الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

انتخابات إيران شهدت المشاركة الأدنى في تاريخها.. و"العفو الدولية" تطالب بالتحقيق مع رئيسي

انتخابات إيران شهدت المشاركة الأدنى في تاريخها.. و"العفو الدولية" تطالب بالتحقيق مع رئيسي

Changed

تتهم منظمة العفو الدولية رئيسي بأنه كان عضواً في "لجنة الموت" التي نفّذت عمليات إخفاء قسري وإعدامات بحق آلاف المعارضين المعتقلين
تتهم منظمة العفو الدولية رئيسي بأنه كان عضوًا في "لجنة الموت" (غيتي)
فاز إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية الإيرانية بحصوله على 61,95% من أصوات المقترعين، وفق النتائج النهائية الرسمية التي صدرت بعد ظهر اليوم السبت.

أصبح المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي رسميًا رئيسًا جديًدا لإيران، بينما نددت منظمة العفو الدولية بانتخابه مؤكدةً أنه يجب أن يخضع لتحقيق في قضايا "جرائم ضد الإنسانية" و"قمع عنيف" لحقوق الإنسان.

وفاز رئيسي بالانتخابات الرئاسية الإيرانية بحصوله على 61,95% من أصوات المقترعين، وفق النتائج النهائية التي أعلنها وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي بعد ظهر السبت.

وأوضح الوزير أن نسبة المشاركة في عملية الاقتراع التي جرت الجمعة بلغت 48,8%، وهي الأدنى لاستحقاق رئاسي في تاريخ الجمهورية الإسلامية منذ تأسيسها عام 1979.

وكان رئيس لجنة الانتخابات جمال عرف أفاد خلال مؤتمر صحافي اليوم السبت، أن رئيسي حصل على أكثر من 17,8 مليون صوت من أصل 28,6 مليونًا من أصوات المقترعين، علمًا بأن أكثر من 59,3 مليون إيراني كانوا مدعوين للمشاركة في الاقتراع.

وكان رئيسي، الذي يتولى رئاسة السلطة القضائية منذ 2019، الأوفر حظًا للفوز بالانتخابات التي أتت في خضم أزمة اقتصادية واجتماعية، ورافقتها تساؤلات عن نسبة المشاركة.

العفو الدولية تطالب بالتحقيق مع رئيسي

وبعد الإعلان عن النتائج، ندّدت منظمة العفو الدولية بانتخاب رئيسي، مؤكدةً أنه يجب أن يخضع لتحقيق في قضايا "جرائم ضد الإنسانية" و"قمع عنيف" لحقوق الإنسان.

واعتبرت المنظمة في بيان أن "أن وصول إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة بدلًا من إخضاعه للتحقيق في جرائم ضد الإنسانية وجرائم قتل وإخفاء قسري وتعذيب، هو تذكير قاتم بأن الإفلات من العقاب يسود في إيران".

واتّهمت المنظمة الحقوقية ومقرها لندن، رئيسي بأنه كان عضوًا في "لجنة الموت" التي نفّذت عمليات إخفاء قسري وإعدامات خارج نطاق القضاء بشكل سري بحق آلاف المعارضين المعتقلين، حين كان يشغل منصب معاون المدعي العام للمحكمة الثورية في طهران عام 1988.

وردًا على أسئلة وجهت إليه عامي 2018 و2020 على خلفية تلك الحقبة، نفى رئيسي ضلوعه في هذه الإعدامات، لكنه أبدى تقديره لـ "الأمر" الذي أصدره الإمام الراحل روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية، لتنفيذ الإجراءات بحق هؤلاء الموقوفين.

وأكدت منظمة العفو أن "السلطات الإيرانية لا تزال حتى اليوم متكتمة حول مصير الضحايا والمكان الذي توجد فيه الجثث، وهو ما يرقى (أيضًا) إلى جرائم ضد الإنسانية".

