الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

أفغانستان.. تنظيم "الدولة" يتبنى هجوم كابل وطالبان "مستعدة" لتسوية

أفغانستان.. تنظيم "الدولة" يتبنى هجوم كابل وطالبان "مستعدة" لتسوية

Changed

سقطت 3 صواريخ اليوم في العاصمة كابل بالقرب من القصر الرئاسي
سقطت 3 صواريخ اليوم في العاصمة كابل بالقرب من القصر الرئاسي (غيتي)
بعد نفي طالبان مسؤوليتها، تبنّى تنظيم "الدولة" الاعتداء الهجوم الصاروخي الذي وقع صباح اليوم بالقرب من القصر الرئاسي في أفغانستان.

تبنّى تنظيم "الدولة" عملية إطلاق صواريخ على القصر الرئاسي في العاصمة الأفغانية كابل، فيما كان عدد من المسؤولين بينهم الرئيس أشرف غني يؤدون الصلاة بمناسبة عيد الأضحى في حديقة القصر.

وقال التنظيم في بيان نشرته حسابات محسوبة عليه عبر تطبيق "تلغرام": "استهدف جنود الخلافة القصر الرئاسي للطاغوت الأفغاني والمنطقة الخضراء (في كابل) بسبعة صواريخ من طراز كاتيوشا".

وكانت ثلاثة صواريخ انفجر اثنان منها فقط، سقطت صباح الثلاثاء، بالقرب من القصر الرئاسي في العاصمة الأفغانية كابل، قبل دقائق من إلقاء الرئيس أشرف غني خطابًا بمناسبة عيد الأضحى، بحسب ما أفادت وزارة الداخلية.

وبعد وقوع الهجوم، لم تعلن أي جهة تبنيها الهجوم، فيما نفت طالبان مسؤوليتها عنه على لسان المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد.

وفي مارس/ آذار الماضي، استهدف هجوم صاروخي حفل تنصيب غني بحضور مئات الأشخاص، وأعلن "تنظيم الدولة" مسؤوليته أيضًا.

وكان شهود سمعوا صباح اليوم صفير صاروخين على الأقل يعبران فوق "المنطقة الخضراء" المحصنة أمنيًا، والتي تضم القصر الرئاسي وعددًا من السفارات بينها السفارة الأميركية وبعثة الأمم المتحدة، ثم ينفجران.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، ميرويس ستانكزاي، في رسالة إلى الصحافة: "أطلق أعداء أفغانستان اليوم هجمات صاروخية في أنحاء مختلفة من مدينة كابل".

وبعد الهجوم، ألقى غني خطابه بمناسبة عيد الأضحى مباشرة عبر التلفزيون وبحضور عدد من كبار المسؤولين الأفغان.

ولم يذكر غني الهجوم صراحة في خطابه، بل اتهم مقاتلي طالبان بأنهم "أثبتوا أن لا إرادة ولا نية لديهم في إحلال السلام"، خلافًا لتأكيداتهم.

وتابع: "لم تظهر طالبان حتى الآن" أي اهتمام "بمفاوضات جدية وذات مغزى"، وذلك بعد انتهاء جولة محادثات جديدة بين الحكومة الأفغانية وطالبان في الدوحة، نهاية الأسبوع الماضي بدون تحقيق تقدّم ملموس.

روسيا: طالبان "مستعدة لتسوية سياسية"

في غضون ذلك، رأى الموفد الروسي إلى أفغانستان زامير كوبولوف الثلاثاء أنّ قادة حركة طالبان "مستعدون" للتوصل إلى تسوية بعد 20 عامًا من القتال.

وقال خلال مؤتمر تمّ بثّه عبر الإنترنت: "أشعر وأرى، لا من خلال المواقف فحسب بل أيضًا عبر النوايا التي يتم التعبير عنها بأشكال مختلفة، أنهم مستعدون لتسوية سياسية. ولكن من وجهة نظرهم، يجب تقديم التسوية السياسية بكرامة".

وأضاف: "بعد 20 عامًا، سئم الجزء الأكبر من قادة طالبان بالطبع من الحرب، وهم يدركون أنه من الضروري البحث عن حلول سياسية للخروج من الجمود الراهن". لكنّه شدّد في الوقت نفسه على أن مقاتلي طالبان الأصغر سنًّا والأكثر "تطرّفًا" هم أقل استعدادًا لوقف القتال.

وتحّدث كوبولوف عن "جيل ثالث أو حتى رابع من المقاتلين الشغوفين الذين ما زالوا يتمتعون بقدر كبير من الحماسة، وممن لم يختبروا العيش أبدًا في أفغانستان حرّة وغير محتلّة".

"الباب يبقى مفتوحًا"

وجاءت تصريحات الموفد الروسي بعد جولة تفاوض بين ممثلي طالبان والحكومة الأفغانية استضافتها الدوحة السبت والأحد، من دون أن تحرز أي تقدّم. وانتهت بتأكيد الطرفين أهمية إيجاد "حل عادل".

واعترف رئيس المجلس الحكومي الأفغاني المشرف على عملية السلام، عبد الله عبد الله، أمس الإثنين، بأن "الشعب الأفغاني كان يتطلع بالطبع إلى المزيد".

 لكنه أكد لوكالة "فرانس برس" أن "الباب يبقى مفتوحًا لإجراء مفاوضات"، مبديًا أمله في تحقيق تقدم "خلال بضعة أسابيع".

وحتى الآن، لم تحقق المفاوضات التي بدأت في الدوحة في سبتمبر/ أيلول الماضي أي تقدم.

ومنذ مايو/ أيار الماضي، تشن طالبان هجومًا كبيرًا على القوات الأفغانية استطاعت معه الاستيلاء على مناطق كبرى، في ظل انسحاب القوات الدولية من أفغانستان الذي سيستكمل في نهاية أغسطس/ آب القادم.

وفي غياب الإسناد الجوي الأميركي الأساسي لها، لم تتمكن القوات الأفغانية من الصمود في وجه طالبان ولم تعد تسيطر سوى على عواصم الولايات والمحاور الرئيسية.

دعوات لطالبان لوقف هجومها

ودعت نحو 15 بعثة دبلوماسية في أفغانستان -الإثنين- حركة طالبان إلى وقف هجومها الذي يتعارض مع إعلان "دعمها الشديد لتسوية تفاوضية" للنزاع.

من جهته، اعتبر المحلل في مجموعة الأزمات الدولية إبراهيم باهيس، أن هجوم الثلاثاء "على غرار الهجمات السابقة كان رمزيًا وهدفه أن يثبت أن المقاتلين في مرمى النار، ولو أن سقوط الصواريخ على مقربة من القصر الرئاسي يظهر أن هذه الهجمات يمكن أن توقع قتلى في المستقبل".

وعن سبب عدم الإعلان عن وقف إطلاق النار من قبل طالبان كما جرت العادة في السنوات الماضية، قال باهيس: "لأنهم يريدون اغتنام استعادتهم المبادرة العسكرية من الحكومة" وحتى لا يضفوا مصداقية على التأكيدات السارية بأنهم "يسجلون خسائر فادحة ويريدون هدنة عسكرية"، وفقًا لتصريحاته لوكالة الصحافة الفرنسية.

المصادر:
العربي، أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close