السبت 13 أبريل / أبريل 2024

مقاطعة للانتخابات المحلية الفرنسية.. وحظوظ ماكرون الرئاسية تنخفض

مقاطعة للانتخابات المحلية الفرنسية.. وحظوظ ماكرون الرئاسية تنخفض

Changed

فرنسا
شهدت فرنسا الدورة الأولى من انتخابات المناطق والمقاطعات قبل أن تجري الدورة الثانية يوم الأحد المقبل (غيتي)
أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة إبسوس حصول الجمهوريين من يمين الوسط على 27.2% من الأصوات، متقدمين على اليمين المتطرف الذي حصل على 19.3%.

جاءت نتائج التجمّع الوطني الفرنسي اليميني المتطرف أقل مما كان متوقّعًا، في الدورة الأولى من انتخابات المناطق والمقاطعات الفرنسية، أمس الأحد، وسط نسبة امتناع عن التصويت عالية جدًا، وفق أولى التقديرات في استحقاق يشكّل اختبارًا تمهيديًا قبل عام من موعد الانتخابات الرئاسية.

كما أن حزب الرئيس إيمانويل ماكرون، "الجمهورية إلى الأمام"، لم يحقق نتائج جيدة في هذه الانتخابات.

وجاءت نتائج الحزب اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبن، التي خاضت عام 2017 الدورة الحاسمة من الاستحقاق الرئاسي، أدنى من التوقّعات ومن الانتخابات المحلية التي أجريت عام 2015 حين تصدّر في ست مناطق.

وتييري مارنييه هو المرشّح الوحيد للتجمّع القادر على تصدّر الدورة الأولى في منطقة وحيدة هي بروفانس-آلب-كوت دازور، وفق تقديرات تفيد بوجود منافسة حامية بينه وبين رئيس المنطقة المنتهية ولايته اليميني رونو موزولييه.

وقال موزولييه المنتمي لحزب الجمهوريين اليميني: "لقد خالفنا كل التوقعات" في المنطقة.

لكن التجمع الوطني حل ثانيًا في مناطق عدة، إلا أنه لا يبدو قادرًا على تحقيق الفوز الأحد المقبل.

وبصورة عامة، تصدر المسؤولون المنتهية ولاياتهم، في توجه يعزز فرص حزب الجمهوريين والحزب الاشتراكي بمواجهة التجمع الوطني وحزب الجمهورية إلى الأمام الرئاسي الذي لا يملك قاعدة محلية قوية.

وفي منطقة أو دو فرانس، تقدم رئيس المنطقة المنتهية ولايته كزافييه برتران المرشح منذ الآن للانتخابات الرئاسية عام 2022، بفارق كبير على مرشح التجمع الوطني سيباستيان شونو، فيما كانت استطلاعات الرأي تتوقع منافسة شديدة بينهما.

اختبار صعب لماكرون

وفي حين أن التجمع الوطني بقيادة لوبن يحقق صعودًا منذ نحو 40 عامًا، إلا أنه لم ينجح، رغم تحقيقه نتائج جيدة في الانتخابات السابقة، في إيجاد معاقل انتخابية له. فالنظام الانتخابي لا يصب لصالحه وهو يواجه منذ عقود عدائية من بقية الأحزاب التي تتكتل عامة ضده في الدورة الحاسمة.

كما أن حزب الجمهورية إلى الأمام الذي أنشئ حول ماكرون لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2017، لا يملك قواعد محلية ولم يحقق نتائج جيدة. وأقر المتحدث باسم الحكومة غابريال أتال بأن "الأمر كان صعبًا".

بدوره اعتبر رئيس حزب الجمهوريين كريستيان جاكوب أن الاستحقاق هو بمثابة "فشل ذريع للحكومة".

وفشل أنصار البيئة أيضًا في تسجيل نتائج جيدة بعدما حققوا أداء ممتازًا في المدن الكبرى خلال الانتخابات البلدية عام 2020.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة إبسوس حصول الجمهوريين من يمين الوسط على 27.2% من الأصوات على مستوى البلاد، متقدمين على اليمين المتطرف الذي حصل على 19.3%، ثم حزب الخضر ثم الحزب الاشتراكي ثم حزب الجمهورية إلى الأمام الذي ينتمي إليه ماكرون والذي حصل على 11.2%.

انخفاض نسبة الاقتراع

وشهدت هذه الدورة الأولى من انتخابات المناطق والمقاطعات نسبة مقاطعة مرتفعة جدًا راوحت بين 66,5 و68,6%، بحسب تقديرات معاهد استطلاعات الرأي، وهو مستوى وصفه وزير الداخلية جيرالد دارمانان في تغريدة بأنه "مقلق جدًا".

وأعربت لوبن عن خيبتها لأن ناخبي الحزب لم يُقبِلوا على الاقتراع، داعية إياهم إلى الإقبال بكثافة في الدورة الثانية الأحد المقبل.

واعتبرت أن "الناخبين بمقاطعتهم الكبيرة تركوا المجال مفتوحًا أمام المنتخبين المنتهية ولايتهم للبقاء في مناصبهم".

وأعربت كل الشخصيات السياسية عن قلقها إزاء نسبة المقاطعة الكبيرة جدًا للانتخابات التي نظّمت في خضم الجائحة. وقد أرجئت الدورة الأولى أسبوعًا لأن التدابير الصحية كانت تحول دون إقامة تجمّعات والتنقل بين المنازل، واكتفى المرشحون بالتجول في الأسواق لتوزيع منشورات واضعين كمامات.

وستؤدي نتائج الجولة الأولى إلى دخول الأحزاب في مفاوضات خلف الكواليس على مدى يومين لإبرام تحالفات قبيل انطلاق الجولة الثانية.

حظوظ ماكرون في رئاسة ثانية

في هذا السياق، يرى الباحث السياسي صلاح القادري أن أهم ما في هذه الانتخابات هو نسب المقاطعة التي قاربت الـ70%.

ويعتبر القادري، في حديث إلى "العربي" من باريس، أن هذه المقاطعة رسالة واضحة من الجمهور الفرنسي عن "فقدان الإيمان" بالطبقة السياسية الفرنسية بمختلف توجهاتها.

ويؤكد القادري وجود تراجع واضح للحزب الحاكم، الذي ينتمي إليه ماكرون، إضافة لتراجع حزب اليمين المتطرف.

ويضيف: قد تكون هذه الانتخابات دليلًا على عدم تمكن ماكرون من الوصول إلى رئاسة الجمهورية في دورة جديدة، نظرًا للانخفاض المستمر في عدد الداعمين لحزبه.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close