الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

"اعتذار" الحريري يخلط الأوراق في لبنان.. "التوتر" يسيطر على المشهد

"اعتذار" الحريري يخلط الأوراق في لبنان.. "التوتر" يسيطر على المشهد

Changed

اندلعت مواجهات بين الجيش اللبناني وأنصار تيار المستقبل عقب قطعهم الطرقات احتجاجًا على اعتذار سعد الحريري (غيتي)
اندلعت مواجهات بين الجيش اللبناني وأنصار تيار المستقبل عقب قطعهم الطرقات احتجاجًا على اعتذار سعد الحريري (غيتي)
أعلنت الرئاسة اللبنانية أن عون سيحدّد موعدًا للاستشارات النيابية الملزمة، فيما قال الحريري إن تيار المستقبل "لن يسمّي أحدًا" لرئاسة الحكومة.

خلط "اعتذار" الرئيس سعد الحريري عن تشكيل الحكومة في لبنان، الأوراق من جديد، ليعيد الأزمة الحكومية إلى مربّعها الأول.

وانعكس هذا الاعتذار "توتّرًا" في الشارع، تُرجم بقطع طرقات ومواجهات في أكثر من منطقة لبنانية، كما أدّى إلى "هبوط قياسيّ" جديد للعملة المحلية في مقابل الدولار الأميركية.

وفيما تتّجه الأنظار إلى الاستشارات النيابية الملزمة التي ينبغي أن يدعو إليها رئيس الجمهورية لتسمية رئيس حكومة جديدة، قال الحريري في حديث تلفزيوني إن تيار المستقبل لن يسمي أحدًا في المشاورات، مستبعدًا بذلك "فرضية" التوافق على من يخلفه.

الرئاسة "تصوّب" على الحريري

وكانت الرئاسة اللبنانية قالت في بيان، إنّ الرئيس ميشال عون سيحدّد موعدًا للاستشارات النيابية الملزمة في أسرع وقت ممكن.

وأضاف بيان الرئاسة أنّ رفض رئيس الحكومة المكلَّف سعد الحريري مبدأ الاتفاق بخصوص التشكيلة الحكومية دليل على أنّه اتخذ قرارًا مسبقًا بالاعتذار.

وأكد البيان أنّ الحريري لم يكن مستعدًا للبحث في أي تعديل على صيغة تشكيل الحكومة أو العودة إلى الاتفاق المُسبَق معه.

جاء ذلك بعدما أعلن الحريري اعتذاره عن تشكيل الحكومة بعد تسعة أشهر من تكليفه، وبعد لقائه الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا.

وقال الحريري إنّ موقف عون لم يتغيّر، وإنّ التعديلات التي طلبها جوهرية، وتشمل تسمية الوزراء المسيحيين. كما أشار الحريري إلى أنّه تخلّى عن عملية تشكيل الحكومة لأنّه من الصعب الوصول إلى توافق مع الرئيس.

 قطع طرقات واحتجاجات ومواجهات

وانطلقت احتجاجات في مناطق لبنانية عدّة بعد اعتذار سعد الحريري عن تشكيل الحكومة، حيث قطع المحتجوّن عددًا من الطرقات في العاصمة بيروت، وغيرها من المناطق، فيما انتشر الجيش اللبناني عقب دعوات للتظاهر.

وبحسب مراسل "العربي" في بيروت، ففور إعلان الحريري الاعتذار عن تشكيل الحكومة، بدأ قطع الطرقات في أكثر من منطقة في مختلف المحافظات.

وأشار إلى أنّ أعنف هذه الاحتجاجات شهدتها منطقة الكولا في بيروت، وصولًا إلى منطقة المدينة الرياضية.

ولفت مراسلنا إلى أنّ عشرات المحتجّين الغاضبين عمدوا إلى قطع هذا الطريق الذي يربط العاصمة بيروت بمطار رفيق الحريري الدولي، وكذلك بجنوب لبنان.

وأشار إلى وجود أرتال من الجيش اللبناني الذي حاول مرارًا التقدم باتجاه المحتجّين لدفعهم وإعادتهم إلى الأحياء الداخلية، من دون أن تنجح محاولاته.

ولفت مراسلنا إلى مواجهات سُجّلت بين الجيش اللبناني وأنصار تيار المستقبل خلال تحرّكهم.

"العهد" لا يريد الحريري رئيسًا للحكومة

ويرى منسّق الإعلام في تيار "المستقبل" عبد السلام موسى أنّ "علينا أن نتابع كيف سيتلقف رئيس الجمهورية وفريقه السياسي اعتذار الرئيس الحريري وما إذا كانوا سيذهبون إلى المزيد من الهروب إلى الأمام والعناد والمكابرة وزيادة معاناة اللبنانيين".

ويشير موسى، في حديث إلى "العربي"، من بيروت، إلى أنّه إذا كان الاتفاق متعذّرًا بين عون والحريري، فهل سيكون واردًا مع شخصية أخرى يسمّيها الرئيس الحريري.

ويلفت إلى أنّ المشكلة هي أنّ العهد ورئيس الجمهورية وفريقه السياسي لا يريدون الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، "وكلّ الوقائع السياسية التي حصلت في الأشهر الماضية والسوابق الدستورية والممارسات الغريبة التي قامت بها رئاسة الجمهورية تجاه الحريري تثبت ذلك".

"تلاعب خطير بالدستور"

ويتحدّث موسى عن "تلاعب خطير بالدستور ومحاولة للقفز فوقه"، لافتًا إلى أنّ "انقلابًا" تمّ على المبادرة الفرنسية وكل الوساطات الأخرى.

ويشدّد على أنّ من لا يريد حلّ الأزمة هو رئيس الجمهورية وفريقه السياسي، موضحًا أنّ الحريري منذ اللحظة الأولى لتكليفه، بذل كل الجهود الممكنة لتشكيل الحكومة، "لكن دخلنا في نفق التعطيل الذي يلتزم به فريق رئيس الجمهورية".

ويعتبر أنّ الرئيس عون يريد تسليم البلد إلى الفراغ، "ولا مشكلة لديه بأن يبقى البلد في الفراغ"، مذكّرًا بأنّ لديه سوابق في ذلك، من خلال كلّ الحكومات المتعاقبة التي شُكّلت في السابق.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close