الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

محاولات وساطة.. هجمات طالبان تتواصل على أقاليم رئيسية في أفغانستان

محاولات وساطة.. هجمات طالبان تتواصل على أقاليم رئيسية في أفغانستان

Changed

تستمر المواجهات بين القوات الأفغانية ومسلحي حركة طالبان تزامنًا مع الانسحاب الأميركي
تستمر المواجهات بين القوات الأفغانية ومسلحي حركة طالبان تزامنًا مع الانسحاب الأميركي (غيتي)
كشف القائد الجديد لقاعدة باغرام الجوية الأفغانية، في حديث إلى "العربي"، أن قوة من الجيش تقوم بتمشيط البلدات المحيطة بالقاعدة بحثًا عن مخابئ لطالبان.

تتسارع التطورات الميدانية في أفغانستان تزامنًا مع الانسحاب الأميركي؛ فالجبهات لا زالت مشتعلة في 25 ولاية بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، بعد أن أحكمت الأخيرة سيطرتها شمالًا، وتحاول تعزيز موقعها غربًا.

وأعلن مسؤولون أن قوات أمن أفغانية، بدعم من ضربات جوية، صدّت هجومًا شنه مقاتلو حركة طالبان على وسط إقليم رئيس في شمال البلاد على الحدود مع طاجيكستان أمس الأحد.

والهجوم هو الأحدث في سلسلة من الهجمات التي شهدت سيطرة مسلحي الحركة على أراضٍ في أنحاء أفغانستان، بينما تنفذ القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة المراحل الأخيرة من انسحابها بعد نحو 20 عامًا من القتال.

وأعلن حاكم إقليم طخار عبد الله قارلوق صد "هجمات العدو" الذي "مُنيَ بخسائر فادحة لم يسبق لها مثيل، إذ قُتل 55 من الأعداء وأصيب 90 آخرون".

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أن "ما يزيد على 10 من مقاتلي طالبان قُتلوا في ضربات جوية شنها سلاح الجو على مخابئ في مقاطعات بمدينة طالقان في وسط إقليم طخار".

وأوضح خليل عسير، المتحدث باسم قيادة شرطة طخار، أن "طالبان هاجمت طالقان من 4 اتجاهات، لكنها واجهت مقاومة شديدة من قوات الأمن والسكان".

وطالقان أحدث عاصمة لأحد الأقاليم تتعرض لهجوم من طالبان. وقبل أيام، دخل مقاتلو طالبان عاصمة إقليم بادغيس الغربي واستولوا على منشآت للشرطة والأمن، وحاولوا الاستيلاء على مكتب الحاكم قبل أن تجبرهم القوات الخاصة على التراجع.

وشنت حركة طالبان حملة جديدة للسيطرة على الأراضي في الأسابيع الماضية، ومما شجعها على ذلك كان رحيل القوات الأجنبية. وتعتقد وزارة الدفاع الأميركية أنه بعد الاستيلاء على العشرات من مراكز المقاطعات، ستتجه طالبان للسيطرة على مراكز الأقاليم.

متابعة هندية للأوضاع

وفي السياق عينه، أعلنت الهند أمس الأحد أنها أعادت "بصفة مؤقتة" مسؤولين من قنصليتها في مدينة قندهار إحدى مدن جنوب أفغانستان الرئيسية.

وقال إريندام باجتشي، المتحدث الرئيسي باسم وزارة الخارجية الهندية: "بسبب القتال العنيف بالقرب من مدينة قندهار، تم بصفة مؤقتة إعادة الأفراد الذين يوجد مقر عملهم في أفغانستان".

وأضاف: الهند تتابع من كثب تطورات الوضع الأمني في أفغانستان، وقنصلية قندهار يديرها الآن الموظفون المحليون مؤقتًا.

وقال مسؤولون بحركة طالبان يوم الجمعة: إن الحركة تسيطر على 85% من أراضي أفغانستان، في أعقاب سحب الولايات المتحدة ودول أخرى معظم قواتها بعد حرب استمرت 20 عامًا.

عمليات جديدة للقوات الأفغانية

وفي سياق الرد العسكري الأفغاني، يكشف القائد الجديد لقاعدة باغرام الجوية الأفغانية الجنرال أسد الله كوهيستاني أن قوة من الجيش تقوم بتمشيط البلدات المحيطة بالقاعدة بحثًا عن مخابئ لحركة طالبان.

ويضيف كوهيستاني، في حديث إلى "العربي": "بناء على معلومات استخباراتية داخلية تفيد بأن طالبان تتجمع في مناطق ريفية قرب القاعدة، أطلقنا عمليات عسكرية على بعض البلدات المحيطة بنا".

وتلفت إحدى أعضاء الوفد الحكومي الأفغاني شريفة زرمتي إلى "أننا اقترحنا على حركة طالبان الاستعانة بالأمم المتحدة، لتكون وسيطًا في حل الأزمة".

وتقول زرمتي، في تصريح لـ"العربي": "يهدف اقتراحنا إلى تسريع وتيرة المفاوضات ونحن بانتظار رد الحركة".

الحسابات الأميركية

ويرى مدير مركز التحليل السياسي والعسكري في معهد هادسون ريتشارد ويتز أن البنتاغون "يحاول كسب شيء من التأثير على حركة طالبان بقوله إنه من المحتمل أن تعود أميركا إلى أفغانستان للدفاع عن الحكومة".

ويشير ويتز، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أن الحكومة الأميركية "تحاول تغيير حسابات طالبان ببعث القلق في صفوفها"، من خلال التلميح بالعودة إلى البلاد.

ويقول ويتز: الحسابات الأميركية كانت "خاطئة"، فواشنطن كانت تعوّل على قدرة القوات الأفغانية على الصمود أمام حركة طالبان، "لكننا نراها اليوم تصارع للبقاء".

ويضيف: "عندما بدأت الحكومة الأميركية السابقة بإجراء حوار مع حركة طالبان، كان هناك بعض الشروط السياسية والإنسانية، لكن الحركة لم تلتزم بها".

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close