الأربعاء 17 أبريل / أبريل 2024

لدواعٍ أمنية.. البنتاغون يقر بمغادرته سرًا قاعدة باغرام في أفغانستان

لدواعٍ أمنية.. البنتاغون يقر بمغادرته سرًا قاعدة باغرام في أفغانستان

Changed

قال جون كيربي: "لقد اعتبرنا أنّه من الأفضل إبقاء هذه المعلومة ضمن دائرة ضيّقة قدر الإمكان"
قال جون كيربي: "لقد اعتبرنا أنّه من الأفضل إبقاء هذه المعلومة ضمن دائرة ضيّقة قدر الإمكان" (أرشيف - غيتي)
قال المتحدث باسم البنتاغون: إن واشنطن أبلغت الحكومة بموعد إخلاء قاعدة باغرام، قبل يومين من دون تحديد الساعة التي ستُغادر فيها القوات الأميركية.

تستمر ردود الفعل الدولية على تطوّر الأوضاع في أفغانستان. ففي حين أقرّ البنتاغون مغادرة القوات الأميركية قاعدة باغرام قرب كابُل، أعلنت روسيا استعدادها للدفاع عن حلفائها في المنطقة.

واعترف البنتاغون، أمس الثلاثاء، بمغادرة القوات الأميركية لقاعدة باغرام الجوية الاستراتيجية قرب كابُل، من دون إبلاغ السلطات الأفغانية مسبقًا بالساعة المحدّدة لانسحابها، مبررًا ذلك بإبقاء الموعد طيّ الكتمان "لدواعٍ أمنية".

وأبدى مسؤولون أفغان، بمن فيهم القائد الجديد للقاعدة الجوية، انزعاجهم لعدم تبلّغهم مسبقًا بالموعد المحدّد لمغادرة القوات الأميركية للقاعدة الجوية، والذي حصل في وقت مبكر من صباح الجمعة الماضي.

لكنّ المتحدّث باسم البنتاغون، جون كيربي، أكّد الثلاثاء أنّ السلطات العسكرية والسياسية الأفغانية قد تبلّغت بموعد الانسحاب قبل يومين من حصوله، وتمكّنت أيضًا من زيارة باغرام التي كانت طوال العقدين الماضيين بمثابة "النخاع الشوكي" للتحالف الدولي في هذا البلد.

وخلال مؤتمر صحافي، قال كيربي إنه "لم يتم الكشف عن الساعة المحدّدة للانسحاب لأسباب أمنية عملياتية"، مضيفًا: "بشكل عام، لقد اعتبرنا أنّه من الأفضل إبقاء هذه المعلومة ضمن دائرة ضيّقة قدر الإمكان".

انسحاب آمن

وأكّد كيربي مجددًا على ضرورة أن يتمّ الانسحاب الأميركي بطريقة "آمنة ومنظّمة"، كما شدّد على الخطر الذي تمثّله حركة طالبان على القوات الأميركية.

وردّاً على سؤال عمّا إذا كان هذا الحذر الشديد، يعكس عدم ثقة الأميركيين بشركائهم الأفغان، قال كيربي: "لا يمكنني أن أعلّق على كيفية تفسير الأفغان لهذا القرار".

وأوضح: "هذا الأمر لا علاقة له بما إذا كنّا نثق بشركائنا الأفغان أم لا. إنّه يعني أنّنا مضطرون لأن نأخذ في الاعتبار أنّ حركة طالبان يمكن أن تتحدّى هذا الانسحاب".

ولفت المتحدث الأميركي إلى أنّ عملية نقل السيطرة على قاعدة باغرام، من القوات الأميركية إلى نظيرتها الأفغانية قد "حصلت تمامًا كما حصلت في القواعد الستّ السابقة التي سلّمناها".

وكان الجيش الأميركي قد أعلن الثلاثاء، أنّه أنجز "أكثر من 90%" من انسحابه العسكري من أفغانستان الذي بدأ في مايو/ أيار الماضي، فيما أعلن البيت الأبيض أن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان سيتم إنجازه "نهاية أغسطس/ آب" المقبل.

روسيا "مستعدة" للدفاع عن حلفائها بعد تقدّم طالبان

في غضون ذلك، أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، أنّ الوضع في أفغانستان يتجه للتدهور بسرعة، مشيرًا إلى أنّ روسيا مستعدة للدفاع عن حلفائها في المنطقة إذا استدعى الأمر ذلك.

وقال لافروف أثناء زيارة إلى لاوس: إن روسيا مستعدة لاستخدام قاعدتها العسكرية في طاجيكستان، وهي واحدة من أكبر قواعدها العسكرية بالخارج، لضمان أمن حلفائها الذين كانوا يشكلون جزءًا من الاتحاد السوفيتي وهي منطقة تسعى روسيا للحفاظ على نفوذها فيها.

وقال لافروف: إن الالتزامات العسكرية التي قطعتها موسكو على نفسها في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تكتل أمني تشكل بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تقوده روسيا ومن بين أعضائه قازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان؛ "ما زالت بكامل قوتها".

وأكد أيضًا أنّ ممثلين عن منظمة معاهدة الأمن الجماعي، زاروا الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان لتقييم الوضع، حيث يشير مسؤولون روس إلى وجود تقارير تتحدث عن أنها أصبحت تحت سيطرة مقاتلي طالبان على الجانب الأفغاني.

وأضاف: "سنبذل كل ما بوسعنا، بما في ذلك استخدام قدرات القاعدة العسكرية الروسية على حدود طاجيكستان مع أفغانستان لمنع أي تداعيات عنيفة على حلفائنا".

وشدّد لافروف على أنّ روسيا تراقب عن كثب الأحداث في أفغانستان، لا سيما في ظل "الخروج المتعجل  للقوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي".

واعتبر أنّ هذه القوات "لم تتمكّن من تحقيق نتائج واضحة فيما يتعلق باستقرار الوضع خلال عقود أمضتها هناك".

والإثنين، أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين، إمام علي رحمن رئيس طاجيكستان، بأن روسيا ستساعد دولته الفقيرة التي كانت واحدة من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، في التعامل مع تداعيات انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان المجاورة لها.

وأمر رحمن بحشد 20 ألفًا من قوات الاحتياط لحماية حدود البلاد مع أفغانستان، بعد هروب أكثر من ألف جندي أفغاني عبر الحدود، إثر تقدم طالبان.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close