الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

عشرات الإصابات في مواجهات بالضفة وموقف أممي متقدم من المستوطنات

عشرات الإصابات في مواجهات بالضفة وموقف أممي متقدم من المستوطنات

Changed

تعامل الهلال الأحمر مع 83 إصابة في بيتا، بينها 8 بالرصاص الحي و55 غاز و10 مطاط
تعامل الهلال الأحمر مع 83 إصابة في بيتا، بينها 8 بالرصاص الحي و55 غاز و10 مطاط (غيتي)
اندلعت مواجهات في أكثر من محور بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع.

أُصيب عشرات الفلسطينيين اليوم الجمعة خلال مسيرات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة تنديدًا بسياسة الاستيطان، فيما حمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي ومجلس الأمن المسؤولية عن تقاعسه تجاه معاناة الشعب الفلسطيني.

وأُصيب عشرات الفلسطينيين اليوم، بينهم 8 بالرصاص الحي، بعد قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرة الأسبوعية الرافضة للبؤرة الاستيطانية على جبل صبيح ببلدة بيتا جنوبي نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وأدى مئات المواطنين صلاة الجمعة في منطقة كرم نمر المقابلة لجبل صبيح، وعقب انتهاء الصلاة توجهوا بمسيرات نحو جبل صبيح ومنطقة الهوتة على أطراف الجبل.

واندلعت مواجهات في أكثر من محور مع قوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، وقامت بالتضييق على الصحافيين الموجودين في المكان لمنعهم من تغطية المواجهات.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر بأن طواقمها تعاملت مع 83 إصابة في بيتا، بينها 8 بالرصاص الحي و55 بقنابل الغاز و10 بالرصاص المطاطي.

وكانت جرافات الاحتلال قد أغلقت صباحًا جميع الطرق المؤدية لجبل صبيح بالسواتر الترابية، في محاولة لعرقلة وصول المتظاهرين للمشاركة بالمسيرة.

ويواصل أهالي بيتا والقرى المجاورة منذ شهرين فعاليات يومية وأسبوعية رفضًا للبؤرة الاستيطانية التي أقيمت على قمة جبل صبيح.

وأخلى الاحتلال البؤرة الاستيطانية الأسبوع الماضي، ضمن اتفاق مع قادة المستوطنين يضمن بقاء المباني الاستيطانية فيها، وتواجدًا متواصلًا لقوات الاحتلال لحراستها إلى حين شرعنتها.

إصابات بالاختناق خلال مسيرة كفر قدوم الأسبوعية

وأصيب عشرات المواطنين بالاختناق بينهم أطفال خلال قمع جيش الاحتلال لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 17 عامًا، والتي انطلقت تنديدًا بجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين في القدس وحمصة في الأغوار الشمالية.

وانطلقت المسيرة بعد صلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب بمشاركة واسعة من أبناء البلدة الذين رددوا شعارات وطنية داعية لتفعيل المقاومة الشعبية ضد الاحتلال وممارساته.

وأفاد الناطق الإعلامي في إقليم قلقيلية مراد شتيوي أن جنود الاحتلال دفعوا بتعزيزاتهم منذ ساعات الصباح الباكر وانتشروا في حقول الزيتون القريبة من خط سير المسيرة قبل أن يداهموا البلدة، ويعتدوا على المشاركين في المسيرة بقنابل الغاز والرصاص المعدني مما أدى لوقوع عشرات الإصابات بالاختناق عولجت ميدانيًا.

وأوضح شتيوي أن جيش الاحتلال اقتحم منازل المواطنين واعتلى أسطح بعضها واستخدمها لقناصته الذين أطلقوا النار صوب الشبان دون وقوع إصابات، مشيرًا إلى أن الشبان واجهوا الجنود بالحجارة وأحرقوا عشرات الإطارات قرب البوابة التي تغلق الشارع.

وأكد شتيوي أن المسيرة انطلقت تنديدًا بجرائم التطهير العرقي والتهجير القسري الذي تمارسه دولة الاحتلال بحق أبناء شعبنا في القدس وحمصة في الأغوار الشمالية.

