أعلن الجيش السوداني خططًا لتشكيل قوة مشتركة "لحسم التفلتات الأمنية" و"فرض هيبة الدولة" في العاصمة وعلى مستوى البلاد، لا سيما بعدما خيّمت الأزمة الاقتصادية الخانقة والتوترات الإقليمية على البلاد، في ظل فترة انتقالية سياسية مرتقبة تمهّد لإجراء انتخابات.
ونُشر هذا الإعلان في ساعة متأخرة من أمس الخميس، بأمر من الفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان.
ودقلو المعروف بـ"حميدتي"، هو قائد قوات الدعم السريع التي ستكون جزءًا من القوة الجديدة مع الشرطة والقوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة، إضافة إلى ممثلين من الجماعات المتمردة وممثل النائب العام بحسب نص القرار.
وكان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قد حذّر من مخاطر حدوث فوضى أو اندلاع حرب أهلية، يغذيها موالون للقيادة السابقة، وذلك في كلمة ألقاها هذا الأسبوع، عن إصلاحات تهدف إلى معالجة الأزمة الاقتصادية وتوطيد الاستقرار.
والأسبوع الماضي، تمثّلت آخر الإصلاحات في إلغاء دعم الوقود، فيما بلغ معدل التضخم السنوي 379%، وهو ما تصاعد معه الغضب الشعبي، لا سيّما مع الارتفاع الكبير لأسعار المواد الغذائية.
بعد رفع الحكومة الدعم عن الوقود.. ارتفاع باهظ لأسعار المواد الغذائية في #السودان pic.twitter.com/qWvSlLUPZA
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 12, 2021
وتحذّر السلطات السودانية من "عصابات وجماعات إجرامية"، تحمّلها مسؤولية الاضطرابات بالعاصمة الخرطوم في الأيام الأخيرة.
في غضون ذلك، شهد إقليم دارفور تصاعدًا في أعمال العنف الدموية وكذلك الإقليم الشرقي، منذ تولي حكومة تقاسم سلطة بين المدنيين والعسكريين الحكم في منتصف عام 2019.
ودعا اتفاق سلام وُقع أواخر العام الماضي، إلى دمج الجماعات المسلحة في جيش وطني موحد، لكن ذلك لم يبدأ بعد.
من جهته، أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص فولكر بيرثيز، خلال مؤتمر صحافي، عن شعوره بالقلق من التأخير، مضيفًا أنه يعتبر أن الشرطة هي أفضل الأجهزة لحماية المدنيين.
وينظر الكثيرون في البلاد بارتياب لقوة الدعم السريع التي يقودها دقلو، التي خرجت من عباءة ميليشيا الجنجويد في صراع دارفور، خلال أوائل الألفينيات.
وستتشكل القوة التي أُعلن عنها أمس على الفور، تحت قيادة الفريق الركن ياسر العطا عضو مجلس السيادة.
كما أمر دقلو الجماعات الموقعة على اتفاق السلام "بضبط منسوبيهم وتحديد أماكن تجمعهم".