ارتفعت حصيلة ضحايا الحريق الذي اندلع مساء الإثنين بمركز عزل لمرضى كورونا في مستشفى الحسين التعليمي بمدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، جنوبي العراق، إلى 64 قتيلًا ونحو 100 جريح.
ولا تزال فرق الإنقاذ والدفاع المدني تواصل البحث تحت أنقاض الحريق عن جثث محتملة.
#العراق.. حريق ضخم في مركز لعزل وعلاج مرضى #كورونا يسفر عن 41 قتيلا وعشرات الجرحى #مستشفى_الناصرية #مستشفى_الحسين pic.twitter.com/OdvZstMMCx
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 13, 2021
وأوضح مراسل "العربي" في الناصرية تحسين طه أن فرق الدفاع المدني تمكّنت من إخماد الحريق بشكل كامل، لافتًا إلى أنه "لم يتبقّ من المستشفى إلا الأنقاض".
وأشار المراسل إلى أن عائلات الضحايا لا تزال تبحث عن ذويها تحت الأنقاض، إضافة لوجود عدد من الجثث مجهولة الهوية.
وأكد أن عددًا من العراقيين تطوعوا مع فرق الدفاع المدني من أجل المساعدة في عمليات البحث ورفع بقايا المبنى.
مراجعة صارمة
وقال الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة عبر "تويتر": إن "فاجعة مستشفى الحسين في ذي قار، وقبلها مستشفى ابن الخطيب في بغداد، نتاج الفساد المستحكم وسوء الإدارة الذي يستهين بأرواح العراقيين ويمنع إصلاح أداء المؤسسات".
وفي 24 أبريل/ نيسان الماضي، اندلع حريق مماثل في مستشفى "ابن الخطيب" بالعاصمة بغداد، جراء انفجار أسطوانة أكسجين؛ ما أدى إلى مصرع 82 وإصابة 110 آخرين، وفق السلطات.
وآنذاك، قرر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إيقاف وزير الصحة حسن التميمي، ومحافظ العاصمة بغداد محمد جبر، ومسؤولين آخرين، عن العمل، ولاحقًا قدم وزير الصحة استقالته من منصبه.
وأضاف صالح: إن "التحقيق والمحاسبة العسيرة للمقصرين هو عزاء أبنائنا الشهداء وذويهم".
وأكد أنه "لا بد من مراجعة صارمة لأداء المؤسسات وحماية المواطنين".
فاجعة مستشفى الحسين (ع) في ذي قار وقبلها مستشفى ابن الخطيب في بغداد، نتاج الفساد المستحكم وسوء الإدارة الذي يستهين بأرواح العراقيين ويمنع اصلاح أداء المؤسسات، التحقيق والمحاسبة العسيرة للمقصرين هو عزاء أبنائنا الشهداء وذويهم. لا بد من مراجعة صارمة لأداء المؤسسات وحماية المواطنين.
— Barham Salih (@BarhamSalih) July 13, 2021
احتجاجات غاضبة
وعمت احتجاجات غاضبة منددة بالفساد في مدينة الناصرية، ليل الإثنين الثلاثاء، على خلفية حريق المستشفى.
وأغلق المتظاهرون 3 مستشفيات خاصة في مدينة الناصرية، معتبرين بأنها تشكل أذرع الفساد في القطاع الصحي بالبلاد. كما أغلق المتظاهرون العيادة الخاصة لمدير عام صحة ذي قار صدام صاحب الطويل.
وكان الكاظمي أمر، بعد اجتماع طارئ مع عدد من مسؤولي حكومته مساء الإثنين، بتوقيف عدد من المسؤولين المحليين عن العمل وإيداعهم السجن لحين الانتهاء من التحقيق في حريق مستشفى الحسين.
وشمل أمر الكاظمي كل من: مدير صحة ذي قار، ومدير المستشفى، ومدير الدفاع المدني في المحافظة.
كما أعلن الكاظمي الحداد الرسمي على أرواح الضحايا، دون الإشارة إلى أيام محددة.
وفيما لم يعلن رسميًا عن أسباب الحريق، ذكرت وسائل إعلام محلية أنه ناجم عن انفجار بمخزن أنابيب الأكسجين.
تشكيل لجنة تحقيق
وكان محافظ ذي قار أحمد غني الخفاجي، قرر، وفق بيان صادر عنه مساء الإثنين، تشكيل لجنة عليا للتحقيق في ملابسات الحريق، على أن تُقدّم تقريرها النهائي خلال 48 ساعة فقط لإعلانه للرأي العام.
كما قرر المحافظ إعلان الحداد في ذي قار على ضحايا الحريق، وتعطيل الدوام الرسمي بها لمدة 3 أيام بدءًا من الثلاثاء.
من جانبه، قال رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، في تغريدة عبر "تويتر": إن فاجعة مستشفى الحسين "دليل واضح على الفشل في حماية أرواح العراقيين".
واعتبر أنه "آن الأوان لوضع حد لهذا الفشل الكارثي، والبرلمان سيحول جلسة الثلاثاء لتدارس الخيارات بخصوص ما جرى".
ولدى العراق بنى تحتية محدودة ومتهالكة في مختلف القطاعات بينها قطاع الصحة جراء عقود من الحروب المتتالية وعدة استقرار الأوضاع الأمنية والفساد المستشري في البلاد.
تكرار المأساة
وفي نهاية أبريل الماضي، اندلع حريق مماثل في مستشفى ابن الخطيب المخصّص لمرضى كورونا في بغداد، مما أسفر عن أكثر من 80 قتيلًا.
وكان كثير من ضحايا حريق ابن الخطيب على أجهزة التنفّس الصناعي ويتلقّون العلاج من كوفيد-19، وقد أصيبوا بحروق أو اختناق في الحريق الذي انتشر بسرعة في أروقة المستشفى، حيث كان عشرات الأقارب يزورون المرضى في وحدة العناية المركزة.
وأثار الحريق يومها غضبًا واسعًا، ما أدّى إلى تعليق مهام وزير الصحّة آنذاك حسن التميمي الذي ما لبث أن استقال بسبب تلك المأساة.
والعراق الذي لا يزال اقتصاده المعتمد على النفط يتعافى إثر عقود من الحروب ويعيش كثير من سكّانه تحت خطّ الفقر، سجّل أكثر من 1,4 مليون إصابة بكوفيد-19 وأكثر من 17 ألف وفاة
ولا تزال البنية التحتيّة الصحية في البلاد متهالكة، والاستثمار في الخدمات العامّة محدود بسبب الفساد المستشري.
ويأتي حريق المستشفى بعد ساعات على اندلاع حريق محدود في مقرّ وزارة الصحة في بغداد، سرعان ما تمّ احتواؤه من دون تسجيل أي وفيات.