الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

الأمم المتحدة "متهَمة" بمشاركة بيانات الروهينغيا مع ميانمار

الأمم المتحدة "متهَمة" بمشاركة بيانات الروهينغيا مع ميانمار

Changed

حريق في مخيم للروهينغيا.
يعاني الروهينغيا من أوضاع معيشية صعبة في المخيمات التي يعيشون فيها بين الهند وبنغلادش (غيتي)
أوضحت "هيومن رايتس ووتش" أن لاجئي الروهينغيا لم يكونوا على علم بأنّ بياناتهم التي تشتمل على صورهم وبصماتهم ومعلوماتهم الشخصية ستصل في النهاية إلى ميانمار.

اتهمت منظّمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الثلاثاء الأمم المتحدة بمشاركة بيانات لاجئين من الروهينغيا من دون علمهم مع ميانمار؛ الأمر الذي نفته الأمم المتحدة.

وقالت "هيومن رايتس ووتش": إن المفوضية العليا للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين جمعت بيانات أكثر من 800 ألف لاجئ من الروهينغيا في بنغلادش، وشاركت لاحقًا هذه البيانات من دون علم أصحابها مع ميانمار، مطالبة بفتح تحقيق في هذه القضية.

وفرّ معظم هؤلاء اللاجئين من هجوم عسكري وحشي نفّذه الجيش في ميانمار المجاورة عام 2017، حيث خلص محققو الأمم المتحدة إلى أنه جرى "بنية الإبادة الجماعية".

وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، جمعت الهيئة الأممية المسؤولة عن إغاثة اللاجئين، بيانات لاجئي الروهينغيا الذين يُقيمون في مخيّمات ببنغلادش، لكي تتمكّن دكا من تزويدهم بأوراق ثبوتية، وهو أمر ضروري لحصولهم على المساعدات الإنسانية.

رفض أممي للاتهامات

وسارعت المفوضية إلى رفض هذه الاتّهامات؛ وقال المتحدّث باسم الوكالة الأمميّة أندريه ماهيتسيك: إنّ المفوّضية "لديها إجراءات واضحة للغاية لضمان أمن البيانات التي نجمعها عند تسجيل اللاجئين في جميع أنحاء العالم".

وأكدت المفوضية أنّها طلبت من اللاجئين إذنهم لمُشاركة بياناتهم، موضحة لهم أنّهم سيتلقّون البطاقة التي تخوّلهم الحصول على المساعدات بغضّ النظر عمّا إذا كانوا سيُوافقون على مشاركة بياناتهم أم لا.

وشدّدت المفوّضية على أنّ عودة أيّ لاجئ من الروهينغيا إلى ميانمار ستتمّ على أساس طوعي حصرًا، مؤكّدة أنّ بنغلادش لم تجبر أيًا من هؤلاء اللاجئين على العودة إلى جارتها.

لكنّ "هيومن رايتس ووتش" قالت: إنّ اللاجئين الروهينغيا لم يكونوا على الأرجح يعلمون بأنّ بياناتهم التي تشتمل على صورهم وبصماتهم ومعلوماتهم الشخصية ستصل في نهاية المطاف إلى ميانمار.

كما أكّدت أنّ 23 لاجئًا من أصل اللاجئين الـ24 الذين أجرت مقابلات معهم أبلغوها بأنّهم لم يتبلّغوا بهذا الأمر بشكل صحيح، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنّ "صغر حجم العيّنة لا يسمح بالتعميم".

واستخدمت السلطات في ميانمار هذه البيانات لإعطاء موافقتها المسبقة على عودة 42 ألفًا من اللاجئين الروهينغيا إلى البلاد.

الروهينغيا "الأقلية العرقية الأكثر اضطهادًا في العالم"

ويعيش نحو مليون من أقلية الروهينغيا المسلمة من ميانمار في ظروف بائسة داخل مخيّمات في منطقة كوكس بازار في بنغلادش، بعد فرارهم من بلدهم عقب عملية عسكرية للجيش عام 2017 خلص خبراء أمميون بأنها نُفِّذَت "بنيّة إبادة جماعية".

وأخيرًا، نقلت السلطات البنغلادشية 3000 من اللاجئين الروهينغيا إلى جزيرة نائية في خليج البنغال، ليرتفع عدد الذين تم نقلهم إلى الجزيرة المعرّضة للفيضانات والأعاصير المميتة إلى 13 الفًا من الروهينغيا.

وتعتبر الروهينغيا إحدى الأقليات العرقية العديدة في ميانمار، ويمثل مسلمو الروهينغيا أكبر نسبة من المسلمين في البلد، وتعيش غالبيتهم في ولاية راخين. وهم يمتلكون ثقافة ولغة خاصة بهم، ويتحدرون من العرب ومجموعات أخرى تعيش في المنطقة.

وبلغ عدد مسلمي الروهينغيا نحو مليون شخص في البلاد، في بداية عام 2017. وتنكر الحكومة ذات الغالبية البوذية حقوق الروهينغيا، كما استبعدتهم من التعداد السكاني في العام 2014.

وتعتبر ميانمار الروهينغيا "مهاجرين غير نظاميين" جاؤوا من بنغلادش، بينما تُصنّفهم الأمم المتحدة "الأقلية الأكثر اضطهادًا في العالم".

ولا يزال نحو 600 ألف من الروهينغيا يعيشون في ميانمار، لكن من دون حقوق المواطنة.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close