفض نصف انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول 2030.

ويرغب في أن تتعهد مجموعة السبع بحماية "30% على الأقل" من الأراضي والمحيطات بحلول ذلك التاريخ.

ويرتقب أن تشجع مجموعة السبع الاستثمارات في البنى التحتية المراعية للبيئة في الدول النامية لتحفيز اقتصادها وجعله خاليًا من الكربون.

وثمة موضوع آخر مُلِحّ على جدول أعمال القمة، هو التحدي الذي تمثله الصين وروسيا.

وأفاد مصدر في الرئاسة الفرنسية لوكالة "فرانس برس" بأن "التوجه الأوروبي في هذا الصدد واضح: الصين غريم، وشريك في القضايا العالمية، ومنافس. وينوي الأوروبيون مواصلة تنفيذ هذه الاستراتيجية المشتركة، وستتاح لهم الفرصة لمناقشتها مع الرئيس بايدن في قمة مجموعة السبع".

مبادرة عالمية جديدة

وفي سياق متصل، صرّح مسؤول كبير بإدارة بايدن بأن مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى ستعلن عن مشروع جديد يخصّ البنية التحتية العالمية، ردًا على مبادرة الحزام والطريق الصينية.

وقال المسؤول الذي تحدّث إلى الصحافيين بشرط عدم نشر اسمه: إن الولايات المتحدة ستسعى أيضًا لدفع الزعماء الآخرين بمجموعة السبع لاتخاذ "إجراء ملموس فيما يتعلق بالعمل بالسخرة" في الصين، ولإدراج انتقاد لبكين في بيانهم الختامي.

وأضاف: "هذا ليس لمجرد مجابهة الصين... لكننا لم نقدم حتى الآن بديلًا إيجابيًا يعكس قيمنا ومعاييرنا وأسلوبنا في إدارة الأعمال".

ومبادرة الحزام والطريق الصينية مشروع بنية تحتية يكلف تريليونات الدولارات، أطلقه الرئيس شي جين بينغ عام 2013، ويشمل مبادرات تنمية واستثمار تمتد من آسيا إلى أوروبا وما وراءها.

ووقّعت أكثر من 100 دولة اتفاقات مع الصين للتعاون في مشروعات تتصل بالمبادرة؛ مثل مد خطوط سكك حديدية وإقامة موانئ وطرق سريعة وغيرها من مشروعات البنى التحتية.

وتشير قاعدة بيانات "ريفينيتيف" إلى أنه حتى منتصف العام الماضي، كان هناك أكثر من 2600 مشروع مرتبط بالمبادرة بتكلفة 3.7 تريليون دولار، على الرغم من أن وزارة الخارجية الصينية قالت في يونيو/ حزيران الماضي: إن حوالي 20% من المشروعات تأثرت بشدة بجائحة كوفيد-19.

وقال المسؤول: إن الغرب لم يقدم حتى الآن بديلًا إيجابيًا عن "انعدام الشفافية وضعف معايير البيئة والعمل والنهج القسري" الذي تتّبعه الحكومة الصينية.

وأضاف: "لذا سنعلن غدًا عن مبادرة بناء أفضل للعالم، وهي مبادرة بنية تحتية عالمية جديدة طموحة مع شركائنا في مجموعة السبع، لن تكون مجرد بديل وحسب عن مبادرة الحزام والطريق".

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close