الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

تفاؤل إيراني.. هل بات الاتفاق النووي مع الغرب وشيكًا؟

تفاؤل إيراني.. هل بات الاتفاق النووي مع الغرب وشيكًا؟

Changed

تفاؤل إيراني إزاء مباحثات ماراتونية في فيينا، يقابله تلميح أميركي عن مسؤول في إدارة بايدن يؤكد حرص الأخير على ضرورة توقيع اتفاق نووي قبل تسلّم رئيسي مهامه.

تقف مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران بين عمامتين. عمامة متساهلة حمائمية سمحت بتوقيعه مع الغرب قبل 6 سنوات، وأخرى متشددة صقورية.

كبير المفاوضيين الإيرانيين في الملف النووي عباس عرقجي صرح أخيرًا بأن المفاوضين في فيينا اقتربوا من توقيع اتفاق نووي أكثر من أي وقت مضى.

وقابل هذا التفاؤل الإيراني النادر بتحقيق اتفاق في مباحثات ماراتونية، تلميح أميركي نقلته صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول في إدارة بايدن؛ يؤكد حرص الأخير على ضرورة توقيع اتفاق نووي في فيينا قبل تسلّم الرئيس الإيراني المحافظ ابرهيم رئيسي مهامه رسميًا خلفًا لحسن روحاني.

أما مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان فحرص من جانبه على التأكيد أن مسافة طويلة ما تزال تفصل المتفاوضين في فيينا عن توقيع اتفاق نهائي حتى مع نهاية الجولة السادسة من المباحثات.   

"لانتظار وصول عراقجي"

تعليقًا على التطورات، يدعو الدبلوماسي الإيراني السابق هادي سيد أفقهي إلى الانتظار لرؤية ما يحمله عراقجي في جعبته عند وصوله، ولمعرفة ما إذا كانت هذه التفاؤلات مجرّد تصريحات للحفاظ على الهيكل العام للمفاوضات في فيينا، أم أن شيئًا مهمًا حصل وسينقل الوثائق أو الاتفاقيات أو التوافقات للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حيث يجب أن تدرس التفاصيل ومن ثم ربما ترسل إلى مجلس الشورى الاسلامي.

ويشير إلى أن إيران إذا وافقت على هذا الاتفاق في زمن روحاني، فستُلزم رئيسي بتنفيذ مضمون الاتفاق.

ويلفت إلى أن التصريحات الأميركية كذلك، وبالرغم من أنها تتصف بشيء من الضبابية، إلا أنها تشير إلى أن هناك شيئًا ربما اتُفق عليه. 

ويضيف: "هل هذا يحقق مطالب إيران، لا سيما في ما يتعلق بإلغاء كل العقوبات والتثبت من ذلك على الأرض، أم أن هناك قسمًا منها سيبقى. وكذلك هل إلغاء العقوبات سيكون كاملًا أم سيُعلق بعضها.. كل هذه إشكاليات معقدة يجب أن تدرس الآن في العاصمة، ومن ثم يرجع عراقجي ربما بصلاحيات أكبر".

ويذكّر أفقهي في الوقت عينه بتصريح رافائيل غروسي، الأمين العام لوكالة الطاقة الذرية، من حيث انتظار ولادة حكومة جديدة في إيران للتوافق معها وتوقيع صفقات جديدة.

"على المرشد الأعلى اتخاذ القرار"   

بدوره، يعرب الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية جون كرازنياك عن اعتقاده بأن إدارة بايدن حريصة جدًا على التوصل لاتفاق في أقرب وقت. ويضيف: "أعتقد أننا ما نزال على بعد أسابيع وربما أشهر عديدة من التوصل لاتفاق".

ويشرح أن وجهة النظر في واشنطن هي أن الطرف الأميركي يعوّل على إيران والمرشد الأعلى فيها ليقرّر متى يودّ اتخاذ القرارات الأخيرة، التي يتعين عليه اتخاذها من أجل التوصل إلى اتفاق".

ويردف بالقول: "إن كل اتفاق يتطلب شيئًا من التنازلات من الجانبين، وبالتالي فإن المرشد الأعلى يتعيّن عليه أن يتخذ القرار بشأن متى يقدم على هذه التنازلات".  

ويضيف كذلك أن "وجهة النظر في واشنطن ترى أن المرشد الأعلى ربما يُقدم على اتخاذ هذه التنازلات قبل مغادرة روحاني لمنصبه، وبالتالي ينحى باللائمة على أي تقصير أو أخطاء على الرئيس روحاني قبل أن يتقلد الرئيس الجديد زمام منصبه".

"بعض التعقيدات"

ويشير الباحث المتخصّص في الشأن الإيراني علي فتح الله نجاد إلى "أننا في الأسابيع الأخيرة الماضية وربما منذ بدأت المفاوضات، كنا نسمع الكثير من النبرات المتفائلة من الأطراف المتعددة".

ويردف: "يبدو أنه في طهران وواشنطن يود الطرفان إحياء الاتفاق النووي، ولكن حينما نأتي إلى لب المسألة يبدو أن هناك بعض التعقيدات". 

ويشرح: على الرغم من هذه النبرة المتفائلة في جولات المحادثات، وفي الجولة السادسة التي اختُتمت، يبدو أن هناك نقاطًا عالقة ما زالت موجودة، أولها أن الإيرانيين يودون رفعًا مستدامًا للعقوبات يقدّم في نهاية المطاف جانبًا أكثر إلزامية مما كان عليه الحال في عهد أوباما".

ويضيف: "لكن لا يبدو أن الولايات المتحدة قادرة على تلبية هذه المطالب الإيرانية، ولكن ربما تقدم بعض التطمينات".

ويشير إلى أن استراتيجية إيران في إدارة بايدن تود إحياء الاتفاق النووي كخطوة أولى، لتدخل بعد ذلك في مباحثات أخرى بشأن المسائل غير النووية المثيرة للجدل مثل البرنامج الإيراني الصاروخي.

ويرى أنه حالما ترفع واشنطن العقوبات في نهاية هذا الصيف مثلًا، لن يكون في حوزة الإدارة الأميركية أي نفوذ على النظام الإيراني، وبالتالي قد لا ترغب طهران في مناقشة بعض تلك المسائل.   

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close