السبت 13 أبريل / أبريل 2024

حذرت من حرب أهلية.. بريطانيا تعلن انسحاب معظم قواتها من أفغانستان

حذرت من حرب أهلية.. بريطانيا تعلن انسحاب معظم قواتها من أفغانستان

Changed

كانت القوات البريطانية قد بدأت انتشارها في أفغانستان في 2001
كانت القوات البريطانية قد بدأت انتشارها في أفغانستان في 2001 (غيتي)
قال بوريس جونسون في بيان للبرلمان: "جميع القوات البريطانية المكلفة ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان تعود الآن للوطن".

سحبت بريطانيا معظم قواتها من أفغانستان، حسب ما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الخميس، منهية بذلك دورها الرسمي في الحرب التي استمرت عشرين عامًا وسط مخاوف من أن يؤدي رحيل القوات الأجنبية إلى حرب أهلية وفوضى في البلاد.

وكانت القوات البريطانية قد بدأت انتشارها في أفغانستان في 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول التي استهدفت الولايات المتحدة، ولعبت دورًا كبيرًا في العمليات القتالية حتى 2014. وقُتل 457 جنديًا بريطانيا هناك.

وقال جونسون في بيان للبرلمان: "جميع القوات البريطانية المكلفة ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان تعود الآن للوطن".

وأضاف: "لأسباب واضحة لن أفصح عن الإطار الزمني لمغادرتنا، لكن يمكنني إبلاغ (البرلمان) أن معظم جنودنا غادروا بالفعل".

وذكر أن بريطانيا ستواصل تقديم مساعدات تنموية لأفغانستان.

تحذيرات من حرب أهلية

من جهته، حذر رئيس الأركان البريطاني نيك كارتر من احتمال انزلاق أفغانستان إلى حرب أهلية مع انسحاب القوات الأجنبية من البلاد.

وقال بعد الإعلان عن مغادرة معظم القوات البريطانية أفغانستان إنه من "المنطقي" أن تنهار الأوضاع في البلاد في ظل غياب القوات الأجنبية.

وأضاف أن أفغانستان قد تشهد وضعًا مماثلًا للحرب الأهلية في التسعينيات "حيث قد نرى انقسام بعض المؤسسات المهمة مثل قوات الأمن على أسس عرقية أو قبلية".

وتابع: "إذا حدث ذلك أعتقد أن طالبان ستسيطر على جزء من البلاد، لكنها لن تسيطر على البلاد بأسرها بالطبع".

انسحاب القوات الأميركية والأجنبية

والثلاثاء، أعلن الجيش الأميركي أنه أنجز بنسبة "تتجاوز 90%" انسحابه النهائي من أفغانستان الذي بدأه في مايو/أيار ويتم بوتيرة سريعة، بعد نحو 20 عامًا من وجوده العسكري في هذا البلد مع حلف شمال الأطلسي.

كما غادرت القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي الأسبوع الماضي، قاعدة باغرام الجوية، أكبر قاعدة في أفغانستان على بعد 50 كيلومترًا شمال كابل، والتي كانت مركز عملياتها منذ بدء تدخلها العسكري.

وكان البنتاغون قد أعلن في منتصف يناير/ كانون الثاني 2021، أن عديد الجيش الأميركي في أفغانستان قد انخفض إلى 2500 عنصر. وبدأ الحلف الأطلسي الانسحاب "المنسق" للوحدات من مهمة الدعم الحازم، والتي تضم 9600 جندي نهاية أبريل/نيسان.

من جهة أخرى، نشرت السلطات الأفغانية اليوم الثلاثاء مئات الجنود والعناصر الموالية للحكومة، لإحباط هجوم واسع النطاق لطالبان في شمال البلاد، أرغم ألف جندي أفغاني أمس الإثنين على اللجوء إلى طاجيكستان.

وغادرت آخر مجموعة من القوات الألمانية، التي كانت تتمركز في قاعدة عسكرية مترامية الأطراف على مشارف مزار الشريف، الأسبوع الماضي. وكانت القنصلية العامة تباشر عملها من داخل القاعدة العسكرية منذ الهجوم الانتحاري الذي وقع في 2016 وألحق أضرارًا جسيمة بمبنى القنصلية الأساسي في مزار الشريف.

روسيا "مستعدة" للدفاع عن حلفائها بعد تقدّم طالبان

في غضون ذلك، أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ الوضع في أفغانستان يتّجه للتدهور بسرعة، مشيرًا إلى أنّ روسيا مستعدة للدفاع عن حلفائها في المنطقة إذا استدعى الأمر ذلك.

وقال لافروف أثناء زيارة إلى لاوس: إن روسيا مستعدة لاستخدام قاعدتها العسكرية في طاجيكستان، وهي واحدة من أكبر قواعدها العسكرية بالخارج، لضمان أمن حلفائها الذين كانوا يشكلون جزءًا من الاتحاد السوفياتي وهي منطقة تسعى روسيا للحفاظ على نفوذها فيها.

ولم يخلّف انسحاب القوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان إلا الفوضى، بحسب ما تشي الأحداث على الأرض، حيث لم تدّخر حركة طالبان وقتًا ولا جهدًا، بل عجّلت الاستحواذ على عدد غير قليل من أقاليم ومحافظات البلاد فور بدء انسحاب القوات الأجنبية.

طالبان تستغلّ انسحاب القوات الأجنبية

وسيطرت حركة طالبان في وقت سابق على إقليم بانغواي، ذي الأهمية الاستراتيجية في ولاية قندهار الجنوبية، معقل الحركة السابق، تزامنًا مع سيطرتها على ستّ مقاطعات.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية إرسال مزيد من القوات إلى إقليم بدخشان الشمالي الشرقي. وقال مستشار الرئيس الأفغاني: إنّ قوات الحكومة الأفغانية تعتزم شنّ هجوم مضاد في أقاليم البلاد الشمالية بعد أن خسرت مناطق لصالح حركة طالبان.

ويرى الباحث العسكري والاستراتيجي أحمد رحال أنّ من يراقب التقدم السريع والوتيرة العالية التي تتحرك بها طالبان يدرك تمامًا أنّها بنَتْ خطة استراتيجية تعتمد على استغلال انسحاب القوات الأميركية.

ويشير رحال، في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، إلى أنّ التقدم السريع الذي تنفذه طالبان، وما ينطوي عليه من محاولة حصار العاصمة كابل، يدل على فشل الجيش الأفغاني في احتواء هذا الهجوم.

ويوضح أنّ قوات حركة طالبان تعتمد على نقطتين أساسيتين أكدتهما المعارك الأخيرة حيث إنها تمتلك تنظيمًا عسكريًا كبيرًا حيث استطاعت استغلال الفوضى والفساد الذي يعشعش في الجيش الأفغاني، كما أنّ خبراتها القتالية السابقة لعبت دورًا أساسيًا في تعزيز جبهتها.

المصادر:
العربي، رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close