الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

"الوقت يضيق".. طهران تؤكد فصل مفاوضات فيينا عن الانتخابات الرئاسية

"الوقت يضيق".. طهران تؤكد فصل مفاوضات فيينا عن الانتخابات الرئاسية

Changed

سعيد خطيب زادة
يأمل المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن يتم التوصل لاتفاق في فيينا خلال شهر (غيتي)
اعتبرت الخارجية الإيرانية أن الوقت يضيق أمام المباحثات النووية، مؤكدة أن الاتفاق خلال اجتماعات فيينا تضمن رفع العقوبات عن جميع القطاعات.

على وقع انتهاء الجولة السادسة من مفاوضات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، أعربت طهران عن تفاؤلها بأن يتم التوصل لاتفاق جديد خلال شهر.

وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة أن ما يحدث في فيينا لا علاقة له بالانتخابات الإيرانية المحددة في 18 يونيو/ حزيران الحالي.

وشدد خطيب زادة على أن الوقت يضيق أمام المباحثات النووية لبحث القضايا المتبقية، مؤكدًا ضرورة اتخاذ قرارات سياسية بشأن هذه القضايا في العواصم المعنية، من أجل إعادة إحياء الاتفاق النووي.

وفيما يتعلق بالمهلة التي منحتها طهران للوكالة الدولية للطاقة الذرية في موضوع مراقبة النشاط النووي، أعرب خطيب زادة عن أمله بالوصول إلى نتيجة للمباحثات النووي قبل مهلة الشهر.

وأضاف: في حال عدم الوصول إلى اتفاق، يبقى تجديد القرار الإيراني موضوعًا داخليًا لا ينبغي لأحد التدخل فيه.

وردًا على سؤال حول ما إذا كان الحظر على تصدير النفط هو البند الخلافي في مفاوضات فيينا، أجاب خطيب زادة: اتُّفِق خلال الاجتماعات أن يشمل رفع العقوبات جميع القطاعات في إيران.

الوضع معقّد

واختتمت الجولة السادسة من مباحثات فيينا أمس الأحد وسط تباين في التوقعات.

فقد أكد رئيس الوفد الإيراني المفاوض عباس عراقجي أن الوضع معقد بسبب وجود بعض القضايا القانونية والسياسية والتقنية المتعلقة بعودة واشنطن للاتفاق، وتحقق طهران من عملية رفع العقوبات.

من جهته، أشار المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي آلان ماتون إلى مواصلة المباحثات مع جميع الأطراف ضمن خطة عمل مشتركة، وبشكل منفصل، لإيجاد سبل للاقتراب من اتفاق نهائي في الأيام المقبلة.

ورجّح مراقبون أن يكون تلكؤ بعض الأطراف في المفاوضات سببه الانتخابات الإيرانية المقبلة، رغم نفي طهران لذلك.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قد أفادت بأن مسؤولين أميركيين وأوروبيين كشفوا عن تقدم ملموس في مباحثات إحياء الاتفاق النووي، مشيرة إلى أن "أطراف الاتفاق أصبحوا قريبين من التفاهم على النقاط الخلافية."

ميزان الربح والخسارة

في هذا السياق، يرى الكاتب السياسي طارق وهبي أن المفاوضات النووية دخلت في "ميزان الربح والخسارة" لدى جميع الأطراف، وخاصة في واشنطن وطهران؛ فالأخيرة تبحث عن أسواق النفط، فيما تسعى الولايات المتحدة إلى تثبيت شروط الإدارة السابقة برئاسة دونالد ترمب، وأهمها الدور الإيراني في الشرق الأوسط.

ويرى وهبي، في حديث إلى "العربي" من باريس أن أهم ما يحدث حاليًا هو ترجمة للآلية التي ستتمكن من خلالها طهران الحصول على أموالها جراء بيع النفط، بالإضافة لكيفية إقناع واشنطن الطرفين الروسي والصيني بتجديد الاتفاق الموقع عام 2015، بأبعاد جديدة، لاسيما حصر النشاط النووي الإيراني بيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ويؤكد وهبي أن طهران بحاجة للأموال بسبب الوضع الاقتصادي الذي تعاني منه، في ظل توقعات بأن يكون الرئيس المقبل أكثر تشددًا.

ويشير وهبي إلى أنه بغض النظر عن شخص الرئيس المقبل، فإن رغبة المرشد الأعلى علي خامنئي تنحصر بتخفيف الضغط الاقتصادي الداخلي.

ثلاث خطوات للخلف

ويذكّر الباحث السياسي بأن سياسة إيران منذ اتفاق عام 2015 قامت على مبدأ "ثلاث خطوات إلى الخلف مقابل خطوة إلى الأمام"، وهو تكتيك استراتيجي تتبعه طهران "التي تدرك" أن الاتفاق سيأتي لمناقشة دورها في المنطقة وصواريخها البالستية.

ويضيف: إيران تسعى لفك العقدة الأولى المتمثلة بالاقتصاد الداخلي، لاستيعاب الضغط الذي ستواجهه لاحقًا.

ويلفت وهبي إلى أن واشنطن تأخذ بعين الاعتبار اتفاق التعاون الصيني الإيراني الاستراتيجي، الذي بلغ 400 مليار دولار، وهو "أكثر خطورة" بالنسبة لأميركا من العمليات العسكرية.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close