منع إقامة صلاة الجمعة في ترسلة جنوبي جنين

ومنعت قوات الاحتلال الإسرائيلي إقامة صلاة الجمعة في المسجد القديم في موقع ترسلة الذي كان مستوطنة سابقة جنوبي جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وقالت مصادر محلية إن نشطاء ومواطنين دأبوا أيام الجمعة الأخيرة على الصلاة فيه لحمايته، مع وجود مخطط لإعادة ترميمه، إلا أن قوات الاحتلال منعت المواطنين من الوصول إليه.

وأشارت إلى أن الجنود أطلقوا الغاز المسيل للدموع على المواطنين لتفريقهم.

ويقع المسجد المشيد قبل عام 1967 داخل تلة ترسلة التي تحولت لمستوطنة ثم أخليت عام 2005، ولكن المستوطنين ما زالوا يقتحمونها بشكل متقطع.

دعوة لشد الرحال إلى المسجد الأقصى

وأطلق نشطاء مقدسيون اليوم الجمعة، دعوات لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك في يوم عرفة، وصد اقتحامات المستوطنين.

كما أطلق ناشطون وحركات فلسطينية في داخل الخط الأخضر، دعوات لأهالي الداخل بضرورة التواجد المكثف في المسجد الأقصى والاعتكاف فيه يوم عرفة، للتصدي للمستوطنين الذين يواصلون اقتحاماتهم للمسجد.

وصعدت المجموعات الاستيطانية وقوات الاحتلال عمليات اقتحام المسجد الأقصى المبارك والتضييق على المصلين في الآونة الأخيرة، وكان المستوطنون قد اقتحموا في الأيام الماضية أكثر من منطقة داخل ساحات الأقصى، في سابقة خطيرة وعلى غير المعتاد، ما يجعل المسجد كاملًا مستباحًا لاقتحاماتهم.

"انتهاك صارخ للقانون الدولي"

وعلى الصعيد الرسمي، قالت وزارة الخارجية والمغتربين، إن مواصلة دولة الاحتلال جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وأرضه أمام نظر العالم أجمع، انتهاك صارخ للقانون الدولي ويضرب ما تبقى من مصداقية للأمم المتحدة.

وأشارت الوزارة في بيان، إلى ما أعلن عنه مؤخرًا مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية "أوتشا" حول إقدام دولة الاحتلال على هدم 421 مبنى فلسطينيًا منذ بداية العام الجاري، بزيادة قدرها 24% عن نفس الفترة من العام الماضي، ومصادرة ما يزيد على 20 دونمًا من أراضي قرية جالوت جنوب نابلس، وإقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي قرية بروقين في محافظة سلفيت، ومواصلة فرض القوانين والأوامر العسكرية الاحتلالية على الضفة.

وأدانت الوزارة "المشروع الاستعماري الإحلالي التوسعي، وحمّلت الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن إمعانها في تنفيذ هذا المشروع، بما يصاحبه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني.

كما حمّلت المجتمع الدولي ومجلس الأمن المسؤولية عن تقاعسه في وقف هذا النزيف المتواصل وحرائق الاستيطان الذي يستهلك القانون الدولي والمبادئ والقيم الإنسانية.

"جريمة حرب"

من جانبه، قال محقق في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة اليوم الجمعة إن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تصل لمستوى جريمة حرب، مطالبًا الدول بأن توضح لإسرائيل أن "احتلالها غير المشروع" لا يمكن أن يستمر بلا ثمن.

وكان مايكل لينك، مقرر الأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يلقي كلمة أمام جلسة لمجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية في جنيف. وقاطعت إسرائيل الجلسة إذ إنها لا تعترف بتفويض لينك ولا تتعاون معه.

وقال لينك "ما خلصت إليه هو أن المستوطنات الإسرائيلية تصل لمستوى جريمة حرب".

وأضاف "أقول لكم إن هذه النتيجة تلزم المجتمع الدولي... بأن يوضح لإسرائيل أن احتلالها غير المشروع وتحديها القانون الدولي والرأي الدولي لا يمكن أن يستمر بلا ثمن".

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close