الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

قمة بغداد.. توافق حول فلسطين وإنهاء الحرب في سوريا واليمن وليبيا

قمة بغداد.. توافق حول فلسطين وإنهاء الحرب في سوريا واليمن وليبيا

Changed

قمة بغداد هي الرابعة من نوعها.
نصّ البيان الختامي لقمة بغداد على توافق العراق والأردن ومصر على تنسيق الجهود للدفع نحو استقرار المنطقة (غيتي)
نصّ البيان الختامي للقمة المصرية العراقية الأردنية على توافق الدول الثلاث على تنسيق الجهود للدفع نحو استقرار المنطقة، والتنسيق الاستخباراتي لمكافحة الإرهاب.

شهدت القمة الثلاثية التي جمعت رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والملك الأردني عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في بغداد، اليوم الأحد، توافقًا على مكافحة الإرهاب والقضية الفلسطينية وملف سد النهضة، والأزمة الليبية واليمنية، فيما يسعى العراق مؤخرًا إلى أداء دور الوسيط على مستوى الشرق الأوسط.

والقمة الحالية هي الرابعة من نوعها؛ إذ انعقدت الأولى بمصر في مارس/ آذار 2019، والثانية في الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، والثالثة في الأردن في أغسطس/ آب 2020.

مخرجات القمة: استقرار المنطقة

ونصّ البيان الختامي للقمة على توافق البلدان الثلاثة على تنسيق الجهود للدفع نحو استقرار المنطقة، والتنسيق الاستخباراتي لمكافحة الإرهاب.

وفيما يتعلّق بأزمة سدّ النهضة، دعمت القمة مواقف مصر والسودان بضرورة الوصول إلى اتفاق ثلاثي عادل وشامل وملزم قانونًا حول قواعد ملء السد، بما يحقق مصالح الدول الثلاث ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان.

وحول القضية الفلسطينية، شدّدت على ضرورة تفعيل الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومنها حق إقامة الدولة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

وحول أزمات المنطقة، أكدت القمة التمسك بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول والسعي لتحقيق المصالح المشتركة.

وشدّدت على ضرورة التوصّل إلى حلّ سياسي للأزمة السورية بناءً على قرار مجلس الامن 2245، وضرورة خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، ودعم جهود الأمم المتحدة للتوصّل إلى حل سياسي يُحقّق الأمن والاستقرار في اليمن.

وأشادت القمة بالجهود الدبلوماسية للحكومة العراقية في تدعيم الأمن والاستقرار الإقليمي، ومحاربة الإرهاب وتصديها لتنظيم "الدولة"، مشدّدة على دعم استعدادات الحكومة العراقية في التهيئة للانتخابات البرلمانية المقبلة، المقررة في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وحول العلاقات بين الدول الثلاثة، أكدت القمة ضرورة التعاون في مختلف المجالات والقطاعات الصناعية والتجارية والاقتصادية والزراعية، والنقل.

افتتاح القمة ولقاءات جانبية

وقال الكاظمي، في الكلمة الافتتاحية للقمة: إن الدول الثلاث ستواصل "التنسيق في الملفات الإقليمية الرئيسية كالملف السوري والليبي واليمني وفلسطين وبلورة تصوّر مشترك تجاه هذه القضايا بالتعاون والتنسيق".

من جهته، شدّد السيسي على وجوب "تعزيز التعاون خصوصًا مع ما تشهده المنطقة من تدخلات إقليمية مرفوضة تسعى للهيمنة وتهدد الأمن العربي"، مؤكدًا استمرار العمل لتثبيت وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وخروج القوات الأجنبية من ليبيا واحترام وقف إطلاق النار".

بدوره، أكد ملك الأردن أن "من واجبنا تقوية جسور التعاون بين الدول الثلاث. وكلنا استعداد للوقوف مع الحكومة العراقية والشعب العراقي، وهذا واجب علينا".

وقبل بدء أعمال القمة، أجرى السيسي وعبد الله الثاني لقاءات ثنائية مع رئيس الوزراء العراقي والرئيس العراقي برهم صالح.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي: إن المباحثات مع الملك الأردني تناولت "سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك" لا سيما "في مجال مكافحة الإرهاب ونبذ التطرف وتبني كل ما من شأنه تعزيز الاستقرار في المنطقة".

وإثر استقباله نظيره المصري وملك الأردن، كتب الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة على تويتر: "استقبلنا الأخوة، فخامة الرئيس السيسي وجلالة الملك عبد الله. علاقاتنا الراسخة في التاريخ مُنطلق لمستقبل واعد لشعوبنا وشبابنا؛ رسالة بليغة وسط تحديات إقليمية جسيمة. تعافي العراق يُمهد لمنظومة متكاملة لمنطقتنا أساسها مكافحة التطرف واحترام السيادة والشراكة الاقتصادية".

"رسالة" 

وعُقدت هذه القمة أخيرًا بعدما أرجئت مرتين، الأولى عندما وقع حادث تصادم القطارين الدامي في مصر في مارس/ آذار والثانية إثر قضية "زعزعة الاستقرار" في الأردن في أبريل/ نيسان.

وأعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري أن مصر تتطلع لاستضافة القمة الرابعة بين بغداد والقاهرة وعمان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الأردني والعراقي في بغداد.

وتسعى بغداد إلى تحقيق تقارب بين حلفاء الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، أي السعودية والأردن ومصر، وتدعم أيضًا عودة سوريا إلى الجامعة العربية. والتقى وفدان إيراني وسعودي في أبريل الماضي في بغداد.

وقال المحلل السياسي إحسان الشمري لوكالة "فرانس برس": إن القمة هي "رسالة إلى الولايات المتحدة أن العراق لن يكون أحادي العلاقة مع إيران على حساب الدول الأخرى"، فيما يتوقّع أن يجري رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي زيارةً للولايات المتحدة لم يحدد موعدها بعد، كما أعلن المتحدث باسمه قبل أيام.

وقطعت الرياض وطهران علاقاتهما الدبلوماسية قبل خمس سنوات ما زاد من حدة التوتر في المنطقة.

ومن شأن أي تهدئة بين طهران والرياض أن تعود بالفائدة على العراق الذي لا يزال يشهد هجمات بالصواريخ أو بعبوات ناسفة تنفذها بوتيرة أسبوعية فصائل تعد ورقة بيد إيران تستخدمها في كل مفاوضات مع بغداد، بحسب مسؤولين عراقيين.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close