السبت 20 أبريل / أبريل 2024

أفغانستان.. طالبان تتقدم ومخاوف من تشكيل مجموعات "الانتفاضة الشعبية"

أفغانستان.. طالبان تتقدم ومخاوف من تشكيل مجموعات "الانتفاضة الشعبية"

Changed

أفغانستان
سيطرت حركة طالبان على مراكز 4 مقاطعات جديدة منذ ليلة الثلاثاء (غيتي)
أثار تمدّد "طالبان" السريع في الآونة الأخيرة قلق تيارات وأحزاب أفغانية، ما دفعها إلى تشكيل مجموعات شعبية مسلّحة.

قال رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله: إن العنف يسود أفغانستان، محذرًا من أن المعارك باتت على مشارف العاصمة كابُل، في وقت تستكمل القوات الأجنبية انسحابها من البلاد.

وأضاف عبد الله، في اجتماع لجنة قيادة مجلس المصالحة، أن "طالبان لن تكون قادرة على حكم أفغانستان بالقوة مع انسحاب القوات الأجنبية"، مشدّدًا على أن كابل تعوّل على وساطة قطر والأمم المتحدة لتسريع وتيرة المفاوضات.

ووفق وسائل إعلام محلية، سيطرت حركة طالبان على مراكز 4 مقاطعات جديدة منذ ليلة الثلاثاء. ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان مسؤول أفغاني عن سقوط 13 مقاطعة في جميع أنحاء البلاد بيد الحركة في الأسابيع الأخيرة.

وأثار تمدّد "طالبان" السريع وسيطرتها على عشرات المديريات في الآونة الأخيرة قلق تيارات وأحزاب أفغانية، ما دفعها إلى تشكيل مجموعات شعبية مسلّحة تضمّ مئات الأفغان، لمساندة القوات الحكومية، دفاعًا عن المناطق التي تنتشر فيها.

وقال أحمد خان، أحد نشطاء "الانتفاضة الشعبية": إن "طالبان دمّرت بلادنا، سنحاربهم ونواجههم بالتعاون مع قواتنا الحكومية".

وتنشط هذه المجموعات تحت مسمّى "الانتفاضة الشعبية"، وحظيت بمباركة رسمية، حيث تعهّدت السلطات الأفغانية بتوفير متطلّباتها من سلاح وذخيرة.

غير أن حركة "طالبان" توعّدت قادة المجموعات بإجراءات رادعة، محذّرة الأفغانيين من الانضمام إليها.

مجموعات "الانتفاضة الشعبية"

وأثارت هذه المجموعات مخاوف شرائح أخرى من المجتمع الأفغاني التي حذّرت من تبعات هذه الخطوة على الوضع في البلاد.

وقال إسحق جيلاني، زعيم "حركة التضامن الوطنية" الأفغانية، في حديث إلى "العربي" من كابل: إن الانتفاضة الشعبية "نوع من الثورة، وعلينا ألا نغفل أنهم إذا خرجوا عن السيطرة ولو لمرة واحدة، فان ذلك لن يؤدي إلا إلى المزيد من المآسي".

وتوالت ردود الأفعال الأجنبية على تشكيل هذه المجموعات، غداة مغادرة آخر الجنود الألمان والإيطاليين من أفغانستان.

وحذّر قائد القوات الأجنبية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر الحكومة الأفغانية من تداعيات استخدام مجموعات "الانتفاضة الشعبية".

بدورها، قالت المتحدة باسم البيت الأبيض جين ساكي: إن الولايات المتحدة "لن تغيّر" الإطار الزمني لانسحاب قواتها من أفغانستان، وإن واشنطن ملتزمة بتقديم المساعدة الإنسانية والأمنية للقوات الأفغانية.

وأكدت ساكي أن "لا حلّ عسكريًا" في أفغانستان، ولا بد من استمرار دعم الحلّ السياسي.

وأمس الأربعاء، أشار مسؤولون أميركيون إلى أن جيش بلادهم على بعد أيام من إتمام انسحابه من أفغانستان، مستبقًا بفترة كبيرة تاريخ 11 سبتمبر/ أيلول، الذي حدّده الرئيس جو بايدن موعدًا نهائيًا لإتمام سحب القوات وإنهاء أطول الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة.

واستكملت إيطاليا سحب آخر جنودها من أفغانستان في نطاق عملية الانسحاب السريع لقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مؤكدة التزامها التعاون مع حكومة كابل.

بدورها، أعلنت ألمانيا انسحاب قواتها في عملية بدأتها في شهر مايو/ أيار الماضي.

مخاوف من حرب أهلية

في هذا السياق، يقول محمد طاهر كوناري، الأكاديمي والباحث السياسي، إنه على الرغم من أن القوات الألمانية والإيطالية لم يكن لها تأثير كبير على المشهد الميداني في الصراع مع طالبان خلال الفترة الأخيرة، إلا أن خروج قواتها من أفغانستان له "أثر سلبي على معنويات الجيش، وإيجابي على معنويات عناصر طالبان".

ويشير كوناري، في حديث إلى "العربي" من كابل، إلى مخاوف من اندلاع حرب أهلية مع تشكيل مجموعات "الانتفاضة الشعبية"، وتعدّد جبهات الحرب مع غياب قيادة موحّدة لهذه المجموعات.

ويشرح أنه مع إصرار "طالبان" على الحرب، تدهورت شعبيتها حتى في المناطق التي تُسيطر عليها، إذ هاجر سكانها منها.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close