السبت 20 أبريل / أبريل 2024

انتهاء حقبة نتنياهو.. كيف يتلقّف الفلسطينيون الحكومة الإسرائيلية الجديدة؟

انتهاء حقبة نتنياهو.. كيف يتلقّف الفلسطينيون الحكومة الإسرائيلية الجديدة؟

Changed

تُطرح تساؤلات عمّا إذا كان تحالف الأضداد سينجح في إدارة الحكومة الإسرائيلية، وعن انعكاساتها على مستقبل حلّ الدولتين وباقي ملفات المنطقة.

أطاح تحالف متنوع من الأحزاب الإسرائيلية مساء الأحد ببنيامين نتنياهو بعد 12 عامًا متواصلة في الحكم، ليحل محله الزعيم اليميني المتطرف نفتالي بينيت، وذلك في تحول كبير في السياسة الإسرائيلية.

وصوّت 60 نائبًا لصالح الائتلاف الجديد المتنوع ما بين اليمين واليسار والوسط، في حين عارضه 59 نائبًا معظمهم من حزب الليكود والأحزاب اليمينية المتشددة. وامتنع نائب واحد عن التصويت.

إلا أنّ تناقضات هذا التحالف بتوجهاته المتضاربة تبدو كثيرة، حيث يبدو أنّ أمرًا واحدًا يجمعه وهو وضع حدّ لحقبة حكم نتنياهو، إذ إنّ بعض أعضائه يؤيّدون حلّ الدولتين، فيما يعارضه آخرون، كما أنّ منهم من يؤيد الاستيطان، ومنهم من يرى الصواب بالامتناع عنه.

 لكن، رغم ذلك، أكد بينيت عزمه العمل على أن تصمد هذه الحكومة لأربع سنوات، فيما تحدّاه نتنياهو في خطابه أمام الكنيست بأنّه "عائد"، وهو ما يرى البعض أنه قد لا يكون صعبًا، إن لم تخطّ الحكومة برنامجًا واضحًا، لا سيما وأنّ خصومها متمرسون في السياسة الداخلية.

إزاء ذلك، تُطرح تساؤلات عمّا إذا كان تحالف الأضداد سينجح في إدارة الحكومة، وقبل ذلك، عن انعكاسات التشكيلة الحكومة الجديدة على مستقبل حلّ الدولتين وباقي ملفات المنطقة، في ضوء المواقف المُعلَنة لأقطاب الائتلاف الحكوميّ الجديد.

"لا فرق" بين بينيت ونتنياهو بالنسبة إلى الفلسطينيين

يرى الكاتب والباحث السياسي مصطفى الصواف أنّ "لا فرق" بين نتنياهو وبينيت بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أنّ الرجلين "إرهابيّان" في عيون الفلسطينيين.

ويشير الصواف، في حديث إلى "العربي" من غزة، إلى أنّ المتغير الإسرائيلي لا يعني كثيرًا أبناء الشعب الفلسطيني، موضحًا أنّ ما يعنيهم هو التزام الاحتلال بما تم التوافق عليه وشروط المقاومة على صعيد تثبيت التهدئة.

ويعلّق على الكلام الذي صدر عن بينيت خلال جلسة الكنيست، مشيرًا إلى أنّ "المقاومة قالت كلمتها ومفادها أنّه إذا عدتم عدنا". ويشدّد على أنّ المقاومة ملتزمة بالهدوء إذا التزم الاحتلال بالهدوء، لكنها لن تتوقف وستواجه في حال خرق الهدوء.

ويجزم بأنّ "أي إرهاب من قبل الاحتلال في القدس أو الشيخ جراح أو الضفة أو غزة سيُواجَه بعمل عسكري مقاوم بغض النظر عن نوعيته وكيفيته"، مؤكدًا أنّ "المقاومة إذا قالت صدقت".

ويقول: "إذا أخلّ الاحتلال ستكون المقاومة في حل من كل ذلك وستمارس دورها الحقيقي في الدفاع عن الشعب الفلسطيني"، مضيفًا أنّ المقاومة تتعامل مع كل الشخصيات الصهيونية بمستوى واحد.

بينيت لا يستطيع أن يفعل ما يريد

من جهته، يعتبر الباحث السياسي محمد هواش أنّ الحكومة الجديدة ليست "حكومة بينيت"، وإنما تعبّر عن ائتلاف واسع يضمّ في وقت واحد أحزابًا من اليمين والوسط واليسار، فضلًا عن وجود حزب عربي ضمن الائتلاف.

ويرى هواش، في حديث إلى "العربي" من رام الله، أنّ بينيت لا يستطيع أن يفعل ما يريد، كما لا تستطيع الأطراف الأخرى أن تفعل ما تريد، موضحًا أنّ أي قرارات تتعلق بالقضية الفلسطينية يجب أن تكون محل نقاش وتوافق داخل هذه الحكومة.

ويتحدّث عن وجود اعتقاد بأنّ هذه الحكومة سوف تنصرف إلى ترتيب الأوضاع الداخلية في إسرائيل وليس إلى أي خطوات دراماتيكية على المستوى الفلسطيني.

ويشدّد على أنّ هذه الحكومة هي حكومة إنهاء حكم نتنياهو الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل والأكثر عدوانية تجاه الشعب الفلسطيني.

ويلفت إلى غياب أيّ تصريح رسمي فلسطيني حول الحكومة الإسرائيلية الجديدة، لأنّ "هذا أمر داخلي إسرائيلي لا يهم الفلسطينيين".

ويشير إلى أنّ الفلسطينيين يتعاملون مع كل الحكومات الإسرائيلية وفق المبادئ والثوابت نفسها، ويعرب عن اعتقاده بأنّ كل الفصائل الفلسطينية اليوم متفقة على هذا البرنامج العام فيما يتعلق بالحقوق الوطنية الفلسطينية والتمسك بها.

بينيت تجاهل الشركاء العرب منذ ما قبل التنصيب

أما النائب عن القائمة العربية المشتركة سامي أبو شحادة، فيلفت إلى أنّ إسرائيل دولة احتلال وعليها أن تدير هذا الاحتلال، وهذا ما ظهر من خلال كلمة رئيس الحكومة الجديدة نفتالي بينيت في جلسة الكنيست.

ويوضح أبو شحادة، في حديث إلى "العربي"، من القدس، أنّ الحكومة صرحت في الخطوط العريضة لبرنامجها بأنها معنية بتعميق الاحتلال وتوسيعه، وأنّها مستمرة في تهويد القدس.

ويخلص من ذلك إلى أنّ هذه الحكومة جديدة ولكن السياسات قديمة، لافتًا إلى أنّ الائتلاف المؤيد للحكومة يشمل شخصيات أكثر يمينية وعدوانية من نتنياهو نفسه.

ويشدّد على أنّه لا يجب التعويل كثيرًا فلسطينيًا على هذه الحكومة، ملاحظًا أنّ بينيت تجاهل وجود الشركاء العرب معه منذ ما قبل التنصيب بشكل رسميّ، وهو ما تجلّى في "خطابه العنصري والمحرض على أهلنا في النقب وغزة والأراضي المحتلة".

ويشير إلى أنّ "من يشارك في حكومة سياساتها ضد مصالح أبناء شعبنا الفلسطيني داخل الخط الأخضر أو في أي مكان آخر شريك لهذه الحكومة وسياساتها"، ويقول: "هذه حكومة يمينية عنصرية يقودها بينيت الذي يريد أن يثبت لنتنياهو أنه أكثر يمينية وتطرّفًا منه".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close