السبت 13 أبريل / أبريل 2024

أزمات داخلية ومفاوضات خارجية.. تحديّات تواجه الرئيس المقبل في إيران

أزمات داخلية ومفاوضات خارجية.. تحديّات تواجه الرئيس المقبل في إيران

Changed

تتصدر في الداخل الإيراني أهمية المشاركة في الانتخابات على باقي الملفات، في ظل خشية كبيرة عند المسؤولين من مقاطعة الشباب.

تقترب إيران من موعد انتخاباتها الرئاسية غدًا الجمعة، لمعرفة الشخص الذي سيصل إلى رئاسة الجمهورية في البلاد التي تعيش عددًا من الاستحقاقات، أهمها المفاوضات النووية في فيينا، والأوضاع الاقتصادية الصعبة.

ففي موضوع المباحثات في فيينا، لم يرشح عن الجولة السادسة منها سوى مقاربات زمنية عن موعد إعادة إحياء الاتفاق النووي السابق.

تأثير الرئيس الجديد على المفاوضات

واعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن مساعي إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران يجب أن تنتظر تشكيل حكومة إيرانية جديدة.

وشدد غروسي، في مقابلة مع صحيفة "لا ريبوبليكا"، على أن الاتفاق يحتاج إلى إرادة سياسية من كل الأطراف.

وفي هذا السياق، يؤكد رئيس تحرير صحيفة الوفاق الناطقة باللغة العربية، مختار حداد، أن السياسة الخارجية للبلاد لا تتغير بتغير الرئيس، وبالتالي الموقف الإيراني من الملف النووي لن يتغير بعد الانتخابات، لا سيما أن الملف متعلّق بالأمن القومي مباشرة.

ويشير حداد، في حديث إلى "العربي" من طهران، إلى أن كل ما قد يتغير بعد الانتخابات هو الشخص الذي سيمثّل إيران في المفاوضات فقط.

وعلى الجانب الأميركي، يظل الأمر الأساسي عدم وصول إيران إلى السلاح النووي، وسط اهتمام خليجي بأن يعالج أي اتفاق مع طهران هواجس "مجلس التعاون" في المنطقة.

وشدد أمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف على ضرورة أن تضمن المفاوضات في فيينا أو أي مفاوضات أخرى "معالجة سلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة عبر دعم بعض المجموعات المسلحة".

اهتمام على مواقع التواصل

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، برز اهتمام عالمي بالانتخابات الرئاسية والمفاوضات الجارية في فيينا.

ورأى الصحافي باتريك ونتور أن المحافظين في إيران "غير مستعدين للمخاطرة بمنح خصومهم السياسيين هدية قبل الانتخابات بإنهاء العقوبات الأميركية".

أما المحامي مارك دوبويتز فاعتبر أن إحدى العقبات في محادثات فيينا هي محاولة المبعوث الأميركي إلى إيران روبرت مالي إقناع طهران بالموافقة على مواصلة المفاوضات بعد عودة خطة العمل الشاملة المشتركة.

وأكد الباحث محمد الفتيح أن الملف النووي الإيراني وصل إلى مستوى شديد التعقيد من حيث حجم ونوع الخروقات الإيرانية، معتبرًا أن العودة إلى الاتفاق القديم "مستحيلة".

نسبة المشاركة في الانتخابات

أما في الداخل الإيراني، فتتصدر أهمية المشاركة في الانتخابات باقي الملفات في البلاد.

وأكد المرشد الأعلى علي خامنئي، في كلمة له عشية الانتخابات، أن مشاركة الإيرانيين في الانتخابات "ستضمن كرامة البلاد".

وحثّ خامنئي المواطنين على المشاركة الواسعة في عملية الاقتراع "لمواجهة التحديات".

من جهته، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الشعب الإيراني إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات، مؤكدًا أن الإعراض عن صناديق الاقتراع لن يحل أي مشكلة.

من جهته، شدد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، في حديث إلى "العربي"، على أنه لن يشارك في الانتخابات، معتبرًا أنّ ما قام به مجلس صيانة الدستور يعارض الدستور، وهو ليس لمصحة النظام والشعب والثورة.

وتختلف الانتخابات الرئاسية هذا العام عن سابقاتها، خصوصًا بسبب انتشار فيروس كورونا في البلاد، والظروف الداخلية والخارجية.

وأعلنت وزارة الداخلية الإيرانية اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإقناع الناخبين بالمشاركة، لرفع نسبة التصويت.

وفي هذا السياق، يوضح الإعلامي الإيراني حامد متبحري أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات قد تصل إلى 50%.

ويؤكد متبحري أن المشاركين في عملية الاقتراع في اللحظات الأخيرة قد يزيدون عن هذه النسبة.

خشية من مقاطعة الشباب

وتظهر خشية كبيرة عند المسؤولين في إيران من مقاطعة الشباب للانتخابات؛ لا سيما وأن الشباب يتذمّرون من موضوع الأزمات الاقتصادية التي تضرب البلاد.

وفي المقاهي، تغيب الانتخابات عن أحاديث الشباب. وتقول إحدى الإيرانيات في تصريح لـ"العربي": "الضغوط اليومية تضرنا، لذا لن نشارك لغياب الديمقراطية وعدم تأثيرها على وضعنا اليومي".

ويضيف شاب آخر يملك مقهى في طهران: "كل ما يهمني هو أن يأتي الشباب إلى المقهى ويزيد عملي".

وشهدت الانتخابات انسحاب عدد من المرشحين؛ حيث أعلن المرشح الرئاسي الإيراني، علي رضا زاكاني انسحابه من الانتخابات الرئاسية، لصالح رئيس السلطة القضائية المرشح إبراهيم رئيسي.

كما أعلن المرشح المحافظ سعيد جليلي عزوفه عن خوض السباق الانتخابي لصالح رئيسي أيضًا.

وفي هذا السياق، أوضح المتحدث باسم التيار المحافظ في إيران منوشهر متكي، في حديث إلى "العربي"، "أننا عرضنا على المرشحين الانسحاب لصالح بعضهم البعض لعدم تشتت الأصوات".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة