الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

رغم الحديث عن قرب التوصل لاتفاق.. وقف محادثات فيينا للتشاور

رغم الحديث عن قرب التوصل لاتفاق.. وقف محادثات فيينا للتشاور

Changed

انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018
يرى مفاوضون أنه من غير المتوقع أن تؤثر نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران على المحادثات في فيينا (غيتي)
أعلن مبعوث الاتحاد الأوروبي بمحادثات فيينا إرجاء إيران والدول الست الكبرى محادثاتهم للتشاور مع حكوماتهم. وأوضح رئيس الوفد الإيراني أن الخلافات المتبقية لا يمكن تجاوزها بسهولة.

اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي اليوم الأحد، أنه لا يزال بوسع إيران والقوى العالمية التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بعد أن أسفرت انتخابات الرئاسة في إيران عن فوز رئيس من غلاة المحافظين، لكنه أشار إلى أن الوقت ينفد.

وقال جوزيب بوريل: إن "التوصّل لاتفاق بات قريبًا جدًا" وقد يجعل الشرق الأوسط أكثر أمنًا ويجعل ملايين الإيرانيين يشعرون بالارتياح، بعد أن أنهكتهم العقوبات المالية والنفطية التي أعادت الولايات المتحدة فرضها عقب انسحابها من الاتفاق قبل ثلاث سنوات.

"الوقت يداهمنا"

وأضاف بوريل في تصريح لمجموعة من الصحفيين في بيروت: "الوقت يداهمنا فيما يتعلق بهذه المفاوضات".

وتابع: "قطعنا شوطًا كبيرًا في الجهود السياسية.. لذلك آمل ألّا تكون نتيجة الانتخابات هي العقبة الأخيرة التي ستفسد عملية التفاوض.. على حد علمي.. لن يكون الأمر كذلك".

وأسفرت الانتخابات الرئاسية التي أجريت في إيران أول من أمس الجمعة عن فوز إبراهيم رئيسي.

ومن المُقرر أن يتولى رئيسي المنصب في أغسطس/ آب خلفًا للبراغماتي حسن روحاني، لكن صاحب القول الفصل في الشؤون السياسية هو الزعيم الأعلى علي خامنئي.

وقال مفاوضون إنّه من غير المتوقع أن تؤثر نتائج الانتخابات الرئاسية على المحادثات، رغم أن توجهات رئيسي تعد على نطاق واسع مختلفة عن المواقف المعتدلة لسلفه الرئيس حسن روحاني.

تأجيل المحادثات

من ناحيته، أعلن مبعوث الاتحاد الأوروبي في المحادثات أن إيران والدول الست الكبرى أرجأوا محادثاتهم في فيينا اليوم الأحد للتشاور مع حكوماتهم.

وكان رئيس الوفد الإيراني أشار في وقت سابق إلى أن المحادثات سوف تؤجل، وقال: إن الخلافات المتبقية لا يمكن تجاوزها بسهولة.

ويشارك الاتحاد الأوروبي في المحادثات بين إيران والقوى العالمية الست.

وأشار بوريل، الذي التقى مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تركيا يوم الجمعة، إلى أنه لا يزال متفائلًا.

وأفاد ظريف بأن النص الذي يخضع للنقاش في المحادثات النووية أصبح "أكثر تنقيحًا"، أو أقرب إلى اتفاق وأنه يمكن إبرام اتفاق قبل تولي حكومة رئيسي الجديدة السلطة.

وقال أمام منتدى دبلوماسي في منتجع أنطاليا بجنوب تركيا أمس السبت: "يفترض أن نترك مناصبنا بحلول منتصف أغسطس، وأعتقد أن هناك احتمالًا جيدًا للتوصل إلى اتفاق قبل منتصف أغسطس".

وأضاف: "لا أعتقد أن تذليل القضايا المتبقية سيكون أمرًا صعبًا".

ووصف ظريف رئيسي بأنه رجل موضوعي، قائلًا: "السياسة الخارجية لإيران، التي أعتقد أنها موضع إجماع، سوف تستمر".

وأيَّد رئيسي، مثل خامنئي، المحادثات النووية باعتبارها سبيلًا لإلغاء العقوبات الأميركية التي أضرّت باقتصاد الجمهورية الإسلامية الذي يعتمد على النفط وفاقمت المصاعب الاقتصادية بشكل كبير، ممّا أثار استياء واسع النطاق.

ويترنح الاتفاق النووي التاريخي، الذي يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن للعودة إليه، منذ انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018 وإعادة فرضها عقوبات على الجمهورية الإسلامية. وقد دفع ذلك طهران إلى زيادة أنشطتها النووية التي كانت محظورة بموجب الاتفاق منذ 2019.

وقال بوريل: إن التوصل إلى اتفاق "يمكن أن يجعل العالم، لا سيما منطقة الشرق الأوسط، أكثر أمنًا ويُحّسن وضع الإيرانيين".

"مسافة كبيرة"

إلى ذلك، أشار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان اليوم الأحد إلى أن خلافات لا تزال قائمة بين إيران والقوى العالمية في المحادثات التي تهدف لإحياء الاتفاق النووي. وكرّر أن القرار الأخير في هذا الأمر يعود للزعيم الأعلى الإيراني وليس للرئيس المنتخب حديثًا.

وقال سوليفان في مقابلة مع قناة "إيه. بي. سي نيوز": "لقد كان الشخص نفسه قبل هذه الانتخابات كما هو بعد الانتخابات، لذلك في النهاية الأمر مرهون به وبقراره".

وأشار إلى أنه "لا تزال هناك مسافة كبيرة لا بد أن نقطعها في ما يتعلق ببعض القضايا الرئيسية، بما يشمل العقوبات والالتزامات النووية التي يتعين على إيران تنفيذها".

وقال سوليفان: "سنرى ما إذا كان المفاوضون الإيرانيون سيأتون إلى الجولة التالية من المحادثات مستعدين لاتخاذ خيارات صعبة يتعين عليهم اتخاذها".

إغلاق محطة بوشهر

ومساء الأحد، أفاد التلفزيون الإيراني أن محطة بوشهر الإيرانية للطاقة النووية أغلقت للقيام بإصلاحات فنية.

وقال مسؤول للتلفزيون الرسمي "تم إغلاق المحطة مؤقتًا منذ أمس للقيام بإصلاحات فنية تستغرق بضعة أيام".

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close