الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

"مدبرة ومخطط لها".. ارتفاع قتلى أعمال العنف في جنوب إفريقيا إلى 212

"مدبرة ومخطط لها".. ارتفاع قتلى أعمال العنف في جنوب إفريقيا إلى 212

Changed

اندلعت أعمال العنف إثر حبس الرئيس السابق جاكوب زوما 15 شهرًا بتهمة تحقير القضاء
اندلعت أعمال العنف إثر حبس الرئيس السابق جاكوب زوما 15 شهرًا بتهمة تحقير القضاء (غيتي)
اعتبر رئيس جنوب إفريقيا أن أعمال العنف "مدبرة وقام أشخاص بالتخطيط لها"، فيما قالت وزيرة شؤون الرئاسة إن الوضع يعود بشكل تدريجي إلى طبيعته.

ارتفعت حصيلة القتلى جراء أعمال العنف التي اندلعت في جنوب إفريقيا إلى 212 قتيلًا، حسب ما أعلنت الحكومة، في وقت اعتبر فيه الرئيس سيريل رامافوزا الجمعة أن أعمال العنف الدامية التي تهز البلاد "مدبرة وقام أشخاص بالتخطيط لها".

من جانبها، قالت وزيرة شؤون الرئاسة خومبودزو نتشافيني في المؤتمر الصحافي اليومي للحكومة إن الوضع "يعود بشكل تدريجي إلى طبيعته"، مشيرة إلى عدم الإبلاغ عن حوادث في منطقة جوهانسبرغ، مقابل ما يقرب من 1500 حادثة من مختلف الأنواع في منطقة الزولو (شرق) في آخر 24 ساعة.

وأجرى الرئيس رامافوزا زيارة ميدانية لأول مرة منذ بداية الاضطرابات، وقال من مدينة ديربان الساحلية في كوازولو ناتال: إنه "ستتم ملاحقة المسؤولين عن إثارة العنف".

وأضاف الرئيس: "توصّلنا إلى تحديد عددهم، لن نسمح بالفوضى" في البلاد، في وقت تجري الشرطة تحقيقات تطال 12 شخصًا بشبهة تدبير أعمال العنف الأخيرة.

وجاءت تصريحات الرئيس غداة إعلان الحكومة على لسان خومبودزو نتشافيني "توقيف أحد هؤلاء الأشخاص وتشديد المراقبة على الـ 11 الآخرين"، منددة بـ"تخريب اقتصادي".

وكانت أولى الحوادث قد سجّلت الأسبوع الماضي إثر حبس الرئيس السابق جاكوب زوما الذي حكم عليه بالسجن 15 شهرًا لإدانة بتحقير القضاء.

وتخّوف مسؤولون صحيون في جنوب إفريقيا من أن تؤدي التجمّعات الحاشدة التي تشهدها البلاد لنهب محال تجارية إلى طفرة في الإصابات بكوفيد-19، وذلك غداة تحذير مماثل أصدره مسؤولون في منظمة الصحة العالمية.

وتشهد البلاد موجة تفش ثالثة لفيروس كورونا، ومعدّل وفيات مرتفعًا بسبب انتشار المتحورة "دلتا" الأسرع تفشيًا.

وقال رامافوزا إن التدمير "يعيدنا إلى الوراء على صعيد التعافي الاقتصادي"، معتبرًا أن هذه الأزمة هي الأسوأ في البلاد منذ انتقالها إلى الديمقراطية بعد إنهاء نظام الفصل العنصري.

هدوء هشّ

وأضاف الرئيس: "كان يجب أن نتصرف بشكل أفضل، لكن الأوضاع داهمتنا"، بعد انتقادات طاولت إدارة الحكومة لهذه الأزمة.

وتابع: "لكن الأوضاع كان يمكن أن تكون أسوأ بكثير" لو لم تكن قوات الأمن جاهزة للتحرك.

وقد تعهّد نشر ما يصل إلى 25 ألف جندي قريًبا لتدعيم الهدوء الهشّ، أي أكثر بعشرة أضعاف مقارنة بمطلع الأسبوع.

ووفق أحدث حصيلة، تم توقيف أكثر من 2500 شخص إلى الآن.

وطلبت وزيرة الزراعة ثوكو ديديزا من مواطنيها ألا يشعروا بالذعر من خلال الاندفاع إلى المتاجر خوفًا من نقص السلع، وقالت: "لدينا احتياطيات غذائية كافية في البلاد".

لكن سكان ديربان الذين ينتظرون في طوابير طويلة أمام المتاجر، تحدثوا عن نقص في الخبز على وجه الخصوص.

وفي خضم الشتاء القارس في جوهانسبرغ، واصل كثيرون أعمال التنظيف والإصلاح للإسراع بالعودة إلى الحياة الطبيعية. وأفادت وكالة فرانس برس بأن الأضرار كبيرة ولم يتم تأمين سوى عدد قليل من التجار الذين تعرضت محالهم للتخريب.

ولا تزال الأعصاب مشدودة في منطقة كوازولو ناتال، لا سيما بمدينة فينيكس قرب ديربان، في سياق توتر عرقي.

وفي 8 يوليو/تموز الجاري، سلّم زوما (79 عاما) نفسه إلى سلطات السجون، تنفيذًا لحكم بالسجن لمدّة 15 شهرًا صدر بحقّه بتهمة ازدراء القضاء.

ومنذ ذلك الوقت، اندلعت الاحتجاجات رفضًا لاعتقال الرئيس السابق المتّهم باختلاس أموال عامة خلال السنوات التسع التي قضاها في السلطة.

ومنذ إنشاء لجنة تحقيق في فساد الدولة عام 2018، كثّف الرئيس السابق جهوده لتجنّب الإدلاء بشهادته، ما قاد إلى الحكم عليه بالسجن بتهمة تحقير القضاء.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close