الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

وسط إقبال متدنٍ على الاقتراع.. السلطات الإيرانية تحاول تحشيد الناخبين

وسط إقبال متدنٍ على الاقتراع.. السلطات الإيرانية تحاول تحشيد الناخبين

Changed

تسود مخاوف وتوقّعات حول تدنّي نسب المشاركة في الانتخابات الإيرانية.
تسود مخاوف وتوقّعات حول تدنّي نِسب المشاركة في الانتخابات الإيرانية (غيتي)
أكد عراقجي أن الحضور المُكثّف للشعب في الانتخابات سيُعزّز قدرة الوفد الإيراني في مفاوضات فيينا على دفع واشنطن إلى رفع العقوبات.

تُواصل السلطات الإيرانية تحشيد الناخبين لدفعهم إلى المشاركة الكثيفة في الانتخابات التي انطلقت صباح اليوم الجمعة، وسط مخاوف وتوقّعات حول تدنّي نسب المشاركة.

وأكد مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الحضور المُكثّف للشعب في الانتخابات سيُعزّز قدرة الوفد الإيراني في مفاوضات فيينا على دفع واشنطن إلى رفع العقوبات.

وقال عراقجي، الذي اقترع في السفارة الإيرانية في فيينا: "إن الحضور المُكثّف للشعب في الانتخابات هو بلا شكّ دعم قوي لسياسة خارجية مُقتدرة وكريمة وتفاعلية، ومن المؤكد أنه سيُعزّز قدرة المفاوضين على مواصلة الطريق الصعب المتمثل في إزالة اشكال الحظر".

وللمرة الثالثة خلال 10 أيام، جدّد المرشد الأعلى علي خامنئي إلى تجديد دعوته لتكثيف المشاركة في الانتخابات.

وقال خامنئي، بعدما أدلى بصوته: إن "المشاركة الواسعة ستسمح للبلاد والنظام (السياسي) للجمهورية الإسلامية بتحقيق مكاسب إضافية على الساحة الدولية".

بدوره، حثّ الرئيس الحالي حسن روحاني الإيرانيين على تنحية الخلافات والتصويت بكثافة، قائلًا: إن "أعداء إيران" يُريدون أن تكون المشاركة منخفضة.

وأضاف بعد أن أدلى بصوته: "إذا كانت لدينا انتقادات يجب أن نضعها جانبًا الآن، وأن نُركّز على المشاركة؛ عدم أداء جهة معينة عملها بالشكل المطلوب يجب ألا يمنعنا من المشاركة في الانتخابات".

حضور خاص لقمّ

وتترقّب مدينة قمّ الإيرانية تغييرات اليوم بدقّة، وهي التي غيّرت وجه إيران في السابق.

وقال مراسل "العربي": إن "مدينة الحل والعقد، نظرًا لما لعبته من دور مهم في التاريخ السياسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، معنية بشكل كبير بالجدل الذي أحدثته الانتخابات الرئاسية الإيرانية الحالية في مفهومي الجمهورية والإسلامية. كما أنها معنية بنتائج عمل الحكومات السابقة واللاحقة، وهي تترقّب بقلق التراجع في الإقبال على صناديق الاقتراع.

وقال محمد حسن زماني، الأستاذ في الحوزة العلمية لمدينة قم، في حديث لـ"العربي": "نحن مهتمّون في أن تصل الدولة إلى دولة عميقة".

وكغيرها من المدن الإيرانية، تنعكس الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في البلاد فتورًا في الأجواء الانتخابية في قمّ.

وأوضح أحد سكان قم لـ"العربي": "لا يهمّنا من سيكون الرئيس، المهم أن يكون هناك استقرار اقتصادي".

حملة انتخابية تخلو من الحماسة

وشهدت إيران في الأسابيع الماضية حملة انتخابية تخلو من الحماسة، في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية نتيجة للعقوبات الأميركية، وتداعيات جائحة فيروس كورونا.

ويبلغ عدد الناخبين أكثر من 59 مليون إيراني ممن أتموا الثامنة عشرة من العمر.

ورغم أن معظم المسؤولين الإيرانيين شاركوا في عملية الاقتراع اليوم، أفاد مراسل "العربي" في طهران بأن الإقبال على الاقتراع "متدنٍ جدًا حتى هذه اللحظات، ما يُعزّز ما سبق أن أشارت إليه استطلاعات الرأي حول أن نسبة الإقبال لن تتعدّى الـ45%".

وامتنع 57% من الإيرانيين عن التصويت في الانتخابات التشريعية في فبراير/شباط 2020، بعد استبعاد مجلس صيانة الدستور آلاف المرشّحين، معظمهم معتدلون وإصلاحيون.

ويتنافس رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، رجل الدين الذي يعد مقرّبًا من خامنئي، المحافظَين المتشددين محسن رضائي، القائد السابق لـ"الحرس الثوري"، والنائب أمير حسين قاضي زاده هاشمي، و الإصلاحي عبد الناصر همتي.

ويعدّ رئيسي الأوفر حظًا للفوز بولاية من أربعة أعوام خلفًا للرئيس الحالي حسن روحاني الذي يحول الدستور دون ترشّحه لهذه الدورة بعد ولايتين متتاليتين. وتطرح وسائل إعلام إيرانية اسمه على اعتباره خليفة محتملًا للمرشد.

وسيكون الوضع المعيشي أولوية للرئيس المقبل، وهو ما أكّده خامنئي بدعوته المرشّحين للتركيز على الهمّ الاقتصادي.

ويرسم رئيسي لنفسه صورة المدافع عن الطبقات المهمّشة، وقد رفع في حملته شعار مواجهة "الفقر والفساد".

لكنّ معارضين في الخارج ومنظمات حقوقية يربطون اسمه بإعدامات طالت سجناء ماركسيين ويساريين عام 1988، حين كان يشغل منصب معاون المدعي العام للمحكمة الثورية في طهران.

ونفى رئيسي سابقًا أيّ دور له في ذلك.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close