الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

قمة الأطلسي وهواجس الصين وروسيا.. بايدن "يجنّد الناتو لخدمة بلاده"

قمة الأطلسي وهواجس الصين وروسيا.. بايدن "يجنّد الناتو لخدمة بلاده"

Changed

رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة جنيف حسني عبيدي في حديث إلى "العربي" أن "الناتو" من دون واشنطن يفتقر إلى القدرة العسكرية والمادية لتمويل عملياته.

استضاف مقرّ حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل الاجتماع الأول لأعضائه مع الرئيس الأميركي جو بايدن، في محاولة للم الشمل وإعادة الثقة والتلاحم، والتوافق على عدد من الملفات.

ووجّه أعضاء الحلف رسالة قوية إلى روسيا، التي يشكل تعزيز ترسانتها العسكرية تهديدًا متناميًا للناتو. كما أضاف الحلف تحديًا جديدًا إلى أجندته يتعلّق بالصين، بسبب ما وُصف بـ"سلوكها العدواني المتزايد"، بما في ذلك الحرب الإلكترونية وبناء رؤوس حربية نووية، كما أكدت القمة.

ودعت القمة الأمين العام للحلف إلى قيادة عملية تطوير المفهوم الاستراتيجي المقبل "ناتو 2030"، الذي يشمل "سياسات روسيا والتحديات التي تشكلها الصين والتهديدات العابرة للحدود ومنها الإرهاب والتهديدات الإلكترونية والتغير المناخي".

بدوره، أكد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ ضرورة تكاتف أوروبا ودول أميركا الشمالية لمواجهة "الأنظمة الشمولية على غرار روسيا والصين".

وقال ستولتنبرغ، في اختتام لقاء قادة الدول الأعضاء في "الناتو" بالعاصمة البلجيكية بروكسل: إن "كلًا من موسكو وبكين تبنيان قدرات عسكرية مقلقة"، مشيرًا إلى أهمية "التصدي لهذه الظاهرة".

وقال مراسل "العربي" في بروكسل إنه من وجهة نظر "الناتو"، تُعتبر هذه القمة "ناجحة"؛ إذ تصالح جميع أعضاء الحلف بعد أربع سنوات من الأزمة مع الإدارة الأميركية السابقة بقيادة دونالد ترمب.

وأشار المراسل إلى أن مخرجات القمة وجّهت رسالة واضحة وشديدة اللهجة لموسكو والصين. ورغم ذلك، أوضح أن الخلافات الداخلية بين أعضاء الحلف لا تزال قائمة، مثل الخلاف بين فرنسا وتركيا، والأسلحة التي تشتريها تركيا من روسيا بدلًا من الولايات المتحدة.

وكان بايدن عقد لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وصف اللقاء بـ"الإيجابي"، مضيفًا أن الطرفين ناقشا بناء فرص التعاون في المجالات ذات المصالح المشتركة.

أولويات واشنطن

ويعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة جنيف، حسني عبيدي، أن بايدن نجح في تجنيد "الناتو" للخروج باستراتيجية جديدة للتعامل مع الصين وروسيا.

ويشير، في حديث إلى "العربي" من جنيف، إلى أن "الناتو" من دون الولايات المتحدة يفتقر إلى القدرة العسكرية والمادية لتمويل عملياته.

ويلفت عبيدي إلى أن البيان الختامي يعكس بشكل واضح أولويات واشنطن؛ حيث إن عددًا من دول "الناتو" غير موافقة على إقحام الصين على أجندة الحلف، نظرًا للتداخل الاقتصادي بين هذه الدول والصين، وبالتالي فإن فتح جبهة جديدة من الصراع مع بكين سيكون مكلفًا من الناحية الاقتصادية.

ويشير إلى أن جدول الزيارات التي يقوم بها بايدن هي رسائل موجّهة لروسيا والصين تُفيد بأن واشنطن قادرة على تغيير سلوك دول "الناتو"، الشريكة الاقتصادية لهما.

لقاء بايدن-بوتين

ومن المقرر أن يلتقي بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة السويسرية جنيف في 16 يونيو/ حزيران الجاري في فيلا "لا غرانج"، لمناقشة العلاقات الروسية الأميركية والاستقرار الاستراتيجي، فضلًا عن مكافحة وباء "كورونا" وتسوية النزاعات الإقليمية.

وتدهورت العلاقات بين الرئيسين على خلفية تصريحات أدلى بها الرئيس الأميركي عبر قناة "إي بي سي" الأميركية، حيث صرّح بأنّه يعتقد أن نظيره الروسي "قاتل"، محذرًا من أنه "سيدفع ثمن" أعماله.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close