واتّهمت المنظمة أيضًا رئيسي بأنه "ترأس حملة قمع وحشية ضد حقوق الإنسان"، حين كان رئيسًا للسلطة القضائية في السنتين الأخيرتين، مضيفة أن حملة القمع طالت "مئات المعارضين السلميين والمدافعين عن حقوق الإنسان وأفراد أقليات مضطهدة اعتُقلوا بشكل تعسفي".

وتابعت منظمة العفو أن رئيسي "مسؤول أيضًا عن توقيف آلاف المتظاهرين ومئات عمليات الإخفاء القسري بعد الاحتجاجات التي اندلعت في نوفمبر/تشرين الثاني 2019" وتمّ قمعها بشكل عنيف.

ودعت منظمة العفو الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى اتخاذ "تدابير ملموسة للرد على الإفلات المنهجي من العقاب في إيران".

من هو إبراهيم رئيسي؟

ولد رئيسي في مدينة مشهد في نوفمبر/ تشرين الثاني 1960، وبدأ بتولي مناصب عامة في سن مبكرة؛ إذ عيّن مدعيًا عامًا في مدينة كرج قرب طهران وهو في الـ20 من العمر، وذلك بعد فترة وجيزة من انتصار الثورة الإسلامية عام 1979.

ويعمل رئيسي، الذي يرى منتقدوه أنه "يفتقر إلى الكاريزما"، بوحي الدروس الدينية والفقهية لخامنئي. ووفق سيرته الذاتية الرسمية، قام رئيسي الذي يعرف بردائه الديني ونظارتيه الرفيعتين ولحيته المشذّبة التي غزاها الشيب، بتدريس مواد فقهية ودينية في الحوزات العلمية اعتبارًا من عام 2018، خصوصًا في مدينة مشهد المقدسة، مسقط رأسه.

وينظر إلى رئيسي بوصفه المرشح الوحيد القادر على أن يجمع حول شخصه تأييد مختلف المعسكرات السياسية للمحافظين والمحافظين المتشددين "الأصوليين".

ردود فعل عالمية على فوز رئيسي

وبعد الإعلان عن النتائج الرسمية، هنّا مسؤولون رئيسي لانتخابه على رأس الجمورية الإيرانية. 

وأكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال اتصال مع رئيسي، "أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين".

وأعرب عن " تطلعه إلى المزيد من التعاون المشترك في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والأمنية، وفي مجال محاربة الإرهاب، بما يعزز أمن واستقرار البلدين والمنطقة".

وأبرق أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى رئيسي مهنئًا بانتخابه، متمنيًا له "التوفيق وللعلاقات بين البلدين المزيد من التطور والنماء".

وقال الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الإمارات وحاكم دبي في بيان: "نبارك لفخامة الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي فوزه بالانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دورتها الثالثة عشر .. متمنين للجمهورية الإسلامية ولعلاقاتنا الثنائية معها دوام الاستقرار والاستمرار والازدهار".

وهنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم رئيسي بفوزه في انتخابات الرئاسة، معبرًا عن إيمانه بتعزيز أواصر التعاون بين البلدين خلال فترة رئاسته.

وقدمت حركة حماس "خالص التهنئة والتبريك" للرئيس الإيراني الجديد، وأضافت في بيان أنها تتمنى له "السداد والنجاح... ومواصلة وتعزيز مواقف إيران المشرّفة في التضامن مع فلسطين وقضيتها العادلة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني". 

وكتب أردوغان في رسالة إلى رئيسي "إذ أعبر عن اعتقادي بتعزيز التعاون بين بلدينا خلال فترة رئاستكم، فإنني على أتم استعداد للعمل معكم".

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول صحفي في سفارة روسيا بطهران قوله إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هنأ رئيسي، معبرًا عن أمله "في المزيد من التطور في التعاون الثنائي البناء".

المصادر:
العربي، رويترز

شارك القصة

تابع القراءة