الخميس 28 مارس / مارس 2024

أزمة سد النهضة.. السودان يحاول "انتزاع" موقف روسي لصالحه

أزمة سد النهضة.. السودان يحاول "انتزاع" موقف روسي لصالحه

Changed

وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي خلال لقائها نظيرها الروسي سيرغي لافروف
وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي خلال لقائها نظيرها الروسي سيرغي لافروف (غيتي)
بدأت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي زيارة رسمية إلى روسيا تمتد لثلاثة أيام، علّها تقنع إثيوبيا لحل ملف سد "النهضة" المأزوم.

 بدأت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي زيارة رسمية إلى روسيا تمتد لثلاثة أيام، علّها تقنع إثيوبيا لحل ملف سد "النهضة" المأزوم الذي عاد إلى طاولة الاتحاد الإفريقي مجددًا.

وبحثت المهدي اليوم الإثنين، مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف، القضايا الإقليمية وسبل تطوير التعاون المشترك، وذلك خلال لقائهما بالعاصمة الروسية موسكو، بحسب بيان للخارجية السودانية.

ووفق البيان، فقد أكّد الجانبان عمق العلاقات الثنائية بين البلدين. وناقشا سبل تطوير العلاقات في مختلف المجالات، وتفعيل آليات العمل الثنائية. وشدّدا على ضرورة تطوير التعاون في المجال الثقافي والتدريب ورفع القدرات.

"خيبة" من مخرجات جلسة مجلس الأمن

وتأتي زيارة المهدي بعد أيام من عقد مجلس الأمن، جلسة بشأن نزاع سد "النهضة"، هي الثانية من نوعها بعد أولى كانت العام الماضي، لتحريك جمود المفاوضات بين إثيوبيا ومصر والسودان. لكن المجلس لم يصدر أي قرار بشأن مسودة القرار العربي التي تطالب بمواصلة المفاوضات بين الدول الثلاث لمدة 6 أشهر بغية التوصل إلى اتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل السد.

وأعاد المجلس قضية سد "النهضة" إلى الاتحاد الإفريقي، داعيًا الدول الثلاث إلى المضي في مسار التفاوض، ودون تحديد سقف زمني كما طالبت مصر والسودان.

وتسعى الدبلوماسية السودانية لانتزاع موقف واضح ومباشر من روسيا لكف إثيوبيا عن الملء الثاني للسد. وكانت إثيوبيا قد أخطرت دولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان، ببدء عملية ملء ثانٍ للسد بالمياه، قبل عرض ملف سد "النهضة" في أروقة مجلس الأمن بأيام.  

وقد أثنت المهدي على الموقف الروسي في جلسة مجلس الأمن. وقالت: "نقدّر ما قاله المندوب الدائم لروسيا في مجلس الأمن بضرورة عدم السماح لإثيوبيا باتخاذ إجراءات أحادية الجانب، تضر بأي بلد في ما يتعلّق بسد النهضة". 

ملف "النهضة" في ميزان المصالح الروسية

في المقابل، لم يظهر الموقف الروسي "المنتظر" إلى العلن بشكل واضح، حيث لم يذكر لافروف ملف سد "النهضة" في المؤتمر الصحافي بعد لقائه مع المهدي، بل تطرق للاتفاقية الروسية السودانية المعلّقة حول القاعدة البحرية التي تعتزم روسيا بناءها في البحر الأحمر، في دلالة إلى أن روسيا تحاول أن تزن مصالحها في المنطقة قبل أن تتبنى موقفًا في ملف "النهضة"، بحسب مراسل العربي في موسكو. 

وقال لافروف: "تقف روسيا مع رفع العقوبات المفروضة من قبل مجلس الأمن على السودان منذ عام 2004". وأضاف: "هي عقوبات عفا عنها الزمن". 

حشد الدعم لنصرة الخيار الدبلوماسي

من جهته، يرى رئيس تحرير صحيفة الجريدة السودانية، أشرف عبد العزيز، أن مخرجات جلسة مجلس الأمن التي ناقشت ملف سد"النهضة" لم ترق لمصر والسودان اللتين عولتا عليها لتعزيز المفاوضات مع إثيوبيا.

ويفسّر عبد العزيز الزيارات المكثفة التي تقوم بها الدبلوماسيتين السودانية والمصرية بأنها تصب في إطار حشد الدعم لنصرة الخيار الدبلوماسي في ملّف "النهضة".  ويقول في حديث إلى "العربي" من الخرطوم: "منع إثيوبيا من تنفيذ الملء الثاني للسد يحتاج إلى حشد موقف دول مجلس الأمن ومنهم روسيا". 

هل تنحاز روسيا لإثيوبيا؟

ويقرأ عبد العزيز في خطاب المندوب الروسي الدائم في مجلس الأمن انحيازا روسيا إلى الموقف الإثيوبي. وأشار إلى أن التطرق إلى القاعدة البحرية الروسية هو دلالة على أن روسيا تريد أن تستغل موقف السودان "الضعيف" للضغط على الحكومة السودانية الانتقالية لتمرير ملفاتها. ويضيف: "إن الخيار التالي لكل من الخرطوم والقاهرة هو المواجهة".  

المصادر:
وكالات، العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close