الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

تلويح بعقوبات على مسؤولين لبنانيين.. ما الذي "يرعب" الاتحاد الأوروبي؟

تلويح بعقوبات على مسؤولين لبنانيين.. ما الذي "يرعب" الاتحاد الأوروبي؟

Changed

الرئيس اللبناني ميشال عون والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل
الرئيس اللبناني ميشال عون والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (دالاتي ونهرا)
يرى كثيرون أنّ المخاوف من امتداد الانهيار الاقتصادي إلى الحالة الأمنية هو أساسًا أحد الأسباب التي دفعت فرنسا إلى عقد مؤتمر دولي دعمًا للجيش اللبناني.

فيما تستمرّ المماطلة في ملف تأليف الحكومة اللبنانية، مع سقوط المبادرات والوساطات، من دون بروز أيّ آفاق للحل، برز تلويح أوروبي جديد بفرض عقوبات على مسؤولين لبنانيّين في محاولة لتحريك المياه الراكدة.

جاء ذلك خلال زيارة الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حيث التقى رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري في اجتماعين منفصلين.

وبعيد لقائه مع عون، أكد بوريل أنّ الاتحاد الأوروبي يدرس اتخاذ إجراءات في حال استمرار وجود عقبات على طريق حلّ الأزمة اللبنانية، تشمل فرض عقوبات محدّدة على مسؤولين لبنانيّين.

ولا يُعَدّ التلويح بعقوبات على المسؤولين اللبنانيين جديدًا، إذ سبق أن لوّحت فرنسا بهذا مرارًا، وإن لم تطبّقه خشية من تداعيات العقوبات على الحالة الأمنية.

لماذا "ترعب" الفوضى في لبنان الاتحاد الأوروبي؟

ويخشى البعض من أن تؤدّي تداعيات العقوبات إلى الدفع باللاجئين السوريين في لبنان وغيره باتجاه شواطئ أوروبا، كما يرى الكاتب السياسي داود رمال.

ويرى رمال، في حديث إلى "العربي"، أنّ الفوضى الأمنية في لبنان، في ظلّ وجود مليون ونصف مليون نازح سوري قد يتدفقون إلى دول أخرى، هو أكثر ما "يرعِب" الاتحاد الأوروبي.

ويرى كثيرون أنّ المخاوف من امتداد الانهيار الاقتصادي إلى الحالة الأمنية هو أساسًا أحد الأسباب التي دفعت فرنسا إلى عقد مؤتمر دولي دعمًا للجيش اللبناني، المؤسسة الأخيرة المتماسكة في لبنان، كما قال قائد الجيش.

عقوبات فرنسية "خفيّة بلا أسماء"

ويستبعد الباحث السياسي مهند الحاج علي أن تنجح الجهود الأوروبية في فتح ثغرة في الجدار الحكومي المتأزمّ، رغم أنّ الأوضاع في لبنان باتت تهدد بانفجار اجتماعي قد يؤدي لموجة نزوح جديدة باتجاه أوروبا.

انطلاقًا من هنا، يأمل الاتحاد الأوروبي بتحريك المياه الراكدة، وفقًا للحاج علي، الذي يلفت في حديث إلى "العربي"، من بيروت، إلى أنّ زيارة بوريل جاءت نتيجة قناعة بأن السياسيين في بيروت سينتظرون طويلاً لتشكيل حكومة.

لكنّ الحاج علي يقلّل من شان العقوبات، مذكّرًا بأنّ الفترة الماضية شهدت عقوبات أميركية إضافة إلى عقوبات فرنسية، ولو أنّ الأخيرة بقيت "خفية من دون أسماء"، ومن دون أن يكون لها أيّ أثر على المستوى السياسي اللبناني.

مسؤولو لبنان لا يكترثون للانفجار الاجتماعي

ويلفت الحاج علي إلى أنّ الولايات المتحدة فرضت عقوبات على جبران باسيل وهو رئيس التيار الوطني الحر والمرشح المقبل للرئاسة ووريث رئيس الجمهورية الحالي.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ المسؤولين في لبنان لا يكترثون للانهيار الاجتماعي، ويمكنهم التلطّي وراء الطائفية لاتهام الآخرين وإثارة النعرات من دون أي محاسبة في الشارع، مشيرًا إلى أنّهم لو كانوا يكترثون لرأينا تحرّكًا سريعًا بعد انفجار مرفأ بيروت.

"حزب الله" لا يملك ترف التخلي عن حلفائه

وبالنسبة إلى موقف "حزب الله"، يرى أنّ الأخير في وضع حرج فالضغوطات الاقتصادية تؤثّر عليه، ومموّله الرئيسي لا يملك المقومات المالية للاستمرار طويلًا، لذلك هو محشور بالزاوية وليست لديه القدرة للضغط على حلفائه كثيرًا خشية خسارته.

ويشير إلى أنّه "لو كان حزب الله يريد فعلًا تحريك المياه الراكدة في الملف الحكومي لمارس ضغوطًا أكبر على حليفه وربما التخلي عنه"، إلا أنّه يعرب عن اعتقاده بأنّه "ليس لدى حزب الله ترف التخلي عن حلفائه في هذه الفترة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close