الخميس 28 مارس / مارس 2024

"فوضى" في أفغانستان.. طالبان تتقدّم عسكريًا وتتحدّث عن "خطة سلام"

"فوضى" في أفغانستان.. طالبان تتقدّم عسكريًا وتتحدّث عن "خطة سلام"

Changed

تواصل حركة طالبان تقدمها السريع بالسيطرة على مزيد من المناطق والأقاليم
تواصل حركة طالبان تقدمها السريع بالسيطرة على مزيد من المناطق والأقاليم (غيتي)
أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، تعليقًا على تصريحات طالبان، أنّ التوصل إلى تسوية تفاوضية هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب في أفغانستان.

لم يخلّف انسحاب القوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان إلا الفوضى، بحسب ما تشي الأحداث على الأرض، حيث لم تدّخر حركة طالبان وقتًا ولا جهدًا، بل عجّلت الاستحواذ على عدد غير قليل من أقاليم ومحافظات البلاد فور بدء انسحاب القوات الأجنبية.

وأفاد مراسل "العربي" بأنّ 20 جنديًا من الجيش الأفغاني، من بينهم ثمانية ضباط، قُتِلوا في هجوم شنّه مقاتلو طالبان على قاعدة الطويس بولاية تخار شمالي البلاد.

كما قُتِل أكثر من 16 عسكريًا أفغانيًا، بينهم عدد من الضباط أيضًا، في ولاية هرات.

وفي السياق نفسه، سيطرت حركة طالبان على إقليم بانغواي، ذي الأهمية الاستراتيجية في ولاية قندهار الجنوبية، معقل الحركة السابق، تزامنًا مع سيطرتها على ستّ مقاطعات.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية إرسال مزيد من القوات إلى إقليم بدخشان الشمالي الشرقي. وقال مستشار الرئيس الأفغاني: إنّ قوات الحكومة الأفغانية تعتزم شنّ هجوم مضاد في أقاليم البلاد الشمالية بعد أن خسرت مناطق لصالح حركة طالبان.

"مقترح سلام" مكتوب ستقدّمه طالبان

في غضون ذلك، كشف متحدث باسم حركة طالبان أن الحركة تعتزم تقديم "مقترح سلام" مكتوب إلى الحكومة الأفغانية الشهر المقبل على أقصى تقدير، حتى في الوقت الذي تحقق فيه مكاسب كبيرة على الأرض مستغلة الفراغ الناجم عن انسحاب القوات الأجنبية.

وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لرويترز: "سيتم التعجيل بمحادثات السلام وعملية السلام في الأيام المقبلة.. ومن المتوقع أن تدخل مرحلة مهمة.. ستتعلق بخطط السلام بطبيعة الحال".

وأضاف: "من المحتمل أن يستغرق الأمر شهرًا للوصول إلى تلك المرحلة عندما يتبادل الجانبان خطتهما المكتوبة للسلام". وأردف: "على الرغم من أننا (طالبان) لدينا اليد العليا في ساحة القتال فإننا جادون للغاية بشأن المحادثات والحوار".

واشنطن "تحثّ" الأفغان على "مفاوضات جادة"

وردًا على طلب التعليق على تصريحات ممثل طالبان، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أنّ التوصل إلى تسوية تفاوضية هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب في أفغانستان.

وأضاف: "نحث الجانبين على الدخول في مفاوضات جادة لتحديد خارطة طريق سياسية لمستقبل أفغانستان تؤدي إلى تسوية عادلة ودائمة".

وتابع: "لن يقبل العالم بفرض حكومة بالقوة في أفغانستان.. شرعية ومساعدة أي حكومة أفغانية لا يمكن أن تكون ممكنة إلا إذا كانت تلك الحكومة تحترم حقوق الإنسان بشكل أساسي".

طالبان تستغلّ انسحاب القوات الأجنبية

ويرى الباحث العسكري والاستراتيجي أحمد رحال أنّ من يراقب التقدم السريع والوتيرة العالية التي تتحرك بها طالبان يدرك تمامًا أنّها بنَتْ خطة استراتيجية تعتمد على استغلال انسحاب القوات الأميركية.

ويشير رحال، في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، إلى أنّ التقدم السريع الذي تنفذه طالبان، وما ينطوي عليه من محاولة حصار العاصمة كابل، يدل على فشل الجيش الأفغاني في احتواء هذا الهجوم.

ويوضح أنّ قوات حركة طالبان تعتمد على نقطتين أساسيتين دللتهما المعارك الأخيرة من أنها تمتلك تنظيمًا عسكريًا كبيرًا حيث استطاعت استغلال الفوضى والفساد الذي يعشعش في الجيش الأفغاني، كما أنّ خبراتها القتالية السابقة لعبت دورًا أساسيًا في تعزيز جبهتها.

لكنّه يشدّد على أنّ العامل الأقوى يبقى أنّ الجيش الأفغاني دائمًا ما كان يقاتل مع الحليف أو بحماية جوية أو مساندة، وهو ما يعني أنّ الجيش الأفغاني لا يستطيع أن يقاتل منفردًا.

وإذ يلفت إلى أنّ الجيش الأفغاني يحاول استدراك الأمر اليوم من خلال بعض التعزيزات التي يقوم بها، لكنّه يعرب عن اعتقاده بأنّ كل تلك الإجراءات غير قادرة على كبح جماح تقدم طالبان.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close