الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

الأول من نوعه في تاريخه.. أي رسائل خلف استعراض "الحشد الشعبي"؟

الأول من نوعه في تاريخه.. أي رسائل خلف استعراض "الحشد الشعبي"؟

Changed

في الاستعراض، الذي وُصِف بالأول من نوعه، أفرج "الحشد الشعبي" عن بعض ممّا تختزنه مستودعاته من أسلحة وعلى بعض ممّا يأتيه من أكثر من مكان.

إلى الاستعراض العسكري الكبير الذي نظّمه "الحشد الشعبي"، في ديالى لا في بغداد، وبحضور رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اتّجهت الأنظار خلال الساعات الماضية، في محاولة لقراءة الدلالات والرسائل خلفه.

في الاستعراض، الذي وُصِف بالأول من نوعه في تاريخه، أفرج "الحشد" عن بعض ممّا تختزنه مستودعاته من أسلحة وعلى بعض ممّا يأتيه من أكثر من مكان، فعبرت عشرات المدرعات والمقاتلين والدبابات.

وجاءت المشاهد العسكرية التي تابعها العراقيون في سياق توتر لم يهدأ بعد بين الحشد ورئاسة الحكومة العراقية بسبب الاتهامات الموجهة للحشد بعدم انضباط سلوكه للدولة وأوامرها.

إزاء ذلك، تُطرَح تساؤلات بالجملة عن دلالات هذا الاستعراض، والرسائل التي يوجهها الحشد، إضافة إلى طبيعة العلاقة التي تربط في هذا التوقيت الحشد بالدولة العراقية.

استعراض بلون واحد

ما بدا احتفالًا للبعض، بدا لآخرين دعاية لطرف ما قبل موعد قريب للانتخابات، فاستعراض "الحشد الشعبي" لم يكن جامعًا، وفق ما تؤكد الفصائل المقاطعة، وإنما كان استعراضًا بلون واحد، هو طيف الفصائل الأقرب لإيران.

من هذه الزاوية، كانت تُقرَأ كل تلك الرسائل، في وقتٍ كانت علاقة الكاظمي بالحشد تُختبَر مرّة أخرى، من خلال اختيار مكان وزمان الاستعراض، كما كان يعاد قياس المسافة الفاصلة من جديد بين الحشد والدولة.

ومع أنّ الكاظمي قال كلامًا كثيرًا عن شراكة الحشد في الدفاع عن العراق لكنه حديث رغم كل ذلك الثناء لم يُخفِ حدة الجفاء، حيث بدا أنّ الاستعراض تمّ بتسوية وحلول وسطى تجنّب الجميع خطر الصدام.

لكن في بغداد لا تبدو المشاهد القادمة من ديالى مريحة لكثيرين، إذ لم تطوِ العاصمة بعد ايامًا من التوتر الخطر بين الكاظمي وقوات الحشد. كما أنّ الاستعراض تزامن مع هجوم نفذته فصائل تابعة لـ"الحشد"، واستهدف القنصلية الأميركية في أربيل، وما بدا لكثيرين من خصوم "الحشد"، وكأنه صورة أخرى عن التضارب بين هويته المُعلَنة وبين أفعاله على الأرض.

الحشد يؤكد أنه "قوي وملتزم بالشرعية"

ويرى الباحث السياسي هيثم الخزعلي أنّ الحشد أراد من هذا الاستعراض أن يوصل رسائل عديدة، من بينها رسائل طمأنة للداخل، بأنّ هناك قوة عسكرية انتصرت على أعتى تنظيم إرهابي في العالم، في إشارة إلى "تنظيم الدولة"، وهي جاهزة لإعادة الكرّة.

ويوضح الخزعلي، في حديث إلى "العربي"، من بغداد، أنّ رسالة الحشد بهذا المعنى هي أنه موجود وأنه يمتلك القوة، وهو الذي استطاع أن يهزم تنظيم الدولة.

أما الرسالة الأخرى وفق الخزعلي، فهي أنه ملتزم بشرعية الدولة، لا سيما وأن رئيس الوزراء بنفسه حضر إلى الاستعراض وبارك حضور الحشد.

ويلفت إلى رسالة ثالثة للخراج، وهي أنّه موجود في حال حاولت أي قوة خارجية أن تنتهك سيادة العراق وتضعِفها.

ويشدّد على أنّ الحشد الشعبي جزء من القوات المسلحة العراقية، لافتًا إلى أنّه كان "من الطبيعي" أن يستعرض الحشد عسكريًا في ذكرى تأسيسه.

اتفاقات غير مُعلنة ربما حصلت

من جهته، يؤكد الباحث الأمني والاستراتيجي سرمد البياتي أنّ الحشد الشعبي موجود ضمن قانون صوت عليه مجلس النواب.

ويلفت البياتي، في حديث إلى "العربي"، من بغداد، إلى أنّ إشكالات كثيرة حصلت حول "الحشد" في الآونة الأخيرة، مشيرًا إلى أنّ عددًا من القيادات فيه يعتقدون أنّ الحكومة العراقية تريد أن تفتّت هذا الحشد أو أن تركنه عن بقية التشكيلات العسكرية الموجودة.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ الكاظمي أعطى شرعية واضحة من خلال حضوره الاستعراض إلى جانب القيادات العسكرية، مضيفًا: "هذه رسالة بأنّ الحشد تابع للقائد العام للقوات المسلحة".

ويشدّد على أنّ "الإشكال أنّ هنالك من يقول إن الحشد لا يلتزم بأوامر القائد العام للقوات المسلحة"، لكنّه يضيف: "يبدو أنّ هنالك اتفاقات غير مُعلَنة حصلت، وقد يكون في بعض بنودها أنّ ألوية الحشد تمتثل تمامًا لأوامر القائد العام للقوات المسلحة".

تطبيق "التجربة الحوثية والطالبانية بحذافيرها"

في المقابل، يلاحظ الناشط السياسي ناجح الميزان أنّ الفصائل الولائية حصرًا هي التي شاركت في استعراض الحشد الشعبي، ملمّحًا إلى أنّ ما حصل تمّ بأوامر إيرانية امتثلت لها هذه الفصائل، وامتثل لها رئيس الحكومة أيضًا.

ويشير الميزان، في حديث إلى "العربي"، من إسطنبول، إلى أنّ الكاظمي يصوّر الأمر وكأنّه في سياق "وحدة الدولة"، لكنّه يشدّد على أنّ القضية ليست كذلك.

ويقول: "لطالما أهانوا الكاظمي، كما هددوه ووصفوه بأبشع الأوصاف وطوّقوه في الخضراء وكادوا أن يقتلوه أو يعتقلوه".

ويعرب عن اعتقاده بأنّ حضور الكاظمي اليوم جاء وفق قاعدة "مُجبَر أخاك لا بطل"، ويحذر من أنّ ما يحصل في الساحة العراقية قد يكون مقدّمة لتطبيق تجربة الحوثيين وطالبان.

ويرى أن الاحتفال هو "تمرين أو استعراض قوة لإخافة الجيش ومكافحة الإرهاب"، واضعًا ذلك في سياق "الاستعداد لمرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي للسيطرة على الحكم وتطبيق التجربة الحوثية والطالبانية بحذافيرها".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close