الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

أزمة سد "النهضة".. ما هي تداعيات إتمام الملء الثاني على مسار التفاوض؟

أزمة سد "النهضة".. ما هي تداعيات إتمام الملء الثاني على مسار التفاوض؟

Changed

يدرس كل من السودان ومصر خياراتهما في التعامل مع الأمر الواقع بعد إعلان إثيوبيا عن إتمام الملء الثاني لسد "النهضة" وسط تساؤلات عن المسار التفاوضي للأزمة.

أعلنت إثيوبيا إتمام الملء الثاني لسد "النهضة" وأنها ستبدأ في إنتاج الكهرباء من السد في غضون أشهر، في خطوة أثارت غضب السودان ومصر.

وحذر السودان مما أسماه "النهج الأحادي" لحكومة آبي أحمد، بينما تنظر مصر بعين الريبة لخطوة إثيوبيا، ويدرس بلدا المصب السودان ومصر خيارتهما في التعامل مع الأمر الواقع. 

وعلى مدار 10 سنوات، طال النقاش في مستويات دبلوماسية متعددة أملاً بالوصول إلى حل. لكن الملء الثاني للسد الذي يبنى بتكلفة 4 مليارات دولار اكتمل قبل التوصل لإتفاق.

وتستمر أديس أبابا في موقفها منذ الإعلان عن مشروعها عام 2011، فهي تنصت لصوتها فحسب وإن سجّلت حضورها في حوار لم يكرّس سوى أن السد إمتلأ وبات قادرًا على إنتاج الطاقة الكهربائية. 

في المقابل، لا تزال بوصلة خيارات مصر والسودان غير مستقرة. يطرق السودانيون والمصريون أبواب دول القرار بحثًا عن دعم دولي شرقًا وغربًا دون إجابات شافية.

وقد أسند مجلس الأمن الدولي الملف المتعثر إلى الاتحاد الإفريقي فيما اكتفت واشنطن بدعم جهود التسوية. وفاجأت موسكو الكثيرين بالاعلان عن تفهمها لأهمية السد لإثيوبيا واكتفت بحديث باهت عن مخاوف دولتي المصب.

ويحضر التنافس الدولي في منطقة القرن بقوة، فبمنطق التحالفات، يدرك الروس أنهم بعيدون عن أن يكونوا بمستوى التقارب بين المصريين والأميركيين أصحاب الخصومة بينما يمكن أن يجدوا ضالتهم في إثيوبيا بوابة الساحة الإفريقية.

من جهة أخرى، لا ترغب موسكو في غلق كل الأبواب، فمصالحها تحضر هنا وهناك، فهي تعلن عن تعاون عسكري مع أديس أبابا فيما تستقبل وزيرة الخارجية السودانية. 

أمًا المصريون فهم ماضون في البحث عن الدعم الدولي حتى أنهم يجسون نبض حلف شمال الأطلسي. لكن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي عبّر عن قلقه قبل عام، يدعو إلى "عدم القلق" إزاء سد "النهضة"، فيما يرسل تهديدات مبطنة.

الملء الثاني ساهم في "تدويل الأزمة"

يشرح الباحث في مركز البحوث والدراسات الإفريقية، عبد وهاب الطيب البشير أن عملية الملء الثاني وما صاحبها من خلافات ساهم في تدويل المشكلة.

ويقول في حديث إلى "العربي" من  الخرطوم: "تحدّت إثيوبيا كلًا من السودان ومصر كسبًا للزمن"، ويشير إلى أن إثيوبيا ملأت 4 مليار ونصف مليار متر في الملء الأول ويفترض أن تملأ حوالي 13 مليار ونصف المليار في الملء الثاني. 

ويعتبر أن الملء لم يتم لأن بناء الممر الأوسط للسد لم يكتمل بعد. وتعتزم إثيوبيا إتمام ملء السد بالكامل في سبع سنوات، بحسب البشير. 

ويشير إلى متغيرات في الملف ستؤثر على دول الإقليم. ويعتبر أن السودان رفضت الملء الثاني لكنها متمسكة بالمفاوضات، فيما لن يتم الملء الثالث  قبل الاتفاق. 

"إثيوبيا اعتنقت أحادية الموقف"

ومن جهته، يعتبر عضو المجلس المصري، أيمن سلامة، أن التطمينات الشفهية لا تسمن ولا تغني عن جوع.

ويقول في حديث إلى "العربي" من القاهرة: "إن إثيوبيا أبادت شعوبها وارتكبت المجازر المدانة من الأمم المتحدة، فكيف لدولتي المصب أن تنطلي عليهما الخطوات الإثيوبية".

ويعتبر أن إثيوبيا اعتنقت الأحادية في الموقف حيث تصور نفسها "أسد القارة الإثيوبية".

ويرى أن أديس أبابا لا تنفذ بنود الإتفاق الأول الملزم حول سد النهضة والذي يقضي باتفاق الدول الثلاث حول مراحل ملء السد.

مشروع تنموي أم أزمة سياسية؟ 

وينفي الكاتب الصحفي، نور الدين عبدة أن تكون إفريقيا قد وضعت دول الجوار تحت الأمر الواقع.

ويقول في حديث إلى "العربي" من أديس أبابا: "إن إثيوبيا استمرت في مشروعها منذ عشر سنوات... وما وصلت إليه الأمور الآن هو التطور الطبيعي والفيزيائي والفني للمشروع".

ويشير إلى أن تأخر المشروع حدث بسبب العوائق التقنية والمادية. ويضيف: "تم تحويل المشروع من طابعه التنموي إلى طابع جيوسياسي".

كما ينفي وجود أي خلافات تقنية حول السد بين الدول الثلاث، ويحصر الخلاف في السياسة. ويتهم مصر بتقويض جهود المفاوضات قبل أعوام. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close