الإثنين 25 مارس / مارس 2024

حراك دبلوماسي وسياسي نشط في اليمن.. صوت الرصاص يعلو مجددًا

حراك دبلوماسي وسياسي نشط في اليمن.. صوت الرصاص يعلو مجددًا

Changed

تتواصل المعارك وتحتدم بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي في مأرب والبيضاء وغيرها من جبهات القتال التي يعتبرها المتقاتلون ورقة الضغط الأقوى في أي مسارات سلام.

يشهد الملف اليمني حراكًا سياسيًا ودبلوماسيًا متجدّدًا، توّج باعتراف الحكومة اليمنية بالحوثيين بوصفهم طرفًا في المعادلة جاء على لسان وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، بعد اعتراف أميركي بشرعية جماعة أنصار الله، قبل أن تتدارك واشنطن موقفها لتصف الحوثيين بالأمر الواقع.

ويعتبر البعض هذا الموقف قديمًا جديدًا لأن التوافقات والاعترافات المتبادلة بين أطراف الأزمة اليمنية عديدة لكنها لم ترتقِ يومًا إلى مستوى بناء الثقة، ولم تسهم في تحريك المياه الجامدة ولا في إخماد صوت الرصاص في ساحات المعارك متعددة الاتجاهات في اليمن.

وقد رافقت هذا الخلط في المفردات دعوة أميركية لجماعة الحوثي بدعم عملية السلام الأممية والوصول إلى حل سياسي دائم في البلاد، في وقت يبدو أنّ اعتراف الولايات المتحدة كما جولات مبعوثها الخاص الأخيرة في المنطقة يتناسق مع تعهدات إدارة بايدن بإنهاء الحرب في اليمن وإيجاد صيغة لتسوية سياسية.

تناغم بين الموقفين الأميركي واليمني

يتناغم الموقف اليمني مع نظيره الأميركي في الاعتراف بالحوثيين بوصفهم طرفًا أساسيًا في المعادلة السياسية اليمنية، لكنه لم يخلُ من اتهامات لجماعة الحوثي بالتسبب في تأزيم الوضع، ما دفع بوزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك إلى الدعوة لوضع مقاربة دولية جديدة تنتقل من مرحلة الإقناع إلى مرحلة الضغط نحو حل سلمي وفق تصريحاته.

ويشترط الحوثيون وقف عمليات التحالف ورفع الحصار قبل الانخراط في أيّ مساعٍ سياسية، معتبرين أن معالجة الوضع الإنساني يجب أن تسبق أي تفاصيل لحل الأزمة في البلاد.

وعلى الأرض تتواصل المعارك وتحتدم بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي في كل من مأرب والبيضاء وغيرها من جبهات القتال في اليمن التي يعتبرها المتقاتلون ورقة الضغط الأقوى في أي مسارات سلام وتسويات سياسية.

حراك نشط لم يُفضِ إلى شيء ملموس

ويتحدّث أستاذ الإعلام في جامعة قطر عبد الرحمن الشامي عن حراك سياسي نشط جدًا خلال الفترة الماضية على صعيد الملف اليمني.

لكنّه يلفت، في حديث إلى "العربي" من الدوحة، إلى أنّ هذا الحراك لم يُفضِ حتى الآن إلى أيّ شيء ملموس، "بل على العكس من ذلك، فإنّ الهجوم على مأرب يزداد ووتيرة الصراع تشتد وأحداث أخرى تنفجر مثل الصراع الجنوبي وما قام به المجلس الانتقالي".

ويشير إلى أنّ الحراك السياسي في الملف اليمني ليس جديدًا، لكن على الواقع العملي تزداد معاناة الناس يومًا تلو الآخر، في ظلّ معادلة معقّدة على الأرض.

ويلفت الشامي إلى أنّ الأطراف الدولية تتدخل بمقدار ما لديها من مصالح، ملاحظًا أنّ المصلحة اليمنية للأطراف الدولية والاقتصاديات العالمية تكاد لا تكون موجودة وهذا لا يغريها بالتدخل القوي، بعيدًا عن التعاطف الذي يبقى محصورًا بالأزمة الإنسانيّة.

الموقف الأميركي هو الذي حرّك المشهد الجامد في اليمن

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي أنّ الموقف الأميركي هو الذي حرّك المشهد الجامد أو الراكد بالمعنى السياسي على الساحة اليمنية.

ويشير التميمي، في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، إلى وجود إصرار من جانب الحوثيين لتحقيق مكاسب إضافية خصوصًا في محافظة مأرب يقابلها مقاومة شديدة من قبل القوات المحسوبة على الحكومة.

ويتحدّث عن "إخفاق من جانب الحوثيين في تحقيق تقدم كانوا يراهنون عليه لخلط الأوراق أو لتحقيق مكاسب سياسية على ضوء التحركات الأميركية".

ويشدّد على أنّ الموقف الأميركي هو الذي أحدث تغيرات مهمة، مؤكدًا أنّ هذا الموقف لا يتوقف فقط على المسألة الإنسانية، بل هناك أبعاد أخرى تتعلق برغبة واشنطن في إنهاء الصراع.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close