الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

نزوح وإجلاء رعايا وحشد ميليشيات في أفغانستان.. وطالبان تتبنى هجومًا في كابُل

نزوح وإجلاء رعايا وحشد ميليشيات في أفغانستان.. وطالبان تتبنى هجومًا في كابُل

Changed

أفغانستان
تحشد الحكومة الأفغانية وزعماء حرب يناهضون طالبان ميليشيات محلية ما يثير الخوف من وقوع حرب أهلية جديدة (غيتي)
في ضوء شروع القوات الأجنبية في الانسحاب نهائيًا من البلاد، أطلقت طالبان في بداية مايو هجومًا واسع النطاق على القوات الأفغانية المرتبكة لفقدانها الدعم الجوي الأميركي بالغ الأهمية.

قتُل طيار يعمل لدى القوات الجوية الأفغانية إثر هجوم مسلح في العاصمة كابُل، أعلنت حركة طالبان عن تبنيه.

وأشار المتحدث باسم مديرية أمن كابُل فردوس فاراماز في تصريحات صحافية اليوم الأحد، إلى أن الطيار الأفغاني قُتل في منطقة الشرطة الـ 8، من قبل مسلّحين مجهولين. وأضاف أن منفّذي الهجوم فرّوا من المنطقة.

"نظام دفاع جوي"  

وأعلنت السلطات الأفغانية اليوم تشغيل "نظام دفاع جوي" لحماية مطار كابُل، سبيل الخروج الوحيد للرعايا الأجانب، في مؤشّر جديد إلى المخاوف المتنامية مع التقدّم السريع لمتمردي طالبان، والتي تجسّد آخرها بإجلاء الهند موظفي قنصليتها في قندهار.

ففي ضوء شروع القوات الأجنبية في الانسحاب نهائيًا من البلاد، أطلقت طالبان في بداية مايو/ أيار هجومًا واسع النطاق على القوات الأفغانية المرتبكة لفقدانها الدعم الجوي الأميركي بالغ الأهمية، غانمةً مساحات شاسعة في العمق الأفغاني.

ولم تعد القوات الأفغانية تسيطر سوى على المحاور الرئيسية وكبرى المدن الإقليمية، وسط حصار يفرضه مسلحو طالبان حول الكثير منها.

وباتت الحركة تسيطر على عدّة مناطق مجاورة للعاصمة الأفغانية، ما أثار الخشية من شنّ هجوم على كابُل أو مطارها في المدى المنظور.

"فاعلية بصدّ الهجمات"

وقالت وزارة الداخلية الأفغانية في بيان: إنّ "نظام الدفاع الجوي الحديث الإنشاء دخل طور التشغيل عند الساعة 02,00 فجر هذا الأحد" (21,30 السبت ت غ). 

وأشارت إلى أن هذه المنظومة "أثبتت فاعليتها في أرجاء العالم في صدّ الهجمات بالصواريخ والقذائف".

واكتفى المتحدث باسم الوزارة طارق عريان بالتوضيح أنّها نشِرت في مطار كابُل، ولا تحمي سوى منشآته.

بدوره، كشف المتحدث باسم القوى الأمنية الأفغانية أجمل عمر شينواري أنّ المنظومة "زوّدنا بها أصدقاؤنا الأجانب (...) وحتى الساعة، يستمرون في تشغيلها ريثما نكتسب الدراية".

وطوال 20 عامًا في أفغانستان، كانت القوات الأميركية قد زوّدت قواعدها بعدة منظومات من طراز "سيرام/C-RAM" القادرة على رصد القذائف وتدميرها. 

وكانت منظومة مماثلة موجودة في قاعدة برغام الضخمة على مسافة 50 كلم شمال كابُل، والتي استلمتها القوات الأفغانية في بداية يوليو/ تموز.

وسبق لطالبان أن نفذت سلسلة هجمات بالقذائف على القوات الأفغانية والأجنبية، كما شنّ تنظيم الدولة الإسلامية عام 2020 هجومًا مماثلًا على كابُل.

وقال مصدر أمني أجنبي إنّ "طالبان تفتقر إلى الوسائل المنظمة، ولكنّها أثبتت قدرتها على إطلاق قذائف معدّلة من آليات وإثارة الذعر، لا سيما في حال استهدافها مطارًا".

وكانت تركيا أعلنت التزامها ضمان أمن مطار كابُل مع انتهاء انسحاب القوات الأميركية والأجنبية المرتقب في 31 أغسطس/ آب، فيما كشف الرئيس رجب طيب أردوغان الجمعة أنّ أنقرة وواشنطن اتفقتا على "ترتيبات" تسلّم قوات بلاده المطار.

إجلاء رعايا

وفي انعكاس للمخاوف المتنامية من الاشتباكات قرب قندهار، أعلنت الهند إجلاء موظفيها من قنصليتها في كبرى مدن الجنوب الأفغاني.

فقد شكّلت ولاية قندهار، المعقل التاريخي لطالبان، مسرحًا لاشتباكات عنيفة في الآونة الأخيرة. واستولى مسلحو طالبان في بداية يوليو على إقليم بنجاوي على مسافة 15 كلم من قندهار المدينة، واعتدوا الجمعة على سجن في ضواحيها ولكن جرى صدّهم.

وقالت وزارة الخارجية الهندية: إنّ "القنصلية العامة (في قندهار) لم تغلق أبوابها. ولكن بسبب القتال العنيف قرب قندهار، جرى إجلاء موظفيها الهنود في الوقت الحالي".

وأضافت: "إنّه تدبير موقت تمامًا، إلى حين استقرار الوضع. تتابع القنصلية عملها بفضل موظفيها المحليين".

وأفاد مصدر أمني في كابُل أنّ نحو 50 شخصًا هنديًا من موظفي السفارة، بينهم ستة دبلوماسيين، جرى إجلاؤهم من قندهار، من دون معرفة إن كانت وجهتهم الأخيرة العاصمة الأفغانية أو نيودلهي.

وكانت روسيا أيضًا أغلقت حديثًا قنصليتها في مزار شريف، أبرز مدن ولاية بلخ المحاذية للحدود مع أوزبكستان، في قرار اتّخِذ على خلفية المعارك في شمال أفغانستان.

كما دعت بكين رعاياها إلى مغادرة البلاد وأجلت 210 من بينهم في بداية يوليو.

"نزوح في الظلام"

وتحت جنح الظلام، يغادر شيوخ وأطفال ونساء أفغانيون قراهم، حاملين همومهم وأهم مقتنياتهم. 

وفيما تستقل أقلية منهم السيارات، تقطع الأغلبية الكيلومترات سيرًا على الأقدام سعيًا للنجاة بحياتهم والابتعاد عن مناطق استعر فيها القتال.

ويشير وزير الدولة لمواجهة الكوارث غلام بهاء الدين جيلاني إلى أنه نزح خلال الشهر الأخير 32300 أسرة من 25 ولاية.

والولايات الخمس وعشرون شهدت خلال الأسابيع الأخيرة معارك طاحنة معظمها في شمال أفغانستان. ومن ولايات قندوز، تاخار، بدخشان، فارياب، ساريبول، وبغلان هُجر الآلاف من مناطقهم ولجأوا إلى دور العبادة أو الحدائق العامة.

وتقول النازحة الأفغانية سهيلة: "إن المسلحين سيطروا على المديرية بعد أن حاصروها لأيام، نجونا بحياتنا فقط بينما احترق كل شيء".

وتوجهت مجموعة أخرى من النازحين صوب المدن الكبرى، حيث يقطن أقاربهم. فرغم احتدام المعارك في الأرياف، بقيت المدن بمنأى عنها إلى الآن على الأقل.

"المعارك مستمرة"

من جهتها، دعت وزارة اللاجئين الأفغانية الدول الأوروبية إلى التوقف عن ترحيل مهاجرين في الأشهر الثلاثة المقبلة، بسبب "تصاعد العنف" وتفشي وباء كوفيد-19.

وحاول أجمل عمر شينواري بثّ الطمأنينة الأحد، نافيًا سيطرة طالبان على 85% من مساحة البلاد كما تدّعي، وهي تصريحات يستحيل التثبت من صحتها بصورة مستقلة.

وقال: "ليس صحيحًا. المعارك مستمرة في غالبية المناطق" التي تدّعي طالبان الاستيلاء عليها، مكررًا الدعوة إلى الشبان للالتحاق بالجيش. 

وأوضح أنّ "الحكومة يسّرت إجراءات التجنيد".

ويأتي هذا التصريح تزامنًا مع حشد الحكومة وزعماء حرب يناهضون طالبان ميليشيات محلية، ما يثير الخوف من وقوع حرب أهلية جديدة.

إلا أنّ منصور أحمد خان، سفير باكستان التي اتُهمت كثيرًا بمساندة طالبان، حذّر أمس السبت من نشر الميليشيات، موضحًا أنّ من شأن ذلك مفاقمة الوضع في البلاد وإفساح المجال أمام تنظيمي القاعدة أو الدولة الإسلامية.

يُذكر أنه بوساطة قطرية، انطلقت في 12 سبتمبر/ أيلول 2020، مفاوضات سلام تاريخية في الدوحة، بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، بدعم من الولايات المتحدة، لإنهاء 42 عامًا من النزاعات المسلحة.

وقبلها أدت قطر دور الوسيط في مفاوضات واشنطن وطالبان، التي أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي أواخر فبراير/ شباط 2020، لانسحاب أميركي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close