الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

دونالد رامسفيلد.. مهندس الحروب الذي لم يندم على غزو العراق

دونالد رامسفيلد.. مهندس الحروب الذي لم يندم على غزو العراق

Changed

بحلول أوائل عام 2002، حوّل رامسفيلد انتباه البنتاغون نحو العراق ونظام الرئيس العراقي صدام حسين، بحثًا عن أسلحة نووية لم يظهر لها أثر حتى الآن (غيتي)
بحلول أوائل عام 2002 حوّل رامسفيلد انتباه البنتاغون نحو العراق ونظام الرئيس العراقي صدام حسين بحثًا عن أسلحة نووية لم يظهر لها أثر حتى الآن (غيتي)
أصدر دونالد رامسفيلد عام 2011 كتابًا دافع فيه عن حرب العراق، قائلًا إنها كانت "تستحقّ الثمن الذي دُفع فيها"، وظلّ غير نادم على طريقة إدارته للصراع.

قبل أيام من بلوغه الـ89 من العمر، تُوفي دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع الأميركي في عهد جورج دبليو بوش.

وعُرف دونالد رامسفيلد خلال مسيرته الطويلة بلقب "مهندس حرب العراق"، و"سمسار النفوذ الجمهوري".

اختاره الرئيس جورج دبليو بوش "رئيسًا للبنتاغون" عام 2001. ويومها تعّهد رامسفيلد بتغيير "البيروقراطية العسكرية وجعلها أكثر رشاقة وخفّة".

لكن أحداث 11 أيلول غيّرت مخطّطاته، وسلطت الضوء عليه بوصفه أحد أبرز صقور الحرب في الإدارة الأميركية.

من هو رامسفيلد؟

ولد دونالد رامسفيلد في شيكاغو عام 1932، خدم في الجيش الأميركي بين عامي 1954 إلى 1957.

فاز بولايته الأولى عضوًا جمهوريًا في الكونغرس عن ولاية إلينوي عام 1960.

استقال من الكونغرس عام 1969، لينضمّ إلى إدارة الرئيس ريتشارد نيكسون، وعمل لفترة سفيرًا في منظمة حلف "شمال الأطلسي".

في عام 1975، اختير رامسفيلد ليكون وزير الدفاع الثالث عشر في تاريخ الولايات المتحدة. ومنحه الرئيس الـ38 للولايات المتحدة جيرالد فورد وسام الحرية الرئاسي.

في يناير/ كانون الثاني 2001، تولّى منصب وزير الدفاع الحادي والعشرين في إدارة بوش.

بعد أحداث 11 سبتمبر، أشرف رامسفيلد على الهجوم المضاد على قواعد "القاعدة" في أفغانستان، وإطاحة حركة "طالبان" من السلطة، وتشكيل حكومة جديدة.

ويقول دونالد رامسفيلد في مذكراته: إن جورج بوش طلب منه في 27 سبتمبر، أي بعد 15 يومًا من أحداث 11 سبتمبر، الانضمام إليه في المكتب البيضاوي وحده، حيث طالبه بوش يومها بخيارات "إبداعية".

ويتابع أنه فهم حينها أنّ الرئيس الأميركي يريد شيئًا مختلفًا عن القوة البرية الهائلة التي تمّ تجميعها خلال حرب الخليج الثانية عام 1991.

وزير الدفاع الأميركي في عهد الرئيس جورج دبليو بوش دونالد رامسفيلد ونائب الرئيس ديك تشيني (غيتي)
وزير الدفاع الأميركي في عهد الرئيس جورج دبليو بوش دونالد رامسفيلد ونائب الرئيس ديك تشيني (غيتي)

حرب العراق

بحلول أوائل عام 2002، حوّل رامسفيلد ونائب الرئيس ديك تشيني انتباه البنتاغون نحو العراق ونظام الرئيس العراقي صدام حسين، بحثًا عن أسلحة نووية لم يظهر لها أثر حتى الآن.

عام 2003، صاغ رامسفيلد وكبار الجنرالات خطط الحرب التي أطاحت بسرعة بحكومة صدام حسين، لكنها، في المقابل، أدت إلى نقاش داخلي محتدم حول ضرورتها. وقُتل في الحرب أكثر من 4400 جندي أميركي ومئات الآلاف من العراقيين.

ومع بداية الحرب في العراق، سطع نجم رامسفيلد، حيث سُلّطت أضواء الإعلام الأميركي عليه، ووصفته صحيفة "وول ستريت جورنال" بـ"مهندس حربي العراق وأفغانستان".

شهدت فترة ولاية رامسفليد في عهد الرئيس بوش انتهاكات فادحة لحقوق الانسان (غيتي)
شهدت فترة ولاية رامسفليد في عهد الرئيس بوش انتهاكات فادحة لحقوق الإنسان (غيتي)

واشتهر رامسفيلد بمناوشاته مع أعضاء الكونغرس والصحافة الذين انتقدوا حرب العراق.

في فبراير/ شباط 2002، ووسط تساؤلات حول ما إذا كان هناك دليل يربط بغداد بـ"النشاط الإرهابي الدولي"، قال رامسفيلد، في مؤتمر صحافي: "هناك ما هو معروف؛ هناك أشياء نُدرك أننا نعرفها. نحن نعلم أيضًا أن هناك أمورًا مجهولة معلومة؛ وهذا يعني أننا نعلم أن هناك بعض الأشياء التي لا نعرفها. ولكن هناك أيضًا أمور مجهولة لا نُدركها، وتلك التي لا نعرفها، لا نعرفها. وإذا نظر المرء عبر تاريخ بلدنا والبلدان الحرّة الأخرى، فإن الفئة الأخيرة هي الأصعب".

وشهدت فترة ولاية رامسفليد انتهاكات فادحة لحقوق الانسان، من إساءة معاملة السجناء العراقيين في سجن أبو غريب إلى سجن غوانتانامو في كوبا.

وعلى الرغم من أن الرئيس بوش هو من اتخذ قرار غزو العراق رسميًا، لكن رامسفيلد الذي يعد أحد البارزين في تيار المحافظين الجدد، كان مؤيدًا لتغيير النظام في بغداد وداعيًا نشطًا للحرب.

وعلى الصعيد العسكري، تنبى رامسفيلد الدعوة إلى تأسيس قوة عسكرية أصغر وأكثر رشاقة وفتكًا.

وبحلول عام 2006، أصبحت الحروب وطريقة تعامل رامسفيلد معها عبئًا سياسيًا على بوش، الذي أقال رامسفيلد بعد فترة وجيزة من انتخابات التجديد النصفي واستبدله بروبرت غيتس. بينما لا تزال الولايات المتحدة غارقة في نتائج حروبها في العراق وأفغانستان حتى يومنا هذا.

لست نادمًا

عام 2011، أصدر رامسفيلد كتابًا بعنوان ”المعروف وغير المعروف“، ودافع فيه عن حرب العراق قائلًا إنها كانت "تستحقّ الثمن الذي دُفع فيها"، وظلّ غير نادم على طريقة إدارته للصراع.

وقال: "لو ظل نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في السلطة، لكانت منطقة الشرق الأوسط أكثر خطورة مما هي عليه الآن“.

المصادر:
العربي، صحافة أجنبية

شارك القصة

تابع القراءة
Close