الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

رغم إعلان إثيوبيا اكتمال الملء الثاني لسد النهضة.. السودان: الوقت لم يفت بعد للاتفاق

رغم إعلان إثيوبيا اكتمال الملء الثاني لسد النهضة.. السودان: الوقت لم يفت بعد للاتفاق

Changed

تتمسك مصر والسودان بالتوصل إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل سد النهضة
تتمسك مصر والسودان بالتوصل إلى اتفاق ثلاثي حول ملء سد النهضة وتشغيله (غيتي)
اعتبرت السودان أن النهج الإثيوبي لن يؤدي إلّا إلى الإضرار بالعلاقات التاريخية بين البلدين، وذلك بعد إعلان أديس أبابا اكتمال عملية الملء الثاني لسد النهضة.

حذر السودان، اليوم الإثنين، من أن استمرار إثيوبيا في فرض سياسة الأمر الواقع فيما يتعلق بملف "سد النهضة" يهدد العلاقات التاريخية بين الخرطوم وأديس أبابا، واعتبر أن الوقت لم يفت بعد للتوصل إلى اتفاق عبر استئناف التفاوض.

جاء ذلك تعقيبًا على إعلان إثيوبيا، اليوم، اكتمال عملية الملء الثاني للسد بنجاح.

وقالت وزارة الري السودانية في بيان: "أعلنت السلطات الإثيوبية اليوم عن اكتمال ملء سد النهضة للموسم الثاني، ونجدد رفض الإجراءات الأحادية الجانب من الجارة إثيوبيا، وسياسات فرض الأمر الواقع، وتجاهل المصالح والمخاوف الجدية لشركاء النهر".

مواصلة التفاوض

واعتبرت الوزارة أن "البديل الأفضل لهذا النهج الإثيوبي الذي لن يؤدي إلّا إلى الإضرار بالعلاقات التاريخية بين البلدين، هو مواصلة التفاوض، للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم وشامل يحافظ على مصالح كل الأطراف، والتشغيل الآمن لسد الروصيرص (سد سوداني قرب حدود البلدين)".

 وأكدت الوزارة أن "الوقت لم يفت بعد، وأن التوصل للاتفاق المرجو، ضروري جدًا وممكن، إذا توفرت الإرادة السياسية".

كما أشارت إلى أن "الجهات المسؤولة بالسودان تحسبت منذ أشهر واتخذت الإجراءات الفنية والإدارية المناسبة للحد من الآثار السلبية الفعلية والمحتملة للملء الأحادي الجانب للعام الثاني على التوالي".

واليوم الإثنين هنأ رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد علي، شعبه بإتمام التعبئة الثانية لـ"سد النهضة" بنجاح. 

الملء الثاني بفترة قياسية

ولم تستغرق العملية أكثر من أسبوعين. وذكرت وسائل إعلام إثيوبية أن مليار متر مكعب من المياه قد خزن في السد، الأسبوع الماضي. وكان المطلوب بحسب أديس أبابا ثلاثة ملايين متر مكعب. وتعزو الحكومة الفترة القياسية إلى غزارة الأمطار الموسمية في الهضبة الإثيوبية.

وآثار سد النهضة بتكلفة 4 مليارات دولار وتعبئته الثانية غضب مصر والسودان، فلطالما عارضت حكومتا البلدين الملء الثاني بسبب "أضراره الكبيرة" عليهما.

ويقضي الاتفاق الثلاثي المبرم سابقًا والملزم بأن تحصل مصر على حوالي 55 مليار متر مكعب، والسودان على 18 مليارًا. وهي حصص تمس هذه التعبئة الحالية سلامتها وفق القاهرة والخرطوم. أما أديس أبابا فهي مصرة على أن الأمر بلا ضرر.

وعلى مدى شهور كانت الوساطات مكثفة لإيجاد حل يرضي الدول الثلاث. ولم تصل تلك الوساطات إلى حل رغم تدخل مجلس الأمن الدولي

"لعبة إقليمية ودولية"

يرى الباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، الموسوي العجلاوي أن إثيوبيا تحاول فرض موقف ما.

ويقول في حديث إلى "العربي" من الرباط: "إن أزمة النهضة أصبحت لعبة إقليمية ودولية، والحديث عما تقدمه إثيوبيا في إطار البحث عن حل ليس مرتبطًا بالوضع الداخلي". 

وكانت إثيوبيا تحاول استغلال الوقت منذ الإعلان عن بناء السد عام 2011 لتفادي المواجهة مع السودان ومصر، بحسب العجلاوي.

ويضيف: " إذا راقبنا تصريحات المسؤولين الإثيوبيين فسنرى أنهم يبشرون بالملء الثاني للسد وبفكرة أن ذلك لن يمس القدرة المائية الاستيعابية لمصر والسودان".

ويشير العجلاوي إلى مراحل مقبلة لملء السد الإثيوبي سيكون لها أثر سلبي على السد السوداني. ويعتبر "أن المعضلة هي ليست حصص المياه بل الصدام الذي قد يحدث في حل الجفاف الذي قد يضطر إثيوبيا على إقفال السد".

ويضيف: " أعتقد أن السودان ومصر قد تأخرتا في اللجوء إلى مجلس الأمن، ليس للوساطة بل للضعط على إثيوبيا".

هل سيتم اللجوء للقوة العسكرية؟

وحول الخيارات الأخرى للتعامل مع الأزمة، يقول العجلاوي: "إن التلويح باللجوء إلى السلاح والقوة العسكرية يجب أن يُستبعد، فالمنتصر في أي حرب هو خاسر، وما قد يقع من تدمير للسد قد يؤثر مستقبلًا على العلاقات". 

ويؤكد أن على السودان ومصر البحث عن أوراق أخرى تدعم موقفها، ولا سيما مع دخول إفريقيا في إطار إعادة رسم خرائطها الجيوسياسية. ويشير العجلاوي إلى ضرورة تبني السودان ومصر موقفًا موحدًا وثابتًا من الأزمة. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close