الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

أفغانستان مع اتساع رقعة سيطرة طالبان.. هل تبدد تطمينات الحركة المخاوف؟

أفغانستان مع اتساع رقعة سيطرة طالبان.. هل تبدد تطمينات الحركة المخاوف؟

Changed

تستمر المعارك بين طالبان والقوات الحكومية الأفغانية وسط التقدم الواضح للحركة التي امتدت يدها إلى نحو 80% من أراضي البلاد بعد خروج القوات الأجنبية منها.

يتخوّف الداخل الأفغاني وجواره من تسيّد حركة طالبان على الحكم مؤسسة إمارتها الإسلامية.

وقد امتدت يدها إلى نحو 80% من أراضي البلاد بعد خروج القوات الأجنبية منها، وقد تمتد يد طالبان لثمار الحكم الذي أسقطت عنه قبل عقدين من الزمن.

وهذه المرة، قد لا يجد الغرب حجة لسلبها إياه، وتنظيم القاعدة بات ـ وفق مراقبين ـ خارج المعادلة.

إلى ذلك، تستمر المعارك بين طالبان والقوات الحكومية الأفغانية وسط التقدم الواضح للحركة، في الوقت الذي تخوض فيه مفاوضات من أجل السلام مع تعدد الأطراف الحاضنة للمحادثات من قطر إلى إيران وروسيا.

وتطرح في هذا الصدد أسئلة عن الهدف من المفاوضات، والنتائج التي سيفضي لها اهتمام المجتمع الدولي ودول جوار أفغانستان في احتضانها.

"تحد كبير أمام طالبان"

تعليقًا على التطورات، يشير مدير المركز الأفغاني للإعلام والدراسات عبدالجبار بهير إلى أن "تمكن حركة طالبان من السيطرة على أكثر من 160 مديرية خلال الشهرين الماضيين، وبحسب تصريحاتها أنها وصلت إلى 250 مديرية من مجموع 388 في البلاد، لم يأتِ نتيجة لحربها أو هجماتها أو اشتباكات مع الجيش الأفغاني بل نتيجة استسلام الأخير".

ويتوقف في حديثه لـ "العربي" من كابُل، عند "اختراقات شديدة بين صفوف الجيش الأفغاني، وكذلك عند عدم قدرة القيادة المركزية أو العاصمة على مدّ الجيش في تلك المراكز بالدعم اللوجيستي والعتاد العسكري"، مشددًا على أن حصار طالبان الشديد أدى إلى أن يكون هناك استسلام أو سقوط لهذه المديريات.

ويضيف: أن "الحركة سيطرت على هذه المديريات، لكن يبقى أمامها تحد كبير؛ فهي لم تستطع تقديم نموذج واضح للنظام الإداري للشعب الأفغاني".

وإذ يلفت إلى أن "هناك بالمتوسط 50 إلى 60 موظفًا في كل مديرية، ولا معلومات إلى الآن عن عودة أحد منهم إلى المديريات"، يقول إن "ذلك يعني أن حركة طالبان أدركت أنها لا تستطيع، رغم سيطرتها، أن تقدم نموذجًا إداريًا مقبولًا لدى الشعب الأفغاني".

"لا تحولات جذرية في الحركة"

الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية الذي يؤكد أن هناك تحوّلات في حركة طالبان، ينفي اعتقاده بوجود تحوّلات جذرية.

ويشرح في حديثه لـ "العربي" من عمان، أن "الحركة وعلى المستوى الإيديولوجي الشرعي الديني، لا تزال تتمسك بمفهوم تطبيق الشريعة وحكم الإمارة الإسلامية، وبالتالي فهي ترفض الديموقراطية وكل ما ينبثق عنها من مسائل حقوق الإنسان والنساء، وكل هذه المنظومة التي تعتبرها جزءًا من المنظومة الغربية لإفساد المجتمع الأفغاني".

وإذ يوضح أن الحركة ليست متجانسة بالمطلق، يقول: إنه يمكن الحديث عن ثلاثة أجنحة رئيسية؛ الجناح الذي يقوده سراج الدين حقاني وهو مصنف كمنظمة إرهابية وهو أكثر راديكالية وتشددًا، والجناح الذي يقوده زعيم الحركة الحالي هبة الله اخند ويبدو أنه حركة وسطية مع الملا برادر والمكتب السياسي".

ثم يردف بالإشارة إلى التقليد التاريخي للحركة الذي يقوده الملا محمد يعقوب، نجل زعيم الحركة الأساسي الملا عمر"، مؤكدًا أن كل هذه الأجنحة متفقة على تطبيق حكم الشريعة والعودة إلى نظام الإمارة على الصعيد الإيديولوجي".

ويتوقف أبو هنية عند تطورات على صعيد الأداء الحركي للتنظيم، فيشير إلى أنه أصبح أكثر تمرسًا.

ويوضح: "بالمسائل الإعلامية تغيّر كثيرًا من حيث رؤيته حول مواضيع تتعلق بالإعلام والتصوير والنساء، وكذلك على الصعيد العسكري والاستراتيجيات: فأصبحت الحركة تستخدم تكتيكات قتالية مختلفة تمزج بين حروب العصابات والحروب الهجينة والحروب الكلاسيكية".

"طالبان حاولت طمأنت روسيا"

من ناحيته، يلفت الباحث السياسي رولاند بيجاموف إلى أن محادثات جرت في وزارة الخارجية الروسية مع حركة طالبان، وهناك بعض النتائج.

ويكشف في حديثه لـ "العربي" من موسكو، أن طالبان حاولت طمأنة روسيا بأنها لن تقوم باجتياز حدود طاجيكستان أو الاتساع باتجاه آسيا الوسطى.

ويوضح أن موسكو أرسلت إشارات تقول إنها ستكون راضية مع تطوير جميع الأمور في أفغانستان، وإن هذا شأن داخلي للأفغان.

ويشرح أن "ما يهم موسكو هو عدم اجتياز حدود آسيا الوسطى، وعلى سبيل المثال طاجيسكتان، لأنها تعتبرها مناطق ذات الأهمية القصوى على الأمن الاستراتيجي الروسي".

وبيجاموف يشير في الآن عينه إلى أن الأصوات تعالت في موسكو من كافة أجنحة الأطياف السياسية غير الراضية عن هذه المحادثات". 

وإذ يتحدث عن نقد شديد لوزارة الخارجية، يقول: "إن روسيا لا تثق فعلًا بطالبان. ويردف بالإشارة إلى أن طالبان "ومنذ الرابع عشر من فبراير/ شباط 2003 مدرجة على قائمة المنظمات المحظورة في روسيا، ولا تزال كذلك". 

ويكشف أن في 15 و16 يوليو الجاري سيُعقد لقاء قمة في طشقند بدعوة من رئيس أوزبكستان، يشارك فيه المبعوث الأميركي ووزير الخارجية الروسي وقادة دول الجوار، ومن المتوقع أن يشارك فيه الرئيس الأفغاني.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close