الخميس 28 مارس / مارس 2024

أزمة سد النهضة أمام مجلس الأمن.. دبلوماسية وقائية أم حلّ عسكري؟

أزمة سد النهضة أمام مجلس الأمن.. دبلوماسية وقائية أم حلّ عسكري؟

Changed

أزمة سد النهضة
سودانيون يتظاهرون ضدّ الملء الثاني لسدّ النهضة (غيتي)
يجري وزير خارجية مصر سلسلة لقاءات مع نظرائه، لتعيد القاهرة التذكير بموقفها الثابت في ملف سد النهضة؛ فيما تخشى مصر من احتكاك دولي بسبب الملء الثاني للسد.

تستعد مصر لتذكير مجلس الأمن بحقوقها المائية، مع اقتراب الموعد الذي حدّدته إثيوبيا لبدء الملء الثاني لسد النهضة.

فقد توجّه وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى الولايات المتحدة، في إطار التحضير لجلسة مجلس الأمن الدولي المنتظرة، التي ستتناول قضية سد النهضة الإثيوبي، بعد فشل المفاوضات بين أطراف النزاع.

وردًا على تصريحات المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير، الذي قال: إن المجلس "ليس لديه الكثير للقيام به"، قال شكري: إن هذا التصريح "لم يأخذ في الاعتبار التنسيق الكامل مع فرنسا".

وفي السياق نفسه، رفضت إثيوبيا طرح الملف على طاولة المداولات في مجلس الأمن الدولي؛ وقال المندوب الإثيوبي في الأمم المتحدة تاي أتسك: "ليس من مهام مجلس الأمن النظر في المياه أو قضايا السدود، وعلى الدول الثلاث أن تجلس للتفاوض".

ويجري شكري سلسلة لقاءات مع نظرائه، لتعيد القاهرة التذكير بموقفها الثابت في ملف سد النهضة؛ فيما يخشى شكري "وجود مصالح متضاربة داخل المجلس، وحصول احتكاك دولي بسبب الملء الثاني للسد".

السعي إلى حل سلمي

في هذا السياق، يعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة حسن نافعة، أن التوجّه إلى مجلس الأمن هو "حلقة من سلسلة جهود تبذلها مصر والسودان للتوصّل إلى حلّ سلمي للأزمة".

ويشير نافعة، في حديث إلى "العربي" من القاهرة، إلى أن القضية تتخطّى موضوع الملء الثاني للسد، بل تتمحور حول "تعنت" إثيوبيا بـ"عدم التوصّل إلى تسوية سلمية وملزمة".

ويعتبر أنه إذا استُنفذت كل الحلول وقرّرت مصر اللجوء إلى الحل العسكري، فإنه لن يكون بهدف "توجيه ضربة بقدر ما هو بهدف الحفاظ على الحقوق".

ويشدد على أن مصر "لا تريد الحرب ولا تبحث عنها، لكنّها تُدافع عن مصالحها، خصوصًا وأن المصلحة هي مسألة وجود، وحقّ الدفاع عن النفس مشروع في هذا الإطار".

ويضيف: بقبول مجلس الأمن دعوة مصر والسودان للانعقاد، فانه يعترف بأن هذا الملف "هو من اختصاصه، خاصة وأن القاهرة تطرح الملف باعتباره قضية تهدد السلم والأمن الدوليين، لا كونه مسألة فنية أو تتعلّق بتوزيع الحصص".

ويؤكد نافعة أن على مجلس الأمن اعتماد "الدبلوماسية الوقائية، لا أن ينتظر وقوع الصدام أو الضرر ليتحرّك".

رفض للحلّ الفردي مع إثيوبيا

بدوره، يقول الصحافي عطاف محمد: إن إثيوبيا معروفة بـ"مناوراتها السياسية ومراوغاتها في المفاوضات".

ويشير محمد، في حديث إلى "العربي" من السودان، إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد "يسعى إلى كسب الزخم السياسي في موضوع سد النهضة، بعد الفشل الذريع له في حربه على تيغراي".

وإذ يؤكد أن مصر والسودان "لن يتهاونا في أمنهما القومي"، يشدّد على أن السودان "لن يقبل بحلّ فردي مع إثيوبيا".

وتُصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه يُعتقد أنه في يوليو/ تموز الجاري وأغسطس/ آب المقبل، بعد نحو عام على ملء أول، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق.

في المقابل، تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولًا إلى اتفاق ثلاثي، للحفاظ على منشآتهما المائية، وضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل.

وجلسة مجلس الأمن المرتقبة هي الثانية من نوعها بعد الأولى قبل عام، التي انتهت بحث الأطراف على الحوار تحت قيادة الاتحاد الإفريقي.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close