تحدّت صحيفة "أبل ديلي" المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ، صباح اليوم الجمعة السلطات الموالية للصين بعد مداهمة مقرها أمس، واعتقال العديد من موظفيها، إضافة إلى تجميد أصولها.
وواجهت "أبل ديلي" السلطات عبر كتابة عنوان "يجب أن نستمر" على صفحتها الأولى، وهي الكلمات التي توجه بها المدير شونغ كيم- هونغ الى أحد موظفيه، حين كانت تقتاده الشرطة وهو مكبل الأيدي.
ونشرت رئاسة التحرير افتتاحية قاتمة على صفحتها الأولى مع وجوه الأشخاص الخمسة الذين اعتقلوا، وأرفقتها بعبارة "شرطة الأمن القومي تداهم صحيفة أبل، تعتقل خمسة أشخاص، وتصادر 44 قرصًا صلبًا من التحرير".
وقررت الصحيفة طبع 500 ألف نسخة وهو أعلى من عدد نسختها العادية بست مرات، حيث راهنت على أن سكان هونغ كونغ الذين نزلوا بأعداد كبرى في عام 2019 لدعم المعركة من أجل الديمقراطية، سيشترون هذه الأعداد الكبيرة.
"بيعت كلها"
واصطف العشرات في حي مونغكوك الشعبي في وقت مبكر من اليوم الجمعة، لشراء الصحيفة حتى قبل أن يتم تسليم الأعداد.
وقال صاحب كشك للبيع: "في الأوقات العادية نبيع 60 نسخة لكن هذه المرة قمنا ببيع 1800 عدد"، مضيفًا: "لقد بيعت كلها، وطلبنا ثلاثة آلاف وننتظر أن تصلنا".
وأشارت بولي، وهي امرأة في الأربعين من العمر إلى أنها اشترت 10 صحف، معتبرة أنه خلال سنة "تغير كل شيء وتدهور الوضع.. كنا نحظى بحرية صحافة وكان بإمكاننا قول ما نشاء".
ولطالما كانت "أبل ديلي" ومالكها قطب الإعلام جيمي لاي المسجون حاليًا، موضع مراقبة من بكين بسبب دعمها للديمقراطية وانتقاداتها المتكررة للقادة الصينيين.
لكن يبدو أن المسؤولين الصينيين باتوا مصممين على إسكات هذه الصحيفة، حيث داهم أكثر من 500 شرطي الخميس مقر الصحيفة.
وبررت السلطات ذلك بسبب مقالات نشرتها الصحيفة "تدعو إلى فرض عقوبات" على هونغ كونغ والقادة الصينيين.
وتم توقيف خمسة من مسؤولي الصحيفة بينهم رئيس تحريرها ريان لو ومديرها العام شونغ كيم-هونغ، بسبب وقائع مرتبطة بتواطؤ مع قوى أجنبية بموجب قانون الأمن القومي الذي فرضته بكين في هونغ كونغ الصيف الماضي، كما صادرت الشرطة أجهزة كمبيوتر وأقراص صلبة.
والصيف الماضي، تعرضت الصحيفة لمداهمة نفّذها مئات من عناصر الشرطة حيث أوقف حينها لاي الذي تصفه وسائل الإعلام الرسمية بـ "الخائن" و"رجل المافيا".