الجمعة 12 أبريل / أبريل 2024

غليان في الشارع ومحركات سياسية مطفأة.. ماذا ينتظر لبنان؟

غليان في الشارع ومحركات سياسية مطفأة.. ماذا ينتظر لبنان؟

Changed

يترقب اللبنانيون ما يمكن أن تخفيه الأيام المقبلة من ارتدادات لما يجري، بعد اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة والانهيار غير المسبوق اقتصاديًا.

نفّذ محتجون على سوء الأوضاع المعيشية وانقطاع التيار الكهربائي سلسلة تحركات في بيروت ومدن أخرى، مما أدى إلى سقوط 30 جريحًا من المدنيين والعسكريين.

وتصاعد التوتر في الشارع اللبناني بعد أن قدّم الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري اعتذاره عن التأليف، ما دفع بالبلاد إلى السير بوتيرة متسارعة نحو المجهول. 

فقد أعلن الحريري قراره بعد لقائه بالرئيس ميشال عون قائلًا إنهما لم يتمكنا من التوافق، مما يبرز الانقسامات السياسية التي أعاقت تشكيل الحكومة حتى مع زيادة حدة الأزمة في لبنان.

الصدامات في الشارع

وأطلق الجيش اللبناني في منطقة جبل محسن شمالي البلاد، الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين أمس الجمعة، ما أسفر وفق بيان عسكري عن إصابة 5 جنود وعشرات الجرحى الآخرين خلال المواجهات.   

وفي بيروت، قطع بعض الشبان الطرقات الرئيسية داخل العاصمة، رفضًا للأزمة الاقتصادية وانهيار الليرة اللبنانية.

وفي مدينة صيدا الجنوبية، تم إغلاق بعض الشوارع الرئيسة بمستوعبات النفايات والإطارات المشتعلة.

ويترقب اللبنانيون ما يمكن أن تخفيه الأيام المقبلة من ارتدادات لما يجري، لا سيَّما مع الانهيار غير المسبوق لعملة البلاد حيث لامست مستوى الـ23 ألف ليرة مقابل الدولار.

قائد الجيش يحذّر من الأسوأ

من جهته، أكّد قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، يوم الجمعة، أن الوضع في البلاد يزداد سوءًا وسيتفاقم مع تأجيج التوترات السياسية والاجتماعية بسبب الأزمة المالية.

وخاطب عون العسكريين في منطقة بعلبك في شرق لبنان قائلًا: "يبدو أن الوضع يزداد سوءًا والأمور آيلة إلى التصعيد لأننا أمام مصير سياسي واجتماعي مأزوم".

وفي الأروقة السياسية، المحركات مطفأة وبوابة الحلول موصدة وهي البوابة ذاتها التي أدت إلى فشل التأليف، فيما الاستشارات النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة مؤجلة كما تؤكد المصادر والجميع ينتظر نضج شروط نجاحها.

ردود الفعل الدولية

دوليًا، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ اعتذار الحريري عن تأليف حكومة في لبنان بعد تسعة أشهر من تكليفه يمثّل "خيبة أمل جديدة" للشعب اللبناني.

أما فرنسا فحثت لبنان على اختيار رئيس جديد للوزراء في أقرب وقت ممكن. وقال بيان لوزارة الخارجية الفرنسية: إن مؤتمرًا دوليًا جديدًا لتلبية احتياجات اللبنانيين سيُعقد في الرابع من أغسطس/ آب بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمم المتحدة.

لبنان.. إلى أين؟

وتعقيبًا على الأحداث الأخيرة، يتحدث المحلل السياسي والعسكري إلياس فرحات إلى "العربي"، عن "صدمة كبيرة" في الشارع اللبناني "لأن العديد من المواطنين كانوا يعولون على تشكيل الحكومة، والآن لم يعد هناك أي بدائل مطروحة حاليًا في المستقبل القريب".

ويقول فرحات: حتى اللحظة، لا يوجد إجماع سياسي على أي شخصية لتخلف الحريري، لا سيما وأن الأخير لم يقدم غطاء لأحد.

أما البلد بشكل عام، فيسير وفق المحلل السياسي والعسكري إلى مزيد من الفقر والحاجة عند جميع الناس خاصة لدى العاملين في القطاعات الرسمية ولا سيما العسكريين والمعلمين.

ومع تصاعد المواجهات بين الناس الغاضبين جراء الأوضاع المعيشية والجيش، يخشى فرحات من فقدان الاستقرار الأمني ومن تصاعد أعمال السلب والفوضى والسرقة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close