الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

يوم "طويل" للانتخابات الإيرانية.. النتائج ظهر السبت ورئيسي الأوفر حظًا

يوم "طويل" للانتخابات الإيرانية.. النتائج ظهر السبت ورئيسي الأوفر حظًا

Changed

يحق لأكثر من 59 مليون إيراني التصويت
تشير استطلاعات الرأي الرسمية إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات الإيرانية قد لا تتجاوز 44% (غيتي)
لخلافة حسن روحاني، واجه إبراهيم رئيسي الذي يمتلك أرجحية للفوز، المتشددَين محسن رضائي والنائب أمير حسين قاضي زاده هاشمي، والإصلاحي عبد الناصر همتي.

أدلى ملايين الإيرانيين بأصواتهم اليوم الجمعة في الانتخابات الرئاسية، وسط توقعات بفوز قاضٍ من غلاة المحافظين خاضع لعقوبات أميركية، رغم أن الغضب من المصاعب الاقتصادية يعني استجابة كثيرين لدعوات المقاطعة.

وأفاد مراسل "العربي" بأن اللجنة المركزية للانتخابات في إيران مدّدت الاقتراع لساعتين حتى الثانية بعد منتصف الليل بتوقيت طهران، علمًا أنه من المتوقع صدور النتائج بحلول ظهيرة يوم غد السبت.

وفي حين أظهر التلفزيون الحكومي طوابير طويلة في مراكز الاقتراع في عدة مدن، نقلت وكالة "فارس" شبه الرسمية للأنباء عن مراسلها قوله إن 22 مليونًا أو 37% من الناخبين أدلوا بأصواتهم بحلول الساعة 7:30 مساء (1500 بتوقيت جرينتش). وقالت وزارة الداخلية إنها لا تستطيع تأكيد نسبة الإقبال.

وبينما يحق لأكثر من 59 مليون إيراني التصويت، تشير استطلاعات الرأي الرسمية إلى أن نسبة المشاركة قد لا تتجاوز 44%، وهي نسبة تقل كثيرًا عن الانتخابات السابقة التي سجّلت مشاركة بلغت 73.3%. 

ومنذ 1980 كانت أعلى نسبة مشاركة 85.2% في 2009، وكانت الأقل 50.6% في 1993.

مسار العملية الانتخابية

وكانت عملية الاقتراع انطلقت صباح اليوم الجمعة، وتوافد الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع داخل البلاد وخارجها، للاختيار من بين 4 مرشحين بقوا في السباق من أصل 7 وافق عليهم مجلس صيانة الدستور. 

وواجه إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية ورجل الدين الذي يُعد مقرّبًا من خامنئي، المتشددَين محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري، والنائب أمير حسين قاضي زاده هاشمي، والإصلاحي عبد الناصر همتي، حاكم المصرف المركزي منذ 2018 حتى ترشحه.

ودعا كبار المسؤولين إلى مشاركة كبيرة في انتخابات يُنظر إليها على نطاق واسع؛ على أنها استفتاء على طريقة تعاملهم مع الضغوط الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة، بما في ذلك ارتفاع الأسعار والبطالة وانهيار قيمة العملة.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن رئيسي، وهو المرشح الأوفر حظًا، قوله بعد الإدلاء بصوته: "أحث كل فرد أيًا كانت وجهة نظره السياسية على التصويت".

وأضاف: "تظلمات شعبنا من مواطن الضعف حقيقية، لكن إذا كان هذا هو سبب عدم المشاركة، فهذا خطأ".

من ناحيته، دعا المرشد الأعلى علي خامنئي إلى المشاركة القوية في الانتخابات، وقال بعدما أدلى بصوته في العاصمة طهران: "كل صوت له وزنه.. تعالوا وشاركوا واختاروا رئيسكم.. هذا أمر مهم لمستقبل بلدكم".

وخلال اليوم الانتخابي، أفاد مراسل "العربي" من طهران بأن الإقبال على صناديق الاقتراع ارتفع، لا سيما من قبل النساء، لافتًا إلى أنّ الحضور الواضح للمرأة في الساحة السياسية خلال هذا اليوم، يقابله حضور أقلّ للرجال في معظم المراكز.

وأشار إلى أنه في المراكز التي جال فيها ضمن المناطق الشمالية "كان معظمهم من مناصري التيار الأصولي".

كما لفت إلى غياب غرف سرية في المراكز التي قصدها، حيث يتم فصل الرجال عن النساء وكل واحد يدلي بصوته في جهة مخصصة.

سيناريو فوز رئيسي

ويخضع رئيسي، الساعي لخلافة حسن روحاني والمدعوم من الحرس الثوري القوي والحليف المقرب لخامنئي، لعقوبات أميركية بسبب مزاعم ضلوعه في إعدام معتقلين سياسيين قبل عشرات الأعوام.

ومن شأن فوزه أن يؤكد أفول نجم ساسة براغماتيين من أمثال روحاني، الذي أضعفه قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات في خطوة قوّضت التقارب مع الغرب.

وأدّت إعادة فرض العقوبات إلى تقليص صادرات النفط من 2.8 مليون برميل يوميًا في 2018 إلى ما يقدر بنحو 200 ألف برميل في بعض شهور 2020، رغم أن الأرقام في تزايد منذ ذلك الحين. وفقد الريال الإيراني 70% من قيمته منذ 2018.

وتحتاج القيادة الدينية، التي تتعرض لضغوط بسبب ارتفاع معدل التضخم الذي وصل إلى 39% والبطالة التي بلغت 11%، إلى إقبال كبير على المشاركة في التصويت، لتعزيز شرعيتها التي تضرّرت بعد سلسلة من الاحتجاجات على الفقر والقيود السياسية منذ 2017.

ولخامنئي، وليس للرئيس، القول الفصل في سياسات البلاد النووية والخارجية، ومن ثم فإن فوز رئيسي لن يعطل محاولة إيران إحياء الاتفاق النووي والتحرر من وطأة العقوبات النفطية والمالية القاسية.

وتنقل وكالة "رويترز" عن محلّلين قولهم إن سجل رئيسي قد يُثير قلق واشنطن والإيرانيين الليبراليين، لا سيما في ظل تركيز الرئيس الأميركي جو بايدن على حقوق الإنسان في مختلف أرجاء العالم.

"انتهاكات لحقوق الإنسان"

وعين خامنئي في 2019 رئيسي، المنتمي لمرتبة متوسطة في تسلسل رجال الدين الشيعة، رئيسًا للسلطة القضائية.

وبعد بضعة أشهر من تعيينه، فرضت الولايات المتحدة عليه عقوبات بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان، تشمل إعدام معتقلين سياسيين في الثمانينيات وقمع اضطرابات في 2009، وهي أحداث لعب فيها دورًا، حسبما تقول جماعات حقوقية.

ولم تقرّ إيران مطلقًا بتنفيذ أحكام إعدام جماعية، ولم يتحدث رئيسي نفسه علنًا عما يتردد عن دوره في مثل هذه الأحداث.

والمنافس الأبرز لرئيسي هو محافظ البنك المركزي البراغماتي السابق عبد الناصر همتي، الذي يقول إن فوز أي مرشح من غلاة المحافظين سيؤدي إلى مزيد من العقوبات.

وكان مجلس صيانة الدستور واجه انتقادات بعد استبعاده أسماء بارزة تقدمت بترشيحها، ما أثار هواجس من تأثير ذلك سلبًا على المشاركة.

المصادر:
العربي ووكